إذا رأيت فتاة تلعب الباليه في المترو أو الشارع؛ حتمًا ستتذكر جلسة التصوير التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام للفتاة «ملك عبدالوهاب»، والتي لعبت حركاتها الأكروباتية داخل مترو الأنفاق وأمام كوبري قصر النيل.

ولكن جلسة التصوير يقف خلفها المصور علي أشرف، الحاصل على دبلوم الصنايع، ويعمل في إحدى شركات المقاولات لتشييد العاصمة الإدارية الجديدة، ورغم العمل لم ينس هوايته التي حاول إبرازها من خلال جلسة التصوير.

في حوار مع الشروق.. كشف لنا «علي» عن هدفه من جلسة التصوير وكواليسها؟

وفيما يلي نص الحوار..

كيف تعلمت التصوير؟
انا أهوى من الصغر، وبدأت في تعلمه بالجهود الذاتية منذ عامين عن طريق الهاتف المحمول، ثم ادخرت بعض المال واشتريت كاميرا لأتمكن من ممارسة التصوير بحرفية.

وما هي دراستك؟
حصلت على مؤهل متوسط "دبلوم صنايع" وأعمل الآن لأتمكن من استكمال تعليمي والالتحاق بمعهد نظم المعلومات، ومع ذلك لن أترك التصوير أبدا فهو هوايتي المفضلة.

كيف جاءت فكرة جلسة تصوير الباليه؟
استحضرتني الفكرة منذ 5 أشهر أن أصور فتاة ترقص الباليه أو الجومباز في الأماكن العامة، ولكن لم أجد الفتاة المناسبة وقتها؛ لذلك أجلت الجلسة حتى وجدت "ملك" وبدأنا الجلسة، ولم اكن أفكر في أي شيء سوى ممارسة هوايتي التي أحبها.

ما الهدف وراء جلسة التصوير في الأماكن العامة؟
كان الهدف وراء التصوير في الأماكن العامة هو توسيع عقول البشر، فقط أردت أن أبعث برسالة لجميع الناس أن لكل فرد الحق في حريته الشخصية يمارسها أينما ووقتما شاء، وتحقق هذا الهدف عندما شاهد الناس ملك وهي تمارس حركات أكروبات فى مترو الانفاق أمام أعينهم، لكني لم أتوقع كل هذا النجاح فقد كان كل حلمي أن تحقق الجلسة ”100 لايك".

ماذا عن ملك؟
كنت حريصًا على اختيار فتاة محجبة لتصوير الجلسة، وبالصدفة عثرت على حسابها الشخصي عبر "انستجرام"، ولاحظت تميزها بحركات جمباز كثيرة؛ فتواصلت معها وعرضت عليها الفكرة وهي وافقت سريعًا واتفقنا على موعد لإتمام الجلسة.
وبعد معرفتها تفاجأت أنها لم تتدرب على حركات الليونة أو تمارس رياضة بعينها، ولكنها تتمتع بليونة زائدة في جسدها رغم صِغر سنها المقدر بـ16 سنة فقط.

وما هي كواليس التصوير؟
اتفقنا أن نلتقي الساعة 6 صباحا في محطة مترو العتبة، لتصوير اللقطة الأولى، وبالفعل التقينا في المعاد المحدد والتقطنا الصورة التي وقفت فيها ملك وسط سلالم المترو، ولكن سريعا ما لمحنا ضابط المحطة وكأننا نفعل جريمة، و قال لنا "انتوا بتصوروا ايه!" في تلك اللحظة تمكنت من إخفاء كارت تخزين الصور في جيبي لعدم مسح الصور، واستطعنا الرحيل بعد التفتيش، بعد ذلك انتقلنا الى محطة مترو الأهرام لنلتقط صورة أخري داخل عربة المترو، ثم توجهنا بعدها إلى كوبري قصر النيل، وأخيرا انتهت رحلتنا الساعة 8 في منطقة الزمالك على السلالم الملونة.

ماذا عن ردود أفعال المواطنين؟
لم نجد ردود أفعال مهينة أو سيئة طيلة الرحلة، ولكن كثيرون نظروا لنا باستغراب.

لماذا لا تستجيبوا للظهور التلفزيوني؟
أنا ليس لدي مانع ولكن «ملك» ترفض الظهور كلما عرض علينا الأمر، وهي محقة في ذلك، فقد لاقت صورها رد فعل سلبي من بعض الناس وهذا أزعجها كثيرا، لكن والدها يشجعها ويدعمها.