الأساتذة ومدحت صالح.. إحياء جديد للتراث الغنائي المصري - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأساتذة ومدحت صالح.. إحياء جديد للتراث الغنائي المصري

حفل الأساتذة ومدحت صالح بالأوبرا.. تصوير: دنيا يونس
حفل الأساتذة ومدحت صالح بالأوبرا.. تصوير: دنيا يونس
تقرير- أمجد مصطفى:
نشر في: السبت 8 يوليه 2023 - 9:36 م | آخر تحديث: السبت 8 يوليه 2023 - 9:36 م
• الديكور أعادنا لزمن «معبودة الجماهير».. وزيرة الثقافة: التجربة بداية لمشروع كبير

تستحق الموسيقى العربية منا كل الاهتمام وإبراز الجماليات والزخارف والحليات التى تتحلى بها، الموسيقى العربية تستحق أن تتعامل معاملة خاصة نظرا للثراء الموسيقى الذى تتسم به، وعلى العاملين بالحقل الموسيقى والمتذوقين إلا ينظروا اليها على أنها ذلك الخط اللحنى الواحد الذى تؤديه الفرقة أو المطرب، لكنها تمتلك غناء وثراء متناهى الأبعاد، ولذلك حرص البعض على إعادة توزيع اغانٍ من التراث العربى، ومن أوائل من فطنوا إلى ضرورة أن تنال الموسيقى العربية ما تستحق وقام بذلك الأخوان رحبانى عندما قرر عاصى إعادة توزيع أغانى سيد درويش عام ١٩٥٥، وظهر نتاج هذا المشروع عام ١٩٥٧ أى بعد عامين من الفكرة، حيث أصدرت الشركة اللبنانية للتسجيلات ثلاث أغنيات توزيع الأخوين رحبانى وغناء فيروز تحت عنوان «أغانى من الماضى»، فى البداية صدرت أسطوانة ضمت أغنية «زورونى كل سنة مرة» وأغنية «طلعت يا محلا نورها» شعر بديع خيرى، وفى وقت لاحق من العام نفسه صدرت أغنية «الحلوة دى قامت تعجن فى البدرية». ولذلك لم يكن غريبا أن نجد بعض المحاولات من وقت لآخر تتناول الموسيقى العربية بشكل أوركسترالى، آخرها الحفل الذى اقيم مساء الجمعة الماضى على خشبة المسرح الكبير بدار الاوبرا بعنوان الاساتذة ومدحت صالح، وهو المشروع الذى اطلقه مدحت صالح بالتعاون مع دار الاوبرا المصرية والشركة المتحدة للخدمات الاعلامية، ونقل الحفل على قناة الحياة.

مع دخولك دار الاوبرا تشعر انك أمام حدث كبير منحته وزارة الثقافة والشركة المتحدة إمكانيات كبيرة لإبراز أهميته، الريد كاربت تستقبل الجمهور كما يحدث فى المهرجانات المهمة، شهد حضورا جماهيريا كبيرا، الكل احتشد من أجل أن يستمتع بتلك الأغانى التى تنتمى لتراثنا بصوت موسيقى مختلف، يعتمد على التوزيع الاوركسترالى، وهنا لابد ان أشير فقط إلى امر هام وهو ان إعادة التوزيع ليس معناه ان تعطى اللحن أو الموسيقى لمحة عصرية لأن التوزيع بشكل اوركسترالى موجود وعرفته الموسيقى العربية منذ سنوات طويلة، وإلا ماذا كان يفعله منذ اكثر من نصف قرن، على اسماعيل واندريا رايدر وفؤادى الظاهرى، وغيرهم، فالتوزيع الموسيقى بشكل اوركسترال هدفه اظهار جماليات اللحن واضافة خطوط ومساحات موسيقية لالات الاوركسترا المختلفة، صوت الموسيقى يخرج بشكل مختلف. وليس معنى التوزيع أن يرتدى اللحن روح العصر، لأن البعض لا يفرق بين ما فعله البعض من زيادة لسرعة رتم الاغنية واضافة ايقاعات للحن وهو ما حاول بعض الموسيقيين فى التسعينيات وحتى وقتنا الحالى تصديره على انه اعادة توزيع موسيقى، وهو ليس بتوزيع، لذا لزم التنويه لذلك.

فى حفل مدحت صالح تم إعادة توزيع مجموعة من الأغانى التى لحنها كبار مبدعينا محافظا على الشكل الكلاسيكى للحن الأصلى، وكأن الموزع أراد ألا يشعر المستمع بغربة مع الاغانى.

بدأ الحفل بموسيقى إيه هو ده لمحمد الموجى، ثم دخل مدحت صالح ليبدأ الغناء بأغنية قولوله من ألحان كمال الطويل، يا جميل يا للى هنا لمحمد فوزى، يا واحشنى رد عليا لفريد الأطرش، أول مرة تحب منير مراد، ومقادير ألحان سراج عمر من السعودية، تملى فى قلبى محمد فوزى، شط إسكندرية الأخوين رحبانى، مش كفاية فريد الأطرش، وبدأ الفاصل الثانى بموسيقى حبيبها محمد الموجى، فوق الشوك محمد عبدالوهاب، حمال الاسية عبدالوهاب، تلات سلامات لمحمود الشريف، شفت الحب منير مراد، أسمر يا اسمرانى كمال الطويل، واختتم الحفل «مصر التى خاطرى» ألحان الموسيقار رياض السنباطى.

وأجمل ما فى أداء مدحت أنه دائما عندما يغنى التراث يؤديه بثقة كبيرة، تشعر وكأن العمل لحن له، كما ان مدحت يحسب له أنه من المطربين الذين لا يستغنون عن اداء الاغانى الكلاسيكية فى كل حفلاته، اعاد اكتشاف اعمال مثل تلات سلامات وغيرها.

ديكور المسرح أعاد للأذهان الشكل الذى كانت عليه مسارحنا فى بدايات القرن الماضى، حيث تم تضييق مساحة خشبة المسرح الكبير، واستخدام نجف على هيئة الشمعدانات القديمة، و لذلك أصبحنا أمام مسرح يذكرك بالذى غنى عليه عبدالحليم حافظ فى فيلم معبودة الجماهير، الديكور القديم أعطى للاغانى روح العصر الذى ظهرت فيه تلك الاغانى.

قالت وزيرة الثقافة دكتور نيفين الكيلانى، ان هذا المشروع يُمثل بداية انطلاقة قوية، معبرة عن سعادتها بالمردود الإيجابى الكبير الذى حققته أولى حفلاته، وهو ما يعد مؤشرا لنجاح المشروع، مؤكدة أنه يُمثل أحد الروافد الحيوية لقوة مصر الناعمة، ويُجسد ما يمتلكه المصريون من إبداع، وقالت ان وزارة الثقافة بيت كل مبدع، وإن الباب مفتوح لأى مشروع فنى يبرز دور مصر المبدعة.

وأكدت وزيرة الثقافة أن انطلاق مشروع «الأساتذة» لن يكون آخر المطاف حيث ستقوم وزارة الثقافة بتنفيذ خطتها البرامجية خلال فترة الصيف بأرجاء الجمهورية، منها مهرجان القلعة للموسيقى العربية والذى ستقام فعالياته أغسطس المُقبل، بعدد من الأقاليم المصرية ــ فى ذات التوقيت ــ تزامنا مع الفاعليات الرئيسة التى تشهدها منطقة القلعة، وذلك بالإسكندرية ودمنهور ومحافظات الصعيد والعريش بشمال سيناء.

من جانبه قال الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا: «إن المشروع الفنى «الأساتذة» يواكب التطور فى مجالات الحياة»، مؤكدا أن إعادة صياغة وتوزيع أعمال كبار المؤلفين، يُعد تجديدا لأحد ألوان الإرث الإبداعى، مع الحفاظ على طابعه الفريد من قوالب وجمل لحنية مميزة، كما يعمل على إثراء مكتبة الموسيقى العربية، وأكد كذلك أن إضافة لمسات على المؤلفات التراثية، يُساهم فى نشرها بين مختلف شرائح الجمهور.

كما أعرب داغر، عن سعادته البالغة بالنجاح الكبير الذى شهدته أولى حفلات المشروع، وحجم الإقبال الجماهيرى المُبهر للحفل، بما تضمنه من أعمال موسيقية لاقت استحسان الجمهور، معربا عن ثقته وتفاؤله باستمرار نجاح المشروع، وأثنى على دور الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية ممثلة فى قناة الحياة كشريك فى هذا المشروع، حيث تابع الملايين فى أرجاء مصر والعالم العربى هذا الحدث.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك