أعادت الولايات المتحدة وجودها الدبلوماسي بالصومال، أمس الثلاثاء، وفقا لما أعلنته الخارجية الأمريكية، بعد غياب دام 28 عاما، منذ أن أغلقت واشنطن سفارتها في مقديشو عام 1991، بتولى دونالد ياماموتو، منصبه سفيرا للولايات المتحدة في الصومال.
هناك علاقات تقليدية بين الولايات المتحدة والصومال منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن انبثاق الصراع بين المقاومة الصومالية، ضد نظام الرئيس الصومالي سياد بري خلال فترة الثمانينيات، ونشوب الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، دفع الولايات المتحدة إلى إغلاق سفارتها بالصومال، وإرسال إدارة جورج بوش الأب، بعثة عسكرية إلى كونها مهمة إنسانية قصيرة المدى كما قال "لينهوا المجاعة ويرحلوا".
حدثت معركة واشتباكات يومي 2-3 أكتوبر سنة 1993 في العاصمة الصومالية مقديشو، بين الميليشيات الصومالية المتمردة، وبين القوات الأمريكية بجانب قوات الأمم المتحدة، وكانت النتيجة دخول قوات الأمم المتحدة للعاصمة الصومالية وبقاء الجيش الأمريكي فيها، بعد تكبد القوات الأمريكية خسائر في صفوفها بين قتيل وجريح.
أسقطت في الاشتباكات، طائرتين أمريكيتين من طراز بلاك هوك، وقتلت طواقمها وسحلت في الشوارع، في المعركة التي عرفت باسم سقوط الصقر الأسود Black Hawk Down، مما أدى لسحب القوات الأمريكة تماما في 24 مارس 1994.
منذ فبراير 2015 حدثت تطورات كانت نتيجتها، عودة الوجود الدبلوماسي الأمريكي للصومال، أبرزها:
إعلان وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيري، خلال زيارة للصومال، إن بلاده ستبدأ عملية إعادة تأسيس التواجد الدبلوماسي فى الصومال، وتتخذ البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى الصومال حاليا من العاصمة الكينية نيروبى مقرا لها.
إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تعين كاترين أس.داناني لتكون أول سفير للولايات المتحدة في الصومال منذ العام 1991 وكان الأمر يحتاج لموافقة مجلس الشيوخ، وأعلنت وزارة الخاريجة الأمريكية آنذاك، أن السفيرة داناني ستتولى شؤون السفارة الأميركية في الصومال من السفارة الأميركية في نيروبي في كينيا، لكن لم تتولى داناني شؤون السفارة، وتولاها السفير الأمريكى لدى الصومال، ستيفن شوارتز.
أعلن السفير الأمريكي الأول لدى الصومال، ستيفن شوارتز في يونيو 2017 أن الولايات المتحدة سيكون لها تواجد دبلوماسى دائم في الصومال مرة أخرى بعد افتتاح مكاتب في العاصمة مقديشيو.