حذرت وسائل إعلام روسية من أن أوروبا الشرقية على وشك الدخول في حرب تشمل مولدوفا وترانسنيستريا، وذلك بعد تصريحات رسمية روسية في الأسابيع الأخيرة تتهم أوكرنيا بالتجهيز لما اسمته بـ"استفزاز مسلح" عبر ترانسنيستريا المعروفة باسم "جمهورية بريدنيستروفيا المولدافية" (المعترف بها دوليا كجزء من مولدوفا).
وقالت وزارة الدفاع الروسية في 23 فبراير الماضي عبر تطبيق "تليجرام": "مخربون أوكرانيون سيتنكرون بزي القوات المسلحة الروسية ويقوموا بمهاجمة مولدوفا عبر أراضي ترانسنيستريا".
كما أفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن "التراكم الكبير لمعدات الأفراد العسكريين الأوكرانيين، بما في ذلك المدفعية في المواقع الجاهزة والزيادات غير المسبوقة في الطائرات بدون طيار، أدى إلى تفاقم الوضع على الحدود بين أوكرانيا وجمهورية بريدنيستروفيا المولدافية (ترانسنيستريا)".
وتابعت: "نحذر الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو وأوكرانيا من خطوات المغامرة التالية"، مضيفة أن الاتحاد الروسي "سيرد بشكل مناسب على أي استفزاز لكنه يفضل الحلول السلمية والدبلوماسية".
وصرح وزير الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف لشبكة "آر بي سي" الأوكرانية، الجمعة الماضية، بأن بلاده قد تساعد عسكريا مولدوفا وترانسنيستريا إذا قدمت رئيسة مولدوفا مايا ساندو طلبا بذلك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإعلام الحكومية الروسية "تاس".
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله إن "روسيا تستفزنا لدخول أراضي جمهورية مولدوفا، لكن موسكو نفسها يمكن أن تشن غزوا من أراضي ترانسنيستريا"، مضيفا أن "كييف تقدر استقلال الدول الأخرى واعترفت بأن ترانسنيستريا جزء من مولدوفا".
في المقابل، قال رئيس وزراء مولدوفا، دورين ريشان أنه "لا يوجد خطر من التصعيد العسكري في مولدوفا ويمكن منع المخاطر من خلال اليد القوية لسلطاتنا"، بحسب وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.
وأظهر استطلاع للرأي صدر عن المعهد الجمهوري الدولي (منظمة غيرربحية أمريكية) في ديسمبرالماضي، أن ثلثي المولدوفيين يؤيدون عضوية الاتحاد الأوروبي، كما أعربت الغالبية عن إعجابها بالرئيسة ساندو.
كما وجدت نتائج استطلاع آخر نشرت أواخر الشهر الماضي، أن 73% من المستطلعين أرادوا أن تظل بلدهم محايدة، فيما أعرب نحو 60% عن حذرهم بشأن انتشار القتال في بلادهم، وقال واحد فقط من كل خمسة مشاركين إن مولدوفا يجب أن تنضم إلى حلف "الناتو" أو حلف عسكري آخر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح ريهور نيجنيكاو، كبير الباحثين في برنامج الجوار وروسيا التابع للاتحاد الأوروبي في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، أن النخبة في ترانسنيستريا ليس لديها مصلحة أو قدرة على الانخراط في أي صراع عسكري".
وأضاف نيجنيكاو أن "خطر انتشار الحرب على مولدوفا منخفض للغاية في الوقت الحالي"، متابعا: "موسكو ببساطة ليس لديها موارد واهتمامها ضئيل بتحويل انتباهها عن الحرب في أوكرانيا".
واعتبر أن "نشر المخاوف من احتمال امتداد الحرب إلى مولدوفا يهدف إلى إثارة مخاوف إضافية داخل المجتمع المولدوفي الذي يحاول بالفعل الابتعاد عن الحرب وإعطاء الأولوية للقضايا الاجتماعية والاقتصادية".