ترميم المساجد منذ عهد السادات.. كيف ساهمت طائفة البهرة في إحياء وجه القاهرة التاريخية؟ - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 10:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترميم المساجد منذ عهد السادات.. كيف ساهمت طائفة البهرة في إحياء وجه القاهرة التاريخية؟

محمد حسين
نشر في: الثلاثاء 8 أغسطس 2023 - 8:00 م | آخر تحديث: الثلاثاء 8 أغسطس 2023 - 8:07 م

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، مسجد السيدة نفيسة بعد إتمام أعمال التطوير والترميم، والتي ضمت ترميم وتجديد الصالات الداخلية بالمسجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشياً مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير جميع الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع، وذلك بحسب البيان الرسمي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

ورافق الرئيس السيسي خلال تفقد أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة، مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، والذي أعرب عن سعادته لقيام الرئيس السيسي بمنحه وشاح النيل؛ لما تمثله هذه البادرة الكريمة من تعزيز الروابط ومتانة العلاقات المتميزة التي تجمع بلاده بجمهورية مصر العربية على مدار أعوام، موجها شكره وتقديره لجهود أجهزة الدولة المصرية المتعددة، وخاصة جهود وزارة الأوقاف، وكذلك جهود القوات المسلحة لعمارة بيوت الله.

ولا يعد تطوير وترميم مسجد «السيدة نفيسة» هو التعاون الأول بين طائفة البهرة والدولة المصرية في تطوير وإعادة إحياء مساجد القاهرة التاريخية، بل سبقه العديد من التجارب التي عكست علاقة قوية بين الجانبين.

*من هم البهرة؟

يعتبر البهرة من أبرز الفرق الإسلامية المنتمية للمذهب الشيعي، وينتشرون في الهند وباكستان، ولهم جماعات في أكثر من ٤٠ دولة في العالم.

وعن علاقتهم بمصر، فقد هاجر أول وفد منهم إليها خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، ويبلغ عددهم اليوم في مصر ما يقارب ٧٥٠ شخصا، تشتغل نسبة عالية منهم في التجارة.

ولانتمائهم إلى الفاطميين فإنهم يجتمعون غالبا لإقامة الصلاة في مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي وغيره من المساجد الفاطمية، وفقا لشبكة بي بي سي.

وتضيف الإذاعة البريطانية، أن عمل البهرة منصبا على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها، إذ ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، ويعد المجال التجاري هو ما يجمع أغلب جالية البهرة في مصر، فضلاً عن العديد من الأنشطة الخيرية.

ويستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.

* صندوق تحيا مصر

ومن بين أبرز مواقف الدعم من طائفة البهرة للدولة المصرية، كان المساهمة في صندوق تحيا مصر بما يقدر بـ10 ملايين جنيه، وذلك خلال زيارة رسمية أجراها سلطان الطائفة للقاهرة في يوليو من عام 2016.

* مسجد الأقمر.. رحلة تجديد منذ عقود

وأولت طائفة البهرة لمسجد الأقمر بشارع المعز الفاطمي اهتماما خاصا، بمشاركتها في أعمال تجديده قبل 30 عاماً، وذلك مع استبدال محراب السالمي وتنفيذ محراب جديد من الرخام وإعادة إعمار النصف الجنوبي من الواجهة الخارجية وجعله مشابها للنصف الشمالي الباقي، وجرت أعمال تجديد بالعام الجاري، وأعلن أمين المجلس الأعلى للآثار، اكتمالها وافتتاحها قريبا.

وتعد الواجهة الرئيسية للجامع واحدة من أقدم الواجهات الحجرية الباقية بمصر، وقد اهتم المعمار ببنائها وزخرفتها بدخلات من عقود مشعة وعبارات شيعية أهمها تكرار كلمتي "محمد وعلي"، بالإضافة إلى كتابات بالخط الكوفي عبارة عن آيات قرآنية.

وظهرت براعة المهندس في تنسيق الواجهات لتتفق مع اتجاه الطريق، وكذلك مراعاة اتجاه القبله من الداخل، وفقا للموقع الرسمي بوزارة الآثار.

* الحاكم بأمر الله.. تجديد بموافقة السادات

وفي مارس من العام الجاري، افتتحت وزارة الآثار جامع الحاكم بأمر الله، رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة اتساعا بعد جامع أحمد ابن طولون. وبحسب الوزارة، فإن مشروع ترميم المسجد وإحيائه جرى بالتعاون مع طائفة البهرة الإسماعيلية، وتحت إشراف قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار والإدارة العامة للقاهرة التاريخية بتكلفة 850 مليون جنيه.

بحسب الوزارة، فإن مشروع ترميم المسجد وإحيائه جرى بالتعاون مع طائفة البهرة الإسماعيلية، وتحت إشراف قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار والإدارة العامة للقاهرة التاريخية بتكلفة 850 مليون جنيه.

وسبق ذلك سنوات طويلة محاولات إحياء المسجد وتجديده، ففي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات جاءت طائفة البهرة من الهند لإحياء العمارة الفاطمية وترميم آثارها في مصر، وتقدمت بطلب إلى الحكومة المصرية لترميم الجامع بجهودها الذاتية فكان ذلك، ودعى الرئيس السادات إلى افتتاحه وعادت الصلوات تقام فيه بعد انقطاع طويل وعلى مدى سنوات عمل البهرة على القيام برعايته، وفقاً لما قاله سامح الزهار الباحث في التاريخ الإسلامي، في حوار مع الإندبندنت العربية.

* سيدنا الحسين

وفي أبريل 2022، شارك السيسي في افتتاح مسجد سيدنا الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة له، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، ورافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، وكذلك مفضل محمد حسن، ممثل السلطان بمصر.

وحينها، أصدر المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بيانا قال فيه إن سلطان البهرة له جهود مقدرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك