وصف الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة بأنها «حرب عالمية تجارية بشكل رسمي، دون مواربة أو لعب بالكلمات»، وذلك تعليقا على تأثيرات إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي تفرض رسوما تتراوح بين 10% لـ 49% على واردات من معظم دول العالم.
وقال خلال تصريحات لبرنامج «كلمة أخيرة» مع الإعلامية لميس الحديدي عبر «ON E»، إن «كل قواعد الحرب التجارية هي السائدة الآن»، مضيفا أن النظام الدولي المتعارف عليه والموروث منذ الحرب العالمية الثانية بدأ «يترنح» منذ الأزمة المالية العالمية 2008 وتداعياتها المستمرة، معقبا: «هذا العام اعتبره عام نهاية النظام الاقتصادي الدولي كما نعرفه».
وأوضح أن «العالم الآن في انتظار نظام دولي جديد، لم تتضح معالمه بعد، أو من ستكون فيه القوى الأكثر تأثيرا وحجما».
وشدد أن التركيز يجب ألا ينصب فقط على تقلبات الأسواق المالية التي «تلهب حماس المتابعين والمستثمرين»، موضحا أن «الأخطر» بالنسبة للدول النامية هو التأثير على الاقتصاد الحقيقي في التضخم والبطالة والنمو وفرص العمل والمديونية.
وتوقع «محيي الدين»، حدوث «تقلبات شديدة جدًا» خلال الفترة المقبلة ، محذرًا من الانسياق وراء «البروباجندا والآلة الإعلامية» في ظل هذه الحرب التجارية والاحتفال بـ «النصر الكاذب»، مستشهدا بمثال احتفال الرئيس الأمريكي ترامب بانخفاض أسعار البترول.
وأكد أن انخفاض أسعار البترول لم يكن هدفا للسياسات الحالية على الإطلاق، قائلا إن «هناك حدا أدنى للتغير، وكذلك حدا أدنى لمفاجأة أسواق النفط بانخفاضها إلى أسعار أدنى، وبعدها ترتفع وترتد مرة أخرى، المسئولون عن قطاع الطاقة والبترول والغاز الطبيعي يضربون الأن أخماس في أسداس بالنسبة إلى سعر التكلفة».
وختم موضحا أن «الاحتفال بهذا الأمر له تداعياته الوقتية التي من الممكن أن يحتفل بها البعض؛ لكن أشبهها بمن يحتفل بإطلاق صاروخ ينير السماء ثم فجأة يقع على الضحايا».