كتب «يوميات عز وهيا.. بدلتي الخارقة وابتسم لأكون أقوى» في القائمة الطويلة لجائزة الملتقى العربي - بوابة الشروق
الأحد 16 مارس 2025 3:15 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كتب «يوميات عز وهيا.. بدلتي الخارقة وابتسم لأكون أقوى» في القائمة الطويلة لجائزة الملتقى العربي

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 5 أبريل 2024 - 6:56 م | آخر تحديث: الجمعة 5 أبريل 2024 - 6:56 م

«نصوص مشوقة، جرعات من الخيال المحبب، قيم إيجابية مناسبة للأطفال»، عوامل توفرت فى إصدارات دار الشروق التى وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال، لأفضل كتاب للطفل للدورة الـ11 لعام 2024، وهى إصدارات «يوميات عز»، و«هيا.. بدلتى الخارقة»، و«ابتسم لأكون أقوى»، وذلك بحسب ما أعلن الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال.
وصلت الأعمال الصادرة عن دار الشروق إلى القائمة الطويلة بالجائزة التى تستهدف تشجيع النشر الإبداعى ورفع مستوى الإنتاج الثقافى فى مجال كتب الأطفال فى العالم العربى، حيث تعمل على إظهار التكريم للأعمال المتميزة التى ترتقى بمستوى الكتب الموجهة للأطفال.
> «هيا.. بدلتى الخارقة».. ومساعدة الناس والتطوع
وبمطالعة تلك الأعمال يتضح لنا سمات التميز وعناصر التفرد فى نصوصها، ففى كتاب «هيا.. بدلتى الخارقة» للكاتب أحمد الراشدى، ورسوم هانى صالح، والصادر عن دار الشروق، الذى يندرج تحت قائمة الطفولة المبكرة، سنجد أنه نص ملىء بالرسائل الإيجابية التى تقدم للأطفال دون تكلف أو ملل، حيث يحكى الكتاب قصة طفل يريد أن يقلد والديه فى عمل الخير ومساعدة الناس ولكن بتفكيره الطفولى يتصور أن مساعدة الناس تحتاج لبدلة تشبه الأبطال الخارقين وبعد عدة تجارب سيصل بتفكيره الإدراكى أنه لمساعدة الناس لا نحتاج للشهرة ولفت الانتباه.
نصوص الكتاب تنشغل بالبحث الدائم عن قيمة العمل التطوعى وغرسها فى الأطفال والناشئة، حيث تتصاعد الأحداث وتتشابك التفاصيل لتكون معا صورة إجمالية محفزة بجرعات الخيال المحببة إلى نفس الأطفال كى تشجعهم على المضى قدما فى طريق فعل الخير والإسهام الإيجابى فى المجتمع.
وتُعتبر قصص الأطفال واحدة من أبرز الوسائل التى يتم من خلالها غرس القيم الإيجابية فى نفوسهم وتعزيز تنمية شخصيتهم. وأحمد الراشدى كاتبٌ متميز فى هذا المجال، حيث يعتمد فى قصصه على طرق فعّالة تهدف إلى توصيل الرسائل بطريقة تناسب الأطفال تمامًا. يتميز أسلوبه بالحكى الشيق والإيقاع المثير، ما يجعل قراءتها ممتعة ومسلية للصغار دون أن يشعروا بغياب الفكرة الأساسية.
يتمتع أحمد الراشدى بقدرة استثنائية على توظيف طريقة الحكى فى إيصال المعلومات بشكل مبسط وممتع. فهو يستخدم اللغة والأسلوب السهل والواضح الذى يناسب فهم الأطفال، مما يسهم فى انطباع إيجابى يترك أثرًا فى تفكيرهم وتصرفاتهم. بفضل هذه القدرة، ينجح الراشدى فى إيصال القيم والمفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة ومشوقة، مما يساعد الأطفال على استيعابها بسهولة وتطبيقها فى حياتهم اليومية.
علاوة على ذلك، يتميز الأسلوب الكتابى لأحمد الراشدى بإيقاع مشوق يحافظ على انتباه القارئ الصغير. يتخلل قصصه العديد من الأحداث المثيرة والمفاجآت، ما يثير حماس الأطفال ويشجعهم على متابعة القراءة واستكمال القصة، بالإضافة إلى ذلك، يبنى الراشدى قصصه بشكل محسوب، حيث يتقن إدارة الأحداث والتوقيت، مما يجعل القارئ فى حالة تشوق مستمرة ويمنع انحرافه عن القصة.
واحترامًا لفئة الأطفال واحتياجاتهم، يضمن الراشدى أن الملل لا يتسلل إلى نفوس القراء الصغار أثناء قراءة قصصه. فهو يقدم مجموعة متنوعة من الشخصيات الجذابة والمثيرة للاهتمام، ويتجنب التكرارات الزائدة والمملة. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الراشدى أسلوبًا سلسًا يجمع بين الواقعية والخيال، ما يزيد من تشويق القصة ويحفز الفضول لدى القراء الصغار.
== «يوميات عز».. ومداعبة خيال الأطفال
أما الكتاب الثانى الذى وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى ضمن قائمة الطفولة المتوسطة، فهو كتاب «يوميات عز» للكاتبة علا كحالة، و«رسوم سهيلة خالد»، والصادر عن دار الشروق، مصر، حيث تمضى الكاتبة بالقراء فى مجموعة من العوالم المتخيلة المحببة إلى النفس، والتى تداعب فيها خيال الأطفال بالعديد من المواقف التى ترسخ بداخلهم رغبة قوية فى تغذية فضيلة التدوين والتوثيق التى تمكن الطفل من مجاراة الواقع من ناحية، وجعل عالمه حافلا بالتصورات التى وإن كانت متخيلة إلا أنه تشعره بالسعادة وتحيطه بأكبر قدر ممكن من المبهجات.
ونجد فى الكتاب جرعة خيالية تناسب تماما روح الشغف التى تلائم أدب اليافعة، حيث أجواء حالمة تلتقى فيها الكاتبة «علا كحالة» بشخصيتها المبتكرة «عز» الذى يطلعها على دفتر يومياته ومغامراته فى مدينة ألعاب السبع النجمات فى محاولات مع أصدقائه لإنقاذ البيئة من حولهم.
وقد جاءت رسومات الفنانة سهيلة خالد لتخلق «قيمة مضافة» إلى النص، حيث تجذب عين القارئ، لتضيف إليه مزيد من الأبعاد الحقيقية والقيمة فيما يقرأه ويطالعه، ولم يكن هناك أى من تلك الرسومات الموضوعة فى غير موضعها، وإنما لمسة فنية مطلوبة لإثراء المطروح من النصوص.
وكتاب الأطفال «يوميات عز» يحتوى على قصص مثيرة، جاء من ضمن أجوائها: لم أتخيل يومًا أن فتى من مقاسى أنا ــ مقاس 10 سنوات و11 شهرًا ــ سيجد نفسه فى مواجهة مع المدير فرزات ــ مقاس كبير جدًّا ــ والذى يملك مدينة للملاهِى بحجم السبع نجمات، لكن علينا أحيانًا أن ننسى المقاسات ونفعل ما نراه صحيحًا خاصة إذا كان أمرًا يهدد البيئة، كل تفاصيل مواجهتى هذه كتبتها فى يومياتى أنا «عز بن أبو العز»، التى أحتفظ بها لنفسى تحت مخدتى، مع ملاحظة: بما أن يومياتى وقعت بين يديك فلا بد أنك من الأصدقاء المقربين مثل أسيل وسعد ويمكنك قراءتها لكن أرجو الانتباه، الأمر بينى وبينك فقط.
> «ابتسم لأكون أقوى» الابتسامة قوة
أما الكتاب الثالث الذى وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى لأفضل كتاب للطفل، تحت فئة قائمة اليافعين، وهو «ابتسم لأكون أقوى» للكاتبة شيرين سامى، ورسوم هانى صالح والصادر عن دار الشروق، يمرر إلينا منذ البداية عبر لغة سهلة وسلسة، مجموعة من المفاهيم القيمة، والتى تصل فى أقصاها إلى أن أخت «آسر»، «دليلة» التى كانت دائمًا تقول له «ابتسم لأكون أقوى»، لا تعرف أنه هو أيضًا يستمد قوته من ابتسامتها، حيث جاءت كافة التفاعلات والتطورات فى الرواية لتناسب «أدب الناشئة أو اليافعة».
نصوص شيرين سامى تراعى حساسيّة مرحلة المراهقة وهمومها، وتغوص فى أعماق الالتفات إلى التغيّرات النفسيّة المُفاجئة التى تطرأ على أبطال العمل؛ حيث تشكل عنصرًا أساسيًّا وجاذبًا لجمهور اليافعات واليافعين، دون أن يشكل ذلك حاجزا لقراءة الرواية من جانب فئات عمرية أخرى متنوعة.
تشعر عند مطالعة رواية «ابتسم لأكون أقوى» أن شخصيات العمل نابضة بالحياة، وأن التفاعلات التى تدور بينهم حقيقية وواقعية لأبعد مدى، دون أن ينتقص ذلك من جرعات الخيال المتدفقة، ومن الصور والتشبيهات البليغة، التى منحت النص رونقا خاصا، وساعدت على أن يمنح قارئه خبرات حياتية وتصورات بعضها حالم وبعضها واقعى.
يدرك القارئ للوهلة الأولى أن مؤلفة العمل، قد فاضت على نصوصها بما تملكه من خبرات واقعية فى حياتها، حيث حرصت على أن تنقل ذلك وتبلوره إلى قارئ يسير دون صعوبة داخل صفحات الكتاب، من أجل الاستفادة من رؤى وأطروحات قيمة، تأتى على لسان أبطال العمل.
وبالنظر إلى أحدث إصدارات الكاتبة شيرين سامى، ندرك قدر التنوع الهائل فى أعمالها، والدرجات الملحوظة من التطور والبناء المتصاعد على مستويات اللغة والحبكة والأفكار الثرية والمعالجات الشيقة لنصوصها وأعمالها المختلفة.
يشار إلى أن الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال يستهدف إحداث نقلة نوعية فى مجال صناعة كتب الأطفال فى المنطقة العربية، ودفع كتاب أدب الطفل إلى تبنى موضوعات جديدة وهادفة تعزز القيم الحضارية والمجتمعية فى نفوس الأطفال والناشئة، مع التركيز على اللغة العربية كوعاء فكرى أصيل.
وتسعى جائزة الملتقى لأفضل كتاب للطفل للتعريف بتجارب أعضاء الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال وإبراز دورهم فى إثراء مكتبة الطفل فى العالم العربى بالكتب التى تحفز على المطالعة، وتشجع على القراءة، وتهتم بقضايا الطفولة، وتسهم فى الارتقاء بالإنتاج الإبداعى لدور النشر الحاصلة على عضوية الملتقى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك