دفتر القاهرة (3): جامع المؤيد شيخ.. تحفة معمارية بناها سلطان مصر للوفاء بنذره - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 2:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دفتر القاهرة (3): جامع المؤيد شيخ.. تحفة معمارية بناها سلطان مصر للوفاء بنذره

عبدالله قدري
نشر في: الثلاثاء 5 أبريل 2022 - 11:29 ص | آخر تحديث: الأربعاء 6 أبريل 2022 - 12:43 م

طوال شهر رمضان، تصحبكم "الشروق" في رحلة مع تاريخ محافظة القاهرة ومعالمها وحكاياتها المحفورة في ذاكرة التاريخ، وتذخر بها العديد من المجلدات والكتب.

وفي هذه الحلقة، تعرض "الشروق" حكاية بناء جامع المؤيد شيخ، أحد أشهر مساجد القاهرة.

يقع المسجد بالقرب من باب زويلة، ويُنسب إلى المحمودي الجركسي الأصل، أحد مماليك الأمير برقوق، قبل أن يبصح سلطان مصر لاحقًا.

ولبناء المسجد قصة عجيبة ذكرتها كتب التاريخ، وهي أن "المؤيد" قد حُبِس في زنزانة "سجن شمائل"، التي كانت في موقع الجامع، فنذر لله أنه إذا تولى حكم مصر سيحول هذه البقعة إلى مسجد، ومدرسة لأهل العلم.

وكان عصر المماليك يعج بالفتن، ومن بينها "فتنة الأمير منطاش"، إحدى الفتن البارزة في عصر السلطان الناصر برقوق، وفي هذا الوقت، قبض الأمير منطاش على العديد من أمراء المماليك التابعين للسلطان برقوق، وكان منهم شيخ المحمودي.

وكان محمودي أميرا على 10 مماليك، وعندما وقعت فتنة منطاش، أمسكه وقيده في الحديد، كما يروي الروائي جمال الغيطاني في كتابه "ملامح القاهرة في ألف عام".

ويقول المقريزي: "في السجن، قاسى الأمير شيخ المحمودي من البق والبراغيث شدائد، فنذر لله تعالى إن تيسر له ملك مصر، أن يجعل مكان هذه البقعة مسجدا لله تعالى ومدرسة لأهل العلم".

ولم يمض الكثير حتى فشلت فتنة الأمير منطاش، وخرج شيخ محمودي من السجن، ثم تدرج في المناصب العامة، حتى وصل إلى حكم مصر، ولم ينس نذره بأن جعل مكان السجن مسجدا.

وشيد السلطان المؤيد شيخ الجامع سنة 818هـ/ 1415م، حسب موقع وزارة السياحة والآثار، ويتكون الجامع من فناء أوسط مكشوف تحيط به 4 ظلات أكبرها ظلة القبلة، تزين الجدران وزرات رخامية ملونة بارتفاع المحراب، وبجواره المنبر المطعم بالعاج والصدف، وعليه كتابات تحمل اسم وألقاب المؤيد الشيخ.

وشيدت مئذنتا الجامع فوق أثر آخر وهو باب زويلة، الذي يرجع للعصر الفاطمي المجاور للجامع، وأصبح كلاهما عنصرًا معماريًا متكاملًا بشكل أكثر من رائع، تحمل المئذنة الغربية اسم منشيء الجامع، والأخرى تحمل اسم محمد بن القزاز مهندس المئذنة.

 

اقرأ أيضا:

دفتر القاهرة (2).. باب زويلة.. اسمه منسوب لقبيلة مغربية وذكر المقريزي عظمته في كتابه



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك