المكتبة الإسلامية (16).. زاد المعاد لـ ابن القيم: السيرة النبوية من منظور فقهي - بوابة الشروق
الأحد 16 مارس 2025 3:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المكتبة الإسلامية (16).. زاد المعاد لـ ابن القيم: السيرة النبوية من منظور فقهي

محمد حسين
نشر في: الأحد 16 مارس 2025 - 11:41 ص | آخر تحديث: الأحد 16 مارس 2025 - 11:41 ص

اكتمل الوحي الإلهي بقول الله -تعالى- في سورة المائدة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"، ليكون الإسلام منهجًا متكاملًا يحكم حياة المسلمين وفق كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وبعد انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، اجتهد العلماء في فهم نصوص الوحي، واستنباط الأحكام الشرعية، فظهر علم أصول الفقه ليضع القواعد المنهجية التي تضبط عملية الاجتهاد والاستنباط.

وفي هذه السلسلة، نطوف معًا بين رفوف "المكتبة الإسلامية"، نستكشف في كل حلقة كتابًا أثرى الفكر الإسلامي، ونتأمل في معانيه وأثره في مسيرة العلم والدين.

الحلقة السادسة عشر..

يُعَدُّ "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام ابن القيم الجوزية من أعظم الكتب التي تناولت السيرة النبوية بمنهجية تحليلية فقهية، حيث لم يكتفِ بسرد الوقائع التاريخية، بل استنبط منها أحكامًا شرعية وتربوية وفقهية، مما جعله مرجعًا رئيسيًا في فهم هدي النبي في العبادات والمعاملات والجهاد والعلاج والطب النبوي.

-من هو الإمام ابن القيم؟

وبحسب ما ورد في "الدرر الكامنة" لـ ابن حجر العسقلاني، فإن الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن القيم الجوزية كان من أبرز علماء القرن الثامن الهجري، حيث تتلمذ على يد شيخ الإسلام ابن تيمية، وتأثر بمنهجه في الفقه والاستدلال والرد على الفرق المخالفة.


وكان ابن القيم عالمًا موسوعيًا، له إسهامات كبيرة في الفقه، التفسير، الحديث، أصول الفقه، السلوك والتربية الإسلامية، واهتم في مؤلفاته بربط النصوص الشرعية بالحياة العملية، وهو ما يظهر بوضوح في كتاب "زاد المعاد"، الذي يُعد من أبرز كتبه التي تجاوزت عصره واستمر تأثيرها حتى اليوم.

وفقًا لما ذكره الإمام ابن القيم في مقدمة كتابه، فإن "زاد المعاد" لم يكن كتابًا تقليديًا في السيرة، بل جاء بأسلوب مختلف تمامًا، حيث اعتمد على الاستنباط الفقهي من أحداث السيرة، فلم يكن يكتفي بسرد الوقائع، بل يستخرج منها أحكامًا شرعية وقواعد تشريعية، كما ركّز على كيفية تطبيق السنة النبوية في العبادات، والزواج، والتعاملات المالية، والعلاج والتداوي، مع تحليل الأحاديث النبوية لغويًا وشرعيًا، مما جعله مرجعًا لطلاب الحديث والفقه على حد سواء.


كما ناقش بعض الادعاءات حول السيرة، وبيّن حكمة التشريع الإسلامي في أحداثها، ليكون بذلك من أوائل الكتب التي ربطت بين السيرة النبوية والفقه الإسلامي.

-ما أبرز ما تناوله ابن القيم في زاد المعاد؟

جاء "زاد المعاد" في 5 مجلدات، تناول فيها ابن القيم هدي النبي في العبادات والمعاملات والجهاد والعلاج والتداوي، حيث تحدث عن هدي النبي في الصلاة والصيام والزكاة والحج، وهديه في القضاء، وحكمه في البيوع، وتعاملاته مع الصحابة وأهل بيته، بالإضافة إلى هديه في الحرب والسلام، ورؤيته في التعامل مع الأعداء، وأخلاقيات الجهاد، وأحكام العلاقات الدولية، كما تطرق إلى الهدي النبوي في الطب والتداوي، وأهمية النظام الغذائي وفق السنة النبوية، والعلاجات الطبيعية التي اعتمدها النبي.

-جمع بين الفقه والسنة

بحسب ما ورد في "البداية والنهاية" لـ ابن كثير، فإن "زاد المعاد" يُعتبر من أعظم كتب السيرة الفقهية، حيث قال: "من قرأ زاد المعاد لا يحتاج إلى غيره في معرفة هدي النبي ﷺ، فقد جمع فيه الفقه، والعلم، والسنة"، كما أثنى عليه العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" قائلًا: "زاد المعاد كتاب نفيس في فهم السيرة والسنن، مليء بالفوائد العلمية، لا غنى لطالب العلم عنه".

وغدا نلتقي مع كتاب جديد من المكتبة الإسلامية..

اقرأ أيضا:

المكتبة الإسلامية (15).. المحلى لابن حزم: الاجتهاد بالنص والدليل



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك