حديقة أنطونيادس بالإسكندرية.. تاريخ المدينة في قبضة المطورين - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 10:24 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حديقة أنطونيادس بالإسكندرية.. تاريخ المدينة في قبضة المطورين

هدى الساعاتي
نشر في: الثلاثاء 6 سبتمبر 2022 - 7:24 م | آخر تحديث: الثلاثاء 6 سبتمبر 2022 - 7:24 م
المحافظ: لا صحة لتجريف الأشجار التاريخية وما حدث أعمال تقليم وتهذيب للأشجار
مديرة الحديقة: الهدف الأساسى من أعمال التطوير جعلها مركزا ترفيهيا وسياحيا عالميا
أستاذ بكلية الزراعة: التطوير ضرورى للحفاظ على الأشجار ويتم بواسطة متخصصين

جدل كبير أحاط بعملية التطوير التى تشهدها حدائق أنطونيادس، أقدم الحدائق التاريخية بالإسكندرية، الواقعة بمنطقة سموحة، بسبب الاعتراضات الشعبية التى واجهتها نتيجة إزالة أشجار تاريخية يبلغ عمرها قرونا، كونها يعود تاريخها لعصر البطالمة، وسط مخاوف أن يتسبب هذا التطوير فى فقدان الحديقة لقيمتها الحضارية والتراثية.
حدائق وقصر أنطونيادس يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية فى مصر، بل تصنف بأنها واحدة من أقدم الحدائق التى أنشأها الإنسان على مستوى العالم.
ويوضح المؤرخ إبراهيم عنانى، عضو اتحاد المؤرخين العرب، أن سبب التسمية يرجع إلى البارون جون أنطونيادس، فبعد تملكه لتلك الحدائق سعى إلى تطويرها وتجديدها لتحاكى الحدائق المشهورة فى قارة أوروبا مثل حديقة قصر فرساى فى باريس وعهد إلى الفنان الفرنسى بول ريتشارد لكى يتولى هذه المهمة.
وتابع عنانى أن الحديقة على الطراز العربى الأندلسى وهو ما يتجلى فى إحاطة الحدائق بالأسوار العالية لحجب المناظر الداخلية وكثرة النافورات وجدرانها التى توجد فى شكل فسيفساء، كما يوجد بصمة للطراز الرومانى تظهر فى كثرة استخدام العناصر المعمارية النحتية والأعمدة، فيما تشير كثرة استخدام التماثيل بها إلى وجود طراز إيطالى أيضا.
وبينما عبر مواطنون عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الحديقة فى السنوات الماضية بسبب ما وصفوه بالإهمال فى رعاية أشجارها وزهورها، وخصوصا النادرة منها، قال مسئولون إن ما يجرى من تطوير مجرد تقليم وتهذيب لهذه الأشجار للتوجيه للنمو السليم، فى إطار خطة لتحويلها لمركز ترفيهى وسياحى لا يتناقض مع القيمة التاريخية والتراثية للحديقة.
على مستوى الأشجار التى تحويها الحديقة، تشير صفاء فاروق، أستاذ بمركز البحوث الزراعية بالإسكندرية التابع لوزارة الزراعة، إلى أن هناك شجرة نادرة لا يوجد مثلها فى العالم منها شجرة الجميز المميزة بكثرة الفروع والأغصان وجذورها تمتد لأكثر من 12 مترا مثل كل الأشجار التاريخية فى الحديقة، وكذا هناك شجرة البلوط تشبه شجرة الزيتون وهى أيضا شجرة تاريخية.
وأشارت الباحثة إلى شجرة نادرة تسمى «الكوكولوبا» وهى من الأشجار المميزة لأن زهورها التى تتميز باللون الأحمر الغامق لا توجد إلا فى حديقة أنطونيادس، وكذا توجد شجرة نادرة تسمى أبوالنجف وفروعها مقوسة بالتتابع مثل النجفة، وشجرة التين البرتغالى، ويوجد بها شجرة دوم فريد.
فى هذا السياق، أشار الدكتور هانى النجار؛ الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إلى أن ما تعرضت له حديقة أنطونيادس خلال السنوات الماضية جعل النباتات والمسطحات الخضراء بها بحالة سيئة، لانعدام المياه، حيث إنها لم يدخلها مياه سوى الأمطار منذ عام 2013، كما عانت أشجار الحديقة من قلة التقليم، فضلا عن انتشار القوارض والثعابين بصورة كبيرة، وقلة الصيانة والأشجار التى أصبح بها إصابات شديدة من السوس.
وبين النجار، فى منشور له عبر فيسبوك، أن عملية التطوير ضرورية للحفاظ على هذه الأشجار، خصوصا أنها تتم تحت رعاية متخصصين من أساتذة معهد البحوث بوزارة الزراعة، وعدد من أساتذة كلية الزراعة.
بدورها، قالت بدرية حسن، مديرة حديقة أنطونيادس، إن الهدف الأساسى من أعمال التطوير التى تشهدها الحديقة إنقاذ الأشجار التاريخية بها بعد تأثرها فى الأعوام الماضية، وجعلها مركزا ترفيهيا وسياحيا عالميا مع الاحتفاظ بالقيمة التاريخية والتراثية.
وأضافت حسن لـ«الشروق» أن أعمال التطوير الشاملة بدأت بالصوبة الملكية التى تقع فى الطرف الغربى ويبلغ طولها 42 مترا وعرضها 10 أمتار، موضحة أن الصوبة ستكون مقرا دائما لبيع الزهور ونباتات الزينة وإنتاج شتلات من خلال معمل زراعة الأنسجة بالحديقة.
ويشمل التطوير أيضا ممشى ومبنى بيت الرتب العليا، وإقامة مطعم وصالة متعددة الأغراض، وهو مبنى دائرى الشكل بمساحة 1662 مترا مربعا ومحيطه 146 مترا، مكون من دورين بارتفاع 8 أمتار، ومقسم داخليا لحجرات وصالات يحيط به مساحة خضراء مساحتها نحو 500 متر.
وأشارت مديرة الحديقة إلى أن مقترح التطوير سيشمل مسرح حديقة أنطونيادس الذى يخطط لاستغلاله فى إقامة المعارض والحفلات الفنية وحفلات التخرج للمدارس والجامعات، فيما سيتم استغلال منطقة بانوراما حديقة الورد كصالة متعددة الأغراض.
أما مبنى البافيون، ومساحته 2000 متر مربع الواقع أمام المدخل الرئيسى للبوابة، فتوضح بدرية حسن أن المبنى يصلح لإنشاء ملاهى وألعاب ترفيهية للأطفال، مع إحياء البحيرة الصناعية التى تبلغ مساحتها نحو 1450 مترا مربعا.
وتلفت مديرة الحديقة إلى أنه سيتم إقامة معارض للزهور دائمة وناد اجتماعى فى المنطقة الجنوبية الشرقية على مساحة 3 أفدنة ويوجد بها ثلاثة مبانٍ وبحيرة صناعية مستطيلة تضفى جمالا للمنطقة.
فى السياق ذاته، يؤكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية أن الهدف من عملية التطوير إعادة رونقها وطابعها التراثى ورفع كفاءة جميع خدماتها لتكون مركزا ترفيهيا وحضاريا، مع الحفاظ على جميع محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، نافيا ما تردد عن تجريف الأشجار التاريخية التى تزين الحديقة.
وأوضح المحافظ، لـ«الشروق» أن الحديقة بها ورود نادرة وأكثر 38 نوعا من الأشجار و27 نوعا من أنواع النخيل إلى جانب الأشجار التاريخية وتم إزالة أطنان من المخلفات حولها فى الفترة الأخيرة لإعادتها إلى سابق عهدها.
وذكر محافظ الإسكندرية أن الحديقة التاريخية شهدت الاجتماع التمهيدى لإنشاء جامعة الدول العربية 1944، وبها أيضا تم توقيع اتفاقية الاستقلال بين حكومة الوفد والحكومة البريطانية عام 1936، وقضت فيها الأميرة فوزية وزوجها شاه إيران الشهور الأولى من زواجهما.
وتابع الشريف أن الحديقة يوجد بها تماثيل لأهم الشخصيات العالمية منها تمثال فينوس إلهة الحب والجمال عند الرومان وتماثيل للرحالة فاسكو داجاما وماجلان ونيلسون وكريستوفر كولومبس وأميريجو فيسبوتشى وأدميرال نيلسون، فضلا عن 17 تمثالا آخر تمثل أساطير آلهة الإغريق، ما يؤكد قيمتها التاريخية عند المحافظة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك