لِلا فضة تقتحم مجال الراب بصوت أنثوي نسوي - بوابة الشروق
الأربعاء 5 فبراير 2025 12:43 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لِلا فضة تقتحم مجال الراب بصوت أنثوي نسوي

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأربعاء 5 فبراير 2025 - 10:38 ص | آخر تحديث: الأربعاء 5 فبراير 2025 - 11:38 ص

أصبح وجهها منتشراً على تطبيق "تيك توك" تكاد لا تُمرر مقطع فيديو حتى تظهر فيه، سواء بنفسها كجزء من أغنية لها، أو من خلال "lip sync" أي ترديد الفتيات أغانيها على مقاطع مصورة خاصة بهم، إنها مُغنية الراب الشابة لِلا فَضة، التي أطلقت ألبومها الجديد منذ فترة قريبة.

استطاعت لِلا أن تحقق انتشاراً واسعاً بعد إطلاق ألبومها الجديد، وتصدرت بعض أغنيات الألبوم مقاطع الفيديو على تيك توك، كما أن كليبات أغانيها على يوتيوب حصدت مشاهدات جيدة حتى الآن، رغم حداثة وجودها على الساحة، فقد بلغ عدد مشاهدات أغنية "قطع" مع أبيوسف 5 ملايين، وأغنية "حب بس إيه" مليون مشاهدة، وأغنية "ترات ترات تات" نصف مليون مشاهدة.

شاركت لِلا كممثلة بأدوار ذات مساحة صغيرة في مسلسل "البرنس" عام 2020، وفيلم "ثانية واحدة" عام 2021، ولكن تألقها جاء مع أغنية "حب بس إيه" وانتشار مقاطع من الكليب الخاص بالأغنية على تيك توك، ثم مقاطع صوتية من الأغنية ووقوع الجمهور في حبها وإعادة نشرها.

تعتبر لِلا من مواليد "جين Z"وهو مصطلح يطلق على مواليد الألفية الجديدة "1999-2010"، وهذا الانتماء إلى جيل مختلف من العقول الشابة يظهر بوضوح على اختيار مواضيع أغانيها ومفرداتها اللغوية في الأغاني التي قدمتها حتى الآن، حتى في الطابع النسوي الذي يغلف كثير من أغنياتها، وقد رصده بعض المشاهدين على تيك توك وعلق عليه الكثير عبر مقاطع فيديو.

هذا الأمر يدعو للتساؤل عما تقدمه فضة في أغانيها مختلفاً عن السائد في مشهد الراب في مصر، وهو المشهد المعروف بذكوريته الشديدة سواء على مستوى اكتساح الأصوات الذكورية أو على مستوى الكلمات والأفكار المطروحة، فهل صوت للا النسوي اقتحم مشهد الراب في مصر؟.

وللتعليق على هذا السؤال قالت الباحثة والفنانة فيروز كراوية: "لم اتابع كل ما قدمت ولكن الألبوم الأخير أعجبني بشدة، وأرى أنه جرئ موسيقياً وأدائياً، فهي وجدت صيغة بين أساليب الراب وبين عالم ممكن مجازاً يسمى نسائي مختلف عن الرابرز الذكور، لكن محتفظ بفكرة التعبير خارج الأنماط الغنائية المألوفة".

وأضافت: "هي امتداد لعمل مطربات كثر قبلها، ومن جيلها مثل دنيا وائل التي تعجبني أيضاً، لأنهن يحاولن الخروج من الصورة الآمنة للنساء في الأغنية ويتحدوا التنميط، وفي رأيي ترات ترات تات أكثر أغنية مباشرة في الألبوم لكن فيه أغنيات أخرى أكثر جودة مثل "بتحلم" و"U8" لأن المعاني فيهم جديدة وليست خطابية، كمان الصيغة الموسيقية مينيمال -تقليلية- لكن بتستعمل الأدوات المهمة مثل الإيقاع المضخم والعنيف والمؤثرات الصوتية بشكل درامي بيخدم الحالة التي تسعى لتقديمها في الألبوم".

كما علق الناقد الموسيقي محمد شميس على ما تقدمه لِلا فضة وما يميزها كمغنية راب، وقال: "الموسيقى هي رقم واحد، لأن من يصنع لها المزيكا هو أبيوسف، وهو رابر متمرس في فن الراب، وأكثر مغني راب لديه غزارة إنتاجية ولديه أفكار كثيرة موسيقية، لذلك هي صعدت على نفس الموجة الموسيقية الناجحة لأبيوسف، ولكن الاختلاف يكمن في الأفكار التي تطرحها، لذلك عند سماعها لا يشعر المستمع أنها دخيلة على عالم الراب، على عكس تجربة أميرة أديب، وثاني ما يميزها أنها خرجت عن سياق المجتمع الذكوري للرابرز، لأن الراب مجتمع ذكوري للغاية يعتمد على استخدام الأنثى كشيء يمتلكه الذكر يمكن أن يدس رابر آخر من خلاله، الفتاة سلعة وأداة من ضمن الأدوات التي يبارز الرابر بها بعضهم، ولِلا تغني بتون أنثى وتحافظ على مظهرها الأنثوي وسط هذا المجتمع الذكوري".

وفيما يتعلق بوصف أغانيها أنها "نسوية"، قال شميس: "مواضيع أغاني لِلا نسوية جداً، وتتناول حقوق المرأة، وتركز على أمور كثيرة تتعلق بالنظرة الدونية للمرأة وأنها تابع ويمكن التعدي عليها بالضرب والخيانة، لكن لِلا تغني من منطلق كونها فتاة قوية وهذه القوة نابعة من أنوثتها وجاذبيتها، حتى في مفردات أغانيها التي تتناول الحب، لديها فكرة الاستعلاء وأنها ليست تابعة للرجل، وتتعامل مع الرجل بمفهوم الندية، كل هذه المفاهيم يتم غنائها في وسط مجتمع ذكوري، واستطاعت تحقيق أرقام جيدة جداً بهذه الأفكار تظهر في أرقام المشاهدة على اليوتيوب".


وأضاف: "من الأشياء المميزة في ألبومها أيضاً، أنها تستطيع تقديم الأغاني المشتركة الديو بالمفهوم الصحيح، صوتها أنثوي والطبقات التي تغني منها أنثوية، تتحدث عن أفكارها وشخصيتها، ويغني أبيو أمامها كذكر، غناء مشترك لا يمكن الاستغناء عن مقطع في الأغنية وإلا تصبح بلا معنى، والأغنية بها فكرة الندية بين الرجل والمرأة، واستغناء عن الرجل، وابتعاد عن التبعية، كل ذلك تقتحم به للِا عالم الراب الذكوري، مما يجعلها مطربة جريئة ومختلفة وتقدم منتج غنائي لا يشبه أحد".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك