أشرف غريب: انتصرت لليلى مراد بكتاب يكشف الحقائق الغائبة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 6:47 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أشرف غريب: انتصرت لليلى مراد بكتاب يكشف الحقائق الغائبة

اشرف غريب
اشرف غريب
حوار ــ حاتم جمال الدين:
نشر في: الخميس 4 فبراير 2016 - 11:19 ص | آخر تحديث: الخميس 4 فبراير 2016 - 11:19 ص

• لم تأخذ شيئًا من صفات اليهود.. وأخلصت لفنها ومصريتها وإسلامها
• قيثارة الفن المصرى اتخذت قرار الاعتزال مجبرة
• عاشت فى العزلة حياة هادئة.. وكان لها الفضل فى صناعة تاريخ فطين عبدالوهاب
• الكتاب يواكب الاحتفال بذكرى مرور عقدين على رحيلها.. وبدأت رحلتى مع وثائقها منذ يوم رحيلها
• «الوثائق الخاصة لليلى مراد» يؤسس لمنهج جديد فى تناول سيرة المشاهير
كاتب «وثائق فى حياة ليلى مراد» الذى صدر أخيرا للناقد والمؤرخ الفنى أشرف غريب عن دار الشروق، أثار العديد من التساؤلات حول ما يقدمه من جديد، ولماذا ليلى مراد الآن؟ وفى حواره معنا يكشف غريب عن تفاصيل من رحلة بحثه عن وثائق تخصها، وكيف تعامل معها، وما توصل إليه من حقائق وانطباعات عن قيثارة الفن المصرى..

• ليلى مراد لماذا.. ولماذا الآن؟
ــ ليلى مراد توفت فى نوفمبر من عام 1995، وهذا العام يكون قد مر على رحيلها 20 عاما، وبذلك يعد عام 2016 منذ بدايته وحتى شهر نوفمبر يمثل ذكرى خاصة بها، وأرى أن الكتاب قد جاء مواكبا لذروة هذه الاحتفالية.
قيمة ليلى مراد تكمن فى أنها كانت أول نجم شباك بمعنى الكلمة فى تاريخ السينما المصرية، أى أن الجمهور كان يدفع فى شباك التذاكر بصرف النظر عن باقى عناصر الفيلم، ولم يكن لدى الجمهور مساحة فصل بين ما بين العمل الفنى والحياة الشخصية لها، وهى كفنانة كان لها حضور وهالة فى نفس المشاهد، وأصبحت فتاة أحلام كل الشباب فى عصرها، ونموذج تتقلد به فتيات جيلها، أزياء ملابسها وتسريحة شعرها، فضلا عن تتبع الجمهور لأخبارها، وهى الحالة، التى لم يتمتع بها كثير من نجوم السينما، ولا أذكر منهم إلا أنور وجدى وعبدالحليم حافظ وسعاد حسنى وعادل إمام.
وحيات ليلى مراد كانت ثرية، وفيها الكثير من المناطق الغامضة، التى تحتاج لم يكتشفها ويعيد قراءة الوثائق المرتبطة بها، ومنها فترة اعتزالها الفن، وأسبابه.

• ومن أين بدأت لديك فكرة جمع وثائق الفنانة الراحلة؟
ــ بطبيعتى أجد نفسى مهتما بالوثائق، وأقدر قيمتها التاريخية والعملية، وخلال رحلتى مع العمل الصحفى جمعت الكثير من الوثائق عن حياة المشاهير سواء بالحصول عليه بشكل أو بآخر أو حتى شرائها، واعتمد على الكثير منها فى كتبى السابقة.

وفى حياة لليلى مراد كنت أريد أن أجرى معها حوارا صحفيا، ولكنها كانت دائما تعتذر لأسباب مختلفة، وفى عام 95 دخلت بيت ليلى مراد للأول مرة، وكانت قد رحلت، ودار جدل فى الصحافة حول فكرة أنها يهودية، وهل دفنت فى مقابر المسلمين أم مقابر اليهود، ودعمها لإسرائيل بتبرعها لها، وسمح لى ولديها زكى فطين عبدالوهاب، وتشرف وجيه أباطة بدخول منزلها لإجراء حوار معهما عن هذا الموضوع تم نشره مجلة الكواكب، وكان له صدى كبير وقتها، لأنه بدد كل ما تردد عن يهوديتها، وأنها كانت مسلمة وماتت مسلمة، وخرجت من مسجد السيدة نفيسة وفق وصيتها، وأن من أشاع هذا الكلام هم من ذهبوا لمسجد عمر مكرم باعتبار أن الجنازة ستشيع هناك، ولم يجدوها.

ولكن المهم أننى لفت نظرى أصول صورها على جدران البيت، والتى أوحت لى بجمع وثائق عنها، وأول وثيقة حقيقة وصلتنى كانت فى عام 2005، وكنت أعد حلقة عنها لبرنامج «كشف المستور» بالتليفزيون بمناسبة مرور 10 سنوات على رحيلها، وهى صورة من شهادة وفاتها، وعلى مدى العشر سنوات التالية تمكنت من الوصول لوثائق أخرى مهمة تمكنى من تقديم كتاب عنها، ومنها صورة لجواز سفرها، ووثيقة إشهار اسلامها، ووثيقة زواجها.

 

جواز سفر قيثارة الفن ليلى مراد من الوثائق المهمة
• وفى الوثائق التى جمعتها أيا منها تعتبره اكتشافا؟
ــ كل الوثائق كانت اكتشاف، فكل منها له أهمية فى الوقوف على حقيقة، ومنها جواز سفرها، وثائق إعلان زواجها من أنور وجدى، وهو المشهد الذى تحول من فيلم سينمائى إلى حقيقة، كذلك وثيقة إشهار إسلامها فى الأزهر، والتى تؤكد غياب أنور وجدى عن هذا المشهد، وهو ما يكذب ادعاءات روج لها الإخوان بعد ثورة يناير، وذلك عبر فديوهات لعصام تليمة مدير مكتب القرضاوى، يقول فيها إنها أسلمت على حسن البنا، وأن مؤسس الجماعة كان صديقا لأنور وجدى، بينما الحقيقة أنها أسلمت فى عام 1947 على يد أنور وجدى، وكررت تلاوة الشهادتين فى اليوم الثانى أمام الشيخ محمود أبوالعينين، وذلك قبل أن تذهب للأزهر وتشهر إسلامها رسميا بعد هذا التاريخ بثمانية أشهر تقريبا.

• كتب كثيرة تناولت ليلى مراد سواء بشكل منفصل أو فى سياق موضوع ما.. فما الجديد الذى يقدمه كتابك عنها؟
ــ اشتغلت على دراسات النجوم ولى 15 كتابا سابقا معظمها تناولت سيرة ذاتية لنجوم الفن فى مصر، من متابعتى أرى أن كل الدراسات، التى تتناول هذا المجال وقعت فى مشكلة التأريخ، والسبت التاريخى، وأحاول بكتاب ليلى مراد أن أؤسس منهجا جديدا للسيرة الذاتية للمشاهير حتى أتلافى كل نواقص الدراسات السابقة.

وفى كتابى أعتمد على الوثيقة الدامغة، والمستند الذى لا يقبل شكا، ومنهج يخرجنا دعاءات أشخاص بأنهم أصحاب فضل، أو أنهم كانوا شهودا على أحداث لم يكن لهم وجود فيها، وغير الوثيقة التزمت بأسس الحيادية والمصداقية وإحالة الوثيقة لزمنها وقراءتها فى ضوء عصرها والأحداث، التى أحاطت بها.

ومن هنا أقول إن نجاح تجربتى مع ليلى مراد سيكون بمثابة إرساء منهج لتراجم المشاهير فى مختلف المجالات.

واتفقت مع دار الشروق على أن يكون كتاب «الوثائق الخاصة لليلى مراد» بمثابة نواة لسلسلة كتب من هذا النوع.
 
غلاف كتاب الوثائق الخاصة لليلى مراد
• فى حياة ليلى مراد الكثير من القصص والحكايات التى تجذب كاتب للبحث فيها.. فما الجوانب التى كانت أكثر جذبا بالنسبة لك؟
ــ بالفعل لديها الكثير من الجوانب المهمة والغامضة التى لم يتم تسليط الضوء عليها كما ينبغى، فضلا عن حالة الخلط والمبالغات التى أحاطت بكثير من هذه الجوانب، والتى كانت تحتاج إلى اجتهاد فى كشف حقيقتها عبر وثائق تعطى كل ذى حق حقه، وتقلص مساحات الاجتهاد.

فديانتها اليهودية وتحولها للإسلام جزءا مثيرا جدا فى حياتها، كذلك إسرائيل وحقيقة علاقتها بها، مسألة شديدة الغموض والثراء، وكذلك ملاحقة الضباط الأحرار لها، وحكاية استنجادها بمحمد نجيب ـ رئيس الجمهورية آنذاك ـ لوقف مضايقات رجال الثورة صلاح سالم ومحمد أبوالنور وعبداللطيف البغدادى، والتى قد تكون سببا فى اعتزالها المبكر فى عام 55، كلها أمور كانت بحاجة لتدقيق، والبحث عن وثائقها، وإعادة قراءة وثائق سابقة.

ومن وجهة نظرى فإن ليلى مراد ومحمد فوزى تعرضا لظلم كبير، فالاثنان دفعا ثمن ولائه للرئيس محمد نجيب باهظا، فيما كان كل أم كلثوم وعبدالحليم أكثر ذكاء سياسية، وإدركا أن البوصلة تتجه لعبدالناصر، واأن كواليس مجلس قيادة الثورة تشير إلى انه هو المحرك الاساسى لمجلس قيادة الثورة وليس نجيب.

وأذكر هنا الواقعة الشهيرة لأم كلثوم عندما ذهبت عبدالمنعم السباعى، وكان أحد الضباط الأحرار ومشرف على الإذاعة، لتصل بشكواها من خلاله لجمال عبدالناصر، لأنها استشفت أنه القائد الفعلى، وكانت قد تعرضت لمنع أغانيها لأنها غنت للملك، ورفع عنها عبدالناصر الظلم الذى تعرضت له بقوله: لو تقدر تهدم الهرم يبقى تقدر تهدم تاريخ أم كلثوم.

• ومن أين أتت فكرة أن ليلى مراد اختارت الاعتزال قسرا؟
ــ هناك كثير من الوقائع تشير إلى أن ليلى كان لديها رغبة فى العودة للعمل بالتمثيل، وكان لها عدة محاولات للعودة إلى الشاشة، وبعضها وصل إلى مشروعات حقيقة توقفت قبل التصوير مباشرة لأسباب خفية، وغامضة.

وكان هناك مشروع مع المنتج رمسيس نجيب وبطولة أمام عبدالحليم حافظ، وتم منع تصوير الفيلم فى اللحظات الاخيرة، وكان هناك مشروع آخر، وهو فيلم «طريق الدموع»، الذى كان السيناريو يجسد رحلة أنور وجدى وتم طرح اسمها باعتبارها كانت زوجة له، ولكن تم الرجوع فى القرار والاستعانة بالفنانة ليلى فوزى بدلا منها، وذلك باعتبارها الزوجة الأخيرة لأنور وجدى.

ومن هنا أعتقد أنها أجبرت على قرار الاعتزال، وأن مقولة إنها اختيارها الاعتزال للحفاظ على شكلها الذى احبه الجمهور ـ كما أشاع البعض ـ فكرة غير مقبولة فى ظل استهدافها من رجال الدولة لها.
 
ليلى مراد في منزلها خلال سنوات الاعتزال
• الفنانة الراحلة تزوجت ثلاث مرات.. فكيف يمكنك أن تصف علاقاتها بالثلاثة رجال؟
ــ بالتأكيد كانت قصة زواجها من أنور وجدى هى أهم فترة فى حياتها كنجمة، وأستطيع أن أقول إنها قد تكون قصة الحب الكبيرة فى حياته، ولكن هذه القصة انتهت تماما بالطلاق، وفى أزمتها مع قصة اتهامها بالسفر لإسرائيل، تعرفت على وجيه أباظة قائد الجناح إدارة الشئون العامة بالقوات المسلحة، وذلك أثناء طلبها شهادة عن تتبع نشاطها لتكون إحدى وثائق براءتها من هذا الاتهام، وحدث تقارب وتزوجت منه خاصة أنها لم يكن من الممكن الرجوع لأنور وجدى بعد الطلقة الثالثة، وأنجبت منه ابنها أشرف.

وبعد زواجها من فطين عبدالوهاب تفرغت تماما لبيتها وتربية أبنائها وأشرف زكى، وحققت لزوجها الاستقرار الذى انعكس على أعماله، وكانت فترة زواجه منها هى سنوات النشاط التى قدم فيها أهم أفلامه.

• ماذا عن سنوات الاعتزال؟
ــ كل الوثائق والصور التى وصلت إلينا عن هذه المرحلة، والتى نشرت الصحافة الفنية بعض منها تشير إلى أنها عاشت حياة هادئة، وصور هذه الفترة تمثل لقاءات مع صديقات لها، وأخرى لها على البحر، فيما كان آخر ظهور لها فى تكريمها من جمعية كتاب ونقاد السينما فى عام 1977.

• المعروف عن نجوم هذا العصر ارتباطهم بشخصية تكون بمثابة العراب لها.. فمن كان عراب ليلى مراد من وجهة نظرك؟
ــ أعتقد أن الموسيقار محمد عبدالوهاب هو من قام بهذا الدور فى حياة قيثارة الفن العربى، اعتقادى هذا يستند إلى أنه هو من قدمها للمخرج محمد كريم لتلعب بطولة فيلم «يحيا الحب» معه فى عام 1938، وهو من كان بصحبتها فى زيارتها لمجلس قيادة الثورة مع اندلاع شائعة حول علاقتها بإسرائيل.

• مما خلصت إليه من دراستك لليلى مراد كيف تصف شخصيتها؟
ــ هى كما كانت تظهر فى أفلامها سيدة رقيقة أنيقة هادئة الطباع، صادقة فى كل شىء، ولكنها كانت تتمتع بقدر كبير من الذكاء جعلها تستطيع أن تدير أمورها على هذا النحو رغم كل العواصف التى مرت بها، كما أنها كانت كريمة بشكل ملفت للنظر، ومن هنا أقول إنها لم تأخذ شيئا من أصولها اليهودية، وكانت إنسانة مخلصة لفنها ومصريتها وإسلامها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك