الأدب النسوي والإبداع الزماني والمكاني.. في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأدب النسوي والإبداع الزماني والمكاني.. في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد

محمود عماد
نشر في: الخميس 5 سبتمبر 2024 - 3:44 م | آخر تحديث: الخميس 5 سبتمبر 2024 - 3:44 م

تتوالى فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة بمحافظة أسيوط، بعنوان: "مرجعية التراث الثقافي وإشكالية التجريب في إقليم وسط الصعيد"، ودورة "الشاعر الراحل سعد عبدالرحمن"، برعاية وزارة الثقافة.

وشهدت قاعة المعارض بقصر ثقافة أسيوط، الجلسة البحثية الرابعة تحت عنوان: "الآخر في التجربة الإبداعية".

وأدار الجلسة، الدكتور سليمان محمد سليمان، وتضمنت مناقشة 3 أبحاث، الأول بعنوان: "الآخر في مجموعة حين يغيب العالم لفاطمة الشريف- قراءة في ضوء النقد النسوي" للدكتور سعيد فرغلي، والثاني "تمثيلات الآخر في الأدب النسوي بإقليم وسط الصعيد الثقافي" للباحث عبدالناصر عبدالمولى، والأخير "صورة الآخر في شعر إقليم وسط الصعيد" للدكتور محمد عبد الراضي.

واستهلت الفعاليات بمقتطفات حول النسوية في السرد قدمها مدير الجلسة، موضحا كيف ساهمت في تغيير الوعي الكتابي الصادر عن المرأة، وبخاصة الذي يعتمد الجسد بوصفه بُعدًا من أبعاد الكتابة الإبداعية.

وأشار د. سعيد فرغلي، في بحثه إلى أن النظرية النسوية تسعى إلى محاولة إبراز الكيفيات الرابطة بين العلاقات النسوية "الذات، والآخر، والرجل، والمرأة، والمجتمع" وغيرها، وتركز بشكل خاص على علاقة الذات النسوية بالآخر (الرجل)، وهي علاقة مبنية على التراتب والصراع، فالرجل كما يقول الناقد د.حسن النعمي: "هو المهيمن في السياسة والمجتمع"، حتى بلغ الأمر في بعض الخصومات الثقافية، إلى إقصاء المرأة فلا تُدعى باسمها، بل تُنسب إلى ابنها لا إلى ابنتها، مثل نسب الرجل إلى ابنه دون ابنته، كما أن المرأة لا تتحدد ولا تُعرف إلا بالرجل، فهي زوجة فلان، وليس العكس، بما يعني أن الأنا النسوية هي علامة على الهوية المغيبة في الآخر الذكوري، وهي جزء منه مثلما أنها تابعة له ناقصة وغير مكتملة من دونه.

وأوضح د.عبد الناصر عبدالمولى، في دراسته، أن المرأة في صعيد مصر لها خصوصية شديدة تجعلها متفردة في ابتكار أساليب تعبيرية تصف بها مواقفها ومشاعرها من (الآخر)، بدءًا من أبسط أشكال الحكي إلى أوثق فنيات التعبير رمزية ودلالة.

وأضاف أنه مع صعود تيار الأدب النسوي بدأ الاهتمام بتلك النماذج التي تشكل تأطيرًا نفسيًا واجتماعيًا لتوجهات المرأة ومشكلاتها وما تعانيه من فراغ وتهميش لأسباب يصعب حصرها تتعلق بإرث من العادات والتقاليد والأطر الجامدة التي حاولت المرأة النفاذ منها، حتى ظهرت نماذج انتصرت أدبيًا وإبداعيًا على (التابوهات)، واقتحمت الأسوار المانعة لظهور مختلف المشاعر والنزعات فصورتها في سطور النصوص على صفحات الكتب وعلى منصات الإلقاء.

ومن ناحيته، تناول د. محمد عبد الراضي، صورة الآخر في ديواني "بوابات الحزن" للشاعر أوفى الأنور، و"السفر في الحكايات" لعبدالحافظ متولي، لما يتضمناه من إبداعات لغوية، وتقنية كتابية تمتاز بطابع خاص.

واعتمد الباحث في تلك الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، والكثير من المراجع أهمها الدراسة الثقافية "شعرية الهوية" لعلاء عبد الهادي.

وتواصلت فعاليات المؤتمر، مع الجلسة البحثية الخامسة بعنوان: "إبداعات الإقليم" والتي عقدت بقاعة الشاعر سعد عبد الرحمن.

وأدار الجلسة، الأديب بهاء الدين رمضان، وشهدت مناقشة بحثين، الأول بعنوان: "البناء الزماني والمكاني في الإبداع القصصي - إبداعات إقليم وسط الصعيد القصصية" للأديب  الدكتور يحيى القفاص، رئيس نادي أدب منفلوط سابقا، والثاني:"الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد" للباحث سفيان هلال.

وتناول "القفاص"، في حديثه، تأثير الزمان والمكان في الإبداع القصصي، والهوية الأدبية الإبداعية والتي تتمثل في ترسيخ العامل الوجداني فى نفس المتلقى.

وأضاف أن جعل "الزمان" الأساس والمحور، يُكسِب الرواية حيوية وتدفقا، من حيث لمس الحاضر، وإثارة الذكريات الماضية التى تتعامل وتتغلغل في تشكيله.

وأشار "القفاص"، إلى أن كاتب القصة أو الرواية يلجأ في بناء أعماله على مفهوم الزمن، ويمكنه في الوقت المناسب العودة إلى الماضي؛ لأن الوقائع لا تفضي دائما إلى ما بعدها، بل ترتد أحيانا إلى الوراء.

ومن ناحيته، تطرق الشاعر سفيان هلال، إلى الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد، قائلا: "إذا كان الشعر انعكاسا للواقع في مرآة الشاعر وانعكاسا للشاعر في مرآة الواقع، فلابد أن فرقا سيظهر جليا بين نص يكتبه رجل يحارب في الحياة وهو يفكر بصوت عالٍ، ويقدم العقل والجسد والدم صراحة، ونص تكتبه أنثى تحارب برقة الأنوثة وخلجات الوجدان، فالأول يقدم ما تؤخره الثانية والعكس، حتى لو الغاية واحدة هي العطاء".

ورأى "هلال"، خلال دراسته، أن شعر العامية المصرية بمفهوم الكتابة الجديدة للشعر يعتبر حديثًا نسبيا، فهو وإن كان ابنا شرعيا للفنون القولية المنظومة التي جرت على ألسنة العامة من موال ومربع وزجل ورباعيات ونميم وغيرها، لكنه ليس أحدها وليس امتدادا إلا في لسان الكتابة.

واختتم حديثه، مقدما نماذج من الإبداعات الأدبية لنخبة من أدباء الإقليم من أبرزها "البحث عن الذات والحب المفقود في مداخل للحب والتغريب" للشاعر علاء عبدالسميع.

وأعقب ذلك، عرض فني لفرقة أسيوط للفنون الشعبية على مسرح القصر، تضمن باقة متنوعة من الفقرات الاستعراضية المستوحاة من التراث بقيادة الفنان محمود يحيى، منها "التنورة، والفرح، والموال"، بحضور ضياء مكاوي رئيس الإقليم عبده الزراع مدير عام الإدارة العامة للثقافة العامة، ووليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات وأندية الأدب، ولفيف من الأدباء والمثقفين.

و"المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين لإقليم وسط الصعيد الثقافي"، يعقد برئاسة الكاتب الصحفي د. محمود مسلم أمين عام المؤتمر الشاعر مدثر الخياط، ويقام بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان.

 

وتختتم فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس مع جلسة بحثية بعنوان: "قراءة في حياة سعد عبدالرحمن" يتحدث فيها كل من د .مصطفى رجب، والأديب فراج فتح الله، ويديرها  الشاعر أوفي الأنور، يعقبها عرضا فنيا وإعلان التوصيات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك