اتفقت الحكومة الكورية مع أفريقيا على اتجاهات التنمية المشتركة والاستدامة والتضامن في القمة الكورية الأفريقية الأولى المنعقدة في سيول على مدار يومي 4 و5 يونيو الجاري، حيث أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي هذا العام، ذلك في إعلان مشترك.
وقال الرئيس الكوري "إن القمة، التي فتحت فصلا جديدا في العلاقات الكورية الأفريقية، شهدت مناقشات عميقة لبناء المستقبل معا"، مستطردا: "أتوقع أن يكون اعتماد الإعلان المشترك الصادر عن القمة الكورية الإفريقية بمثابة بوصلة للتعاون الموجه نحو المستقبل بين كوريا وإفريقيا"، وذلك وفقا لـ"كوريا دوت نت"، الموقع الرسمي لجمهورية كوريا.
ومن خلال الإعلان، ركزت كوريا وإفريقيا على تعزيز التجارة والاستثمار متبادلي المنفعة في قطاعات النمو المشترك. كما تم الاتفاق على تعزيز الأطر المؤسسية للتعاون الاقتصادي، مثل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية وأطر تشجيع التجارة والاستثمار.
وستشارك كوريا تجربتها في إبرام اتفاقيات التجارة الحرة لإنشاء سوق موحدة من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وفي مجال الاستدامة، أشار الإعلان أيضًا إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي والأزمات الصحية.
ومع تزايد أهمية الموارد المعدنية لتطوير الصناعات المستقبلية مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الجديدة والمتجددة، اتفق المشاركون في القمة على إطلاق الحوار الكوري الأفريقي بشأن المعادن المهمة. كما اتفقوا على زيادة الجهود المشتركة لضمان إمدادات مستقرة من المعادن الرئيسية، وتعزيز التعاون التكنولوجي ذي الصلة.
كما أكدت القمة من جديد ضرورة التضامن القوي من أجل السلام والأمن الدوليين. وباعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تعهدت كوريا بالتعاون مع أفريقيا على الساحة العالمية خلال فترة عضويتها في الفترة من 2024 إلى 2025.
وأكدت سيول أيضًا التزامها بالتنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وشددت على جهود المجتمع الدولي لتحقيق نزع السلاح النووي "الكامل والقابل للتحقق منه ولا رجعة فيه" في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف الرئيس الكوري يون: "منذ العام الأول لي في المنصب، أكدت أهمية التعاون مع أفريقيا في ظل رؤية (دولة محورية عالمية). أنا سعيد جدًا بالوفاء بهذا التعهد من خلال النتائج الناجحة التي شهدتها هذه القمة الكورية الإفريقية الأولى".
ومن جانبه، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، إن القمة أكدت حاجة كوريا لمشاركة تجربتها المعترف بها عالميًا في مجال الموارد البشرية والتصنيع والاقتصاد الرقمي، مضيفا أنه متأكد من أن "هذا التجمع وضع الأساس لتعاون مبتكر ومربح ومستدام بين الجانبين"