صورة ذاتية مليئة بالدف والحكمة وكاشفة لتفاصيل رحلة كفاح أحد أكثر الأشخاص نفوذاً في عصرنا الحالي
أعلن رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي الشهير، بيل جيتس، عن نشر مذكراته شهر فبراير من العام المقبل والتي ستحمل عنوان «شيفرة المصدر: قصة بداياتي» التي سيتناول من خلالها قصة حياته، والسنوات الأولى التي شهدت بدايته في عالم الأعمال ومجال الأعمال الخيرية، ومحطاته المختلفة بدءًا بطفولته في مدينة سياتل وحتى التحاقه بالجامعة، ثم قراره الرحيل عن جامعة هارفارد وهو يبلغ من العمر 20 عامًا فقط عام 1975 من أجل أن يتعاون مع صديقه بول ألين في صنع برنامج الكمبيوتر الذي أصبح فيما بعد "مايكروسوفت".
وقال "جيتس" عبر منشور نشره على مدونته GatesNotes : "لقد بدأت شهرتي منذ أوائل العشرينات من عمري، ولكن الكثير من تفاصيل حياتي قبل ذلك لم تكن معروفة لدى الجمهور"، وأضاف: "سألنى الناس كثيرًا في السابق عن تفاصيل نشأتي وتربيتي وحياتي في الصغر والمراهقة، والوقت الذي أمضيته في جامعة هارفارد، والمشاركة في تأسيس شركة مايكروسوفت، وجعلتني هذه الأسئلة أدرك أن الناس مهتمين بمعرفة المزيد عن رحلتي والعوامل التي أثرت فيها ومن ثمّ قررت كتابة المذكرات".
وسيتضمن الكتاب بعض التفاصيل الخاصة في بداية حياة رائد الأعمال، بما في ذلك شعوره بعدم الانتماء مع محيطه حينما كان طفلًا، وشجاراته مع والديه ومحاولات التمرد على سلطتهما في مرحلة المراهقة، وكيفية تعامله مع فجيعة موت أحد الاقرباء، وتفاصيل كيف كاد أن يُطرد من الكلية، وكيف كان محملًا بأحلامه وتطلعاته المستقبلية فقط في مواجهة تحديات ترك الجامعة العريقة من أجل خلق كيان وصناعة لم يعرفها العالم بعد.
كما ذكر "جيتس" أيضًا عبر كتاب المذكرات قصص العديد من الأشخاص الذين آمنوا به، ودفعوه نحو النمو والتقدم، وساعدوه في تطويع مواهبه إلى نقاط قوة، ووصفت دار النشر "بنجوين برس" في المملكة المتحدة الكتاب الجديد بأنه "صورة ذاتية مليئة بالدف والحكمة وكاشفة لتفاصيل رحلة كفاح أحد أكثر الأشخاص نفوذاً في عصرنا الحالي".
وقد سبق لـ "جيتس" نشر أربعة كتب: «الطريق إلى الأمام» (1995)، وهو كتاب عن الآثار المترتبة على ثورة الحوسبة الشخصية شارك في تأليفه المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت ناثان ميرفولد والصحفي بيتر رينيرسون، و «العمل بسرعة الفكر» (1999)، وهو دراسة حول كيفية تكامل الأعمال والتكنولوجيا شارك في تأليفها المؤلف الأمريكي كولينز همنجواي، و «كيفية تجنب كارثة مناخية» (2021)، الذي احتوى على أفكار "جيتس " الخاصة حول التعامل مع أزمة المناخ التي يشهدها عصرنا الراهن، و«كيفية منع الوباء التالي» (2022) الذي شمل اقتراحه بإنشاء فريق عالمي للاستجابة للأوبئة والتعبئة في أعقاب جائحة كوفيد-19.
جدير بالذكر أن منذ تنحيه عن منصب رئيس شركة مايكروسوفت في عام 2014، اشتهر "جيتس " بأعماله الخيرية، و شارك هو وزوجته آنذاك ميليندا فرينش جيتس في تأسيس "مؤسسة بيل وميليندا جيتس" وهي واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الخاصة في العالم في عام 2000، وتعد المؤسسة واحدة من أقوى المنظمات وأكثرها تأثيرًا في مجال الصحة العامة العالمية؛ حيث أنفقت أكثر من 50 مليار دولار على مدى العقدين الماضيين من أجل مكافحة الفقر والمرض حول العالم.
وبعد طلاق الزوجين في عام 2021، أعلنت "فرينش جيتس" الشهر الماضي أنها ستتنحى عن منصب الرئيس المشارك للمؤسسة في 7 يونيو، و"جيتس" هو أيضًا مؤسس شركتيّ Breakthrough Energy التي تسعى لتوعية العالم تجاه استعمال الطاقة النظيفة وغيرها من التقنيات المتعلقة بالمناخ وTerraPower وهي شركة تستثمر في تطوير التقنيات النووية الرائدة.