نيكول كيدمان.. سحر الحضور وهيمنة الأداء - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 10:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نيكول كيدمان.. سحر الحضور وهيمنة الأداء

*خالد محمود*
نشر في: الخميس 6 يوليه 2023 - 8:27 م | آخر تحديث: الخميس 6 يوليه 2023 - 8:28 م

معهد الفيلم الأمريكى يكرمها بجائزة إنجاز العمر كواحدة من نجمات هوليوود الأكثر رسوخا
أفلام «ساعات» و«الآخرون» و«مولان روج» حفرت اسمها فى ذاكرة عشاق الأداء الرفيع
تبقى للنجمة نيكول كيدمان مكانة خاصة بين نجمات هوليوود على مدار تاريخها المعاصر لدى الجمهور المفتون بأدائها.. إصرار على النجاح.. سحر وقوة الحضور على الشاشة.. شغف كبير بالشخصيات الصعبة والشائكة.. والعمل مع مخرجين مبدعين يبحرون معها لمنطقة أداء مقنع وفريد.. تلك مفردات رحلة ومنظومة تاريخ نيكول كيدمان، لتصبح واحدة من نجوم هوليوود العمالقة الأكثر رسوخا لتسحر الجماهير لعقود من الزمن، بجرأتها الفنية وبريقها الأيقونى على الشاشة.
ونحن نحتفل معها بميلادها الـ ٥٦، وبعد إعلان معهد الفيلم الأمريكى، تكريم النجمة نيكول كيدمان بجائزة إنجاز العمر فى نسختها الـ49، نقدم رؤية لأهم أدوارها وأعمالها التى تمتد لحوالى 60 فيلما من «مولان روج» إلى «ساعات» مرورا بـ «الآخرون»، التى ستبقى كنموذج خالد فى ذاكرة عشاق الأداء الرفيع
رغم البدايات الضعيفة قبل 30 عاما وخوضها أكبر قصة زواج وطلاق من النجم توم كروز، إلا أنها قفزت بأحلامها وصولا للتتويج الأوسكار.
الأمر المذهل فى كيدمان هو مدى اختلاف كل شخصياتها وتميز عوالمها، لعبت كل شىء من الأشرار الخادعين إلى الأمهات الحزينات إلى العلماء الأقوياء، وقد جسدت عددًا من الشخصيات التاريخية أيضًا من ديان أربوس ومس بيل إلى جريس كيلى ولوسيل بول فى فيلمها «الآخرون» للمخرج اليهاندرو أمينابار، قدمت أحد أفضل أدوار الرعب، تلعب كيدمان دور جريس، وهى أم عزباء تنقل أطفالها إلى منزل يبدو أنه مسكون فى جزر القنال حيث تعيش فى عزلة بعد أن انضم زوجها للقتال فى الحرب العالمية الثانية. يعانى أطفالها من مرض غامض يشبه الحساسية للضوء، مما يتطلب منهم أن يعيشوا حياة إلى حد كبير فى الظلام، حيث تؤدى الأضواء الساطعة إلى تفاقم رؤيتهم. تبدأ الأحداث الغريبة فى المنزل بالحدوث، وسرعان ما تعتقد جريس أن المنزل مسكون.
«الآخرون» درس متقن فى الحالة المزاجية للأجواء، مصنوع بشكل رائع، إنه أيضًا أحد أكثر عروض كيدمان متعددة المستويات. كما يشرح كينيث توران لصحيفة لوس انجلوس تايمز، «على الرغم من أن كيدمان لا تتردد فى جعل جريس شديدة الضيق والجرح فور ظهورها، فإنها تعرض أيضًا الضعف والشجاعة عندما يتم استدعاؤهما.. إنها عملية مكثفة من هيمنة الأداء».
قدمت كيدمان أداءً رائعًا فى دور البطولة، حيث تلتقط بشكل مثالى الخوف والقلق من إجبارها على حماية أطفالك من روح شريرة تبدو خبيثة. إنه فيلم لا يمنح الجمهور أبدًا مساحة للتنفس، ومنذ ذلك الحين اشتهر بتطوره المثير للصدمة حصلت كيدمان على ترشيح لجائزة جولدن جلوب عن دورها هنا أيضًا.
ويأتى فيلم «مولان روج» للمخرج باز لورمان، والذى يعد واحدا من أفضل الأعمال الموسيقية، يتناول قصة العلاقة الرومانسية التى تولد بين ممثلة الملهى ساتين «نيكول كيدمانس والشاعر الإنجليزى كريستيان «إيوان ماكجريجور» فى أكبر ملهى ليلى فى باريس، علاقة مقنعة وشخصيات متأصلة وأداء قوى التف حوله الجمهور رغم النهاية المأساوية، جعل هذا الفيلم كيدمان كأسطورة ذات حضور طاغى لتتجاوز صورة النجمة الجميلة وبدا ذلك جليا على الشاشة وهى تجسد فتاة استعراض جذابة ومطلوبة تعمل فى «مولان روج»، يتضح أنها تعيش حياة مأساوية فى نهاية المطاف، لكنها تشع بريقا، وفازت كيدمان بجائزة جولدن جلوب عن هذا الدور الذى يعتبر من أفضل أداءاتها على الشاشة كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار.
وفى عام 2020 نيكول كيدمان تجد نفسها فى فيلم غير عادى وهو الدراما النفسية لستيفن دالدرى «الساعات»، حيث تلعب دور البطولة إلى جانب زميلاتها الممثلات الأسطوريات ميريل ستريب وجوليان مور. يتابع الفيلم ثلاث نساء مختلفات من أزمنة مختلفة، وجميعهم مرتبطون برواية فيرجينيا وولف «السيدة دالواى». تقوم كيدمان بدور وولف بنفسها، حيث تعيش فى إحدى ضواحى لندن فى عشرينيات القرن الماضى، حيث تكافح مع شياطينها الشخصية أثناء كتابتها «السيدة دالواى».
تقدم كيدمان أداءً معقدًا للمؤلفة الموهوبة بشكل لا يصدق، وهى تعالج اكتئاب وولف باحترام كبير. ليس هناك من ينكر أن الفيلم كئيب، ويمكن أن يكون مشاهدة صعبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، لكن كيدمان تتعامل مع الدور بأجزاء متساوية من الجرأة والرقة. كيدمان شكّلت الجزء الأكثر تأثيرا فى شخصية فيرجينيا وولف، تبدو كئيبة وبائسة ومتبلدة ويتسرب الاكتئاب من كل مساماتها.بينما تلقت كيدمان الكثير من الجوائز والثناء على العديد من عروضها، يبرز «الساعات» على أنه ربما أفضل عمل لها، وهو الفيلم الذى أدى إلى فوزها بأوسكار لأول مرة.
جاء فيلم «جحر الأرنب» الذى قدمته نيكول كيدمان عام 2010، مع المخرج جون ميتشيل وامام آرون إيكهارت، ليشكل مشاهدة مؤلمة عبر سيناريو المكتوب بدقة والأداء شديد الإقناع يجلنها ننبهر بالتبادلات العاطفية والأفكار المثيرة للتفكير حول الموت والشعور بالذنب واللوم والشفاء، وكيف أوحى أداء كيدمان المثير للإعجاب بالأمل بين كل المعاناة البائسة، كانت الشخصية معقدة، يصعب تحديدها بشكل عام ولا يمكن التحكم فيها إلى حد كبير بسبب نهجها فى اكتناز الحزن المكبوت.
هو فيلم جدير بالاهتمام من الناحية العاطفية، ويقدم أداءً ملهمًا لنيكول كيدمان كأم انقلبت حياتها السعيدة من الداخل إلى الخارج بموت طفلها المفاجئ. لدى بيكا (كيدمان) وزوجها هوى (آرون إيكهارت) مقاربات مختلفة جدًا لحزنهما: بينما يريد هوى الاحتفاظ بكل تذكارات ممكنة لطفلهما، تحرص بيكا على الانتقال إلى منزل جديد ومحاولة البدء من جديد.
تقدم كيدمان صورة قوية لامرأة حزينة وتقدم صورة شيقة ومختلفة. نعم، بيكا عاطفية للغاية وليس غريبًا الانهيار المفاجئ والمعتاد بعد خسارة مفاجئة ــ لكنها غالبًا ما تفاجئ بسلوكها أيضًا. فى مشهد رائع فى جلسة علاج جماعى للأشخاص الذين يعانون من الخسارة، ذكر زوجان آخران أن طفلهما أخذ منهما لأن الله كان بحاجة إلى ملاك آخر. بيكا ترد «هو الله بعد كل شىء، لماذا لم يصنع ملاكًا آخر؟» إنه أداء مروّع وإحساس إنسانى الرائع، وقد حصلت كيدمان على ترشيحها الثالث لجائزة الأوسكار.
فى فيلم «عيون مغمضة على اتساعها» لاستانلى كوبريك، تأخذ نيكول كيدمان منعطفًا رائعًا بشكل لا يصدق فيما قد يكون أكثر أداء مفاجئا فى حياتها المهنية. الفيلم يتبع الدكتور ويليام هارفورد (توم كروز) وزوجته أليس (كيدمان). تعترف أليس لوليام أنها فكرت فى إقامة علاقة غرامية مع رجل آخر، الأمر الذى أذهل ويليام ودفعه للتشكيك فى كل شىء. إنه يرسله فى رحلة مخيفة ومكثفة لاستكشاف رغباته الخاصة فى لقاء خارج نطاق الزواج، حيث يكتشف ناديًا جنسيًا ضخمًا مليئًا بأغنى وأقوى الناس فى العالم، مما يؤدى إلى عواقب وخيمة محتملة.
فيلم مختلف تمامًا.. قصة ملحمية عن الرغبات الجنسية الحميمة للزوجين، ولكن من نواحٍ كثيرة، فهى قوية تمامًا مثل أفضل أعمال كوبريك. تقدم كيدمان، بصفتها أليس، أداءً مليئًا بالقسوة، ولكن أيضًا بالإنسانية الهائلة.
فى فيلم الكوميديا السوداء «للموت من أجل»، إخراج جاس فان سانت، تتألق كيدمان فى شخصية سوزان ستون، امرأة جميلة لا تريد أكثر من أن تكون صحفية إذاعية كبيرة. تحصل ستون على وظيفة كمساعدة فى محطة كابل محلية، وعلى الرغم من أن هذا العمل وضيع تمامًا، إلا أنها تعتقد أنها إذا عملت بلا كلل، فسوف تشق طريقها إلى شاشة التلفزيون. لم يمضِ وقت طويل قبل أن تصبح مراسلة للطقس، لكن هذا لا يكفى لتحقيق طموحاتها. عندما يبدأ زوجها فى الضغط عليها للتخلى عن حياتها المهنية من أجل عائلة، فإنها تضع مخططًا وتجنّد بعض طلاب المدارس الثانوية ــ بما فى ذلك جيمى (خواكين فينيكس) التعساء ــ للمساعدة فى تحقيق أهدافها المهنية، بغض النظر عن التكلفة.
الفيلم ذكى بشكل لا يصدق فى تشريحه لهوسنا الذى لا يلين بثقافة المشاهير، والرغبة الفطرية فى الظهور وأدت دورها فيها بحساسية مرهفة أكسبتها جائزة الكرات الذهبية وجائزة جمعية نقاد السينما.
أحب النقاد الفيلم، بما فى ذلك مارجريت ماكجورك من سينسيناتى إنكوايرر، التى كتبت، «بصرف النظر عن الأداء المتميز، فإن الفيلم يسير بخطى ذكية ومصممة جيدًا. والأهم من ذلك كله، أنه يقدم شخصيات رائعة وأفكارًا مثيرة بمهارة.
كم كانت نيكول قوية وشجاعة فى اختياراتها وجريئة فى كل أداء».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك