شق الثعبان.. رحلة تطوير معقل صناعة الرخام والجرانيت من أجل الوصول للعالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 6:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شق الثعبان.. رحلة تطوير معقل صناعة الرخام والجرانيت من أجل الوصول للعالمية

تحقيق ــ محمد عبدالناصر:
نشر في: الخميس 8 أغسطس 2024 - 6:10 م | آخر تحديث: الخميس 8 أغسطس 2024 - 6:10 م

مستثمر: البنية التحتية بالمنطقة غير كافية حتى الآن.. ونعتمد على المولدات الكهربائية للإنارة
رئيس شعبة الرخام والجرانيت: أسعار التقنين غير عادلة.. وفرض 850 ألف جنيه رسوما على المحاجر يعرقل الصناعة
مطالبات بإنشاء مدرسة فنية لتخريج عمالة مهنية متخصصة فى صناعة الرخام والجرانيت.. وإنشاء مصنع لتدوير المخلفات للاستفادة من السحالة وكسر الرخام
فوزى: رفع كفاءة 88 مصنعًا حتى الآن.. وزراعة 400 شجرة بالكيلو الأول.. وحى طرة: تصميم نصب تذكارى أمام البوابة الرئيسية.. والتصديق على أرض الميناء الجاف لتسهيل التصدير

 

 

تسعى الدولة المصرية إلى تطوير ورفع كفاءة المنطقة الصناعية للرخام والجرانيت بـ«شق الثعبان» والتى تقع بحى طرة، جنوب محافظة القاهرة، بهدف الوصول بها إلى مليار دولار صادرات، لذا وضعت الحكومة خطة لتطوير المنطقة على أعلى مستوى، لكن فى المقابل رأى عدد من المستثمرين والصناع أن أعمال التطوير بالمنطقة تسير ببطء جعلهم لم يشعروا بالتطوير حتى الآن.

وقال محمد الشحات أحد مستثمرى شق الثعبان: إن المنطقة ما زالت تفتقر للبنية التحتية، ولا يوجد بها مياه أو كهرباء أو صرف صحى حتى الآن، مشيرًا إلى أنها تفتقر لمنطقة خدمية أيضًا تخص مستلزمات الصناعة.

وأكد الشحات لـ«الشروق»، أن أصحاب المصانع والمعارض والورش يشترون المياه من خارج المنطقة، ويستخدمون الخزانات داخل الورش للاحتفاظ بها، قائلًا: «أسعار التقنين مبالغ فيها ونستعمل الخزانات داخل الورش والمصانع ولا نشعر بتطوير حتى الآن».

وأشار ياسر عوض، صاحب ورشة بمنطقة الشيماء بالمنطقة الصناعية، إلى أن أغلب أعمال التطوير تتم بالكيلو الأول، أما باقى المنطقة كما هى، لا يوجد بها طرق ولا مياه ولا بنية تحتية نهائيًا، موضحًا أن أصحاب المصانع والمعارض والورش يعتمدون على المولدات الكهربائية لإنارة المكان، قائلًا: «لازم يكون التطوير بكل مكان وليس بداية المنطقة فقط».

وأضاف عوض لـ«الشروق»، أن أسعار التقنين فى الورش تكون بنسبة 15%، قائلًا: «لو المتر بألف جنيه أنا هدفع 150 جنيها، لكن حتى الآن لم يتحدث معنا أحد عن السعر المحدد للمتر بالنسبة للورش».

وأشار إلى أن أسعار التقنين المقدرة بنسبة 15% للورشة، ستكون مناسبة مع أصحاب الورش، ويجب عدم زيادتها مراعاة للأوضاع الاقتصادية، متابعًا: «الورشة ليست مثل المصنع، ولابد أن تكون مبالغ التقنين عادلة، وفى متناول الجميع، لكى لا يضطر البعض للتقسيط مع البنوك كما يفعل أصحاب المصانع».

من جهته، قال رئيس الجمعية المصرية لصناعة الرخام والجرانيت ورئيس شعبة المحاجر والرخام بغرفة القاهرة التجارية، محمد عارف: إن مخطط التطوير يسير ببطء، وحتى الآن لم ننتهِ إلا من تطوير الكيلو الأول لمنطقة شق الثعبان، وما زالت المنطقة تفتقر للبنية التحتية.

وأضاف عارف لـ«الشروق»، أن أسعار التقنين بالمنطقة مبالغ فيها بواقع 1850 جنيهًا للمتر بالنسبة للمصنع، قائلًا: «معنى هذا أننى لو أمتلك مصنعا على مساحة 5 آلاف متر، سأحتاج إلى 10 ملايين جنيه للتقنين، وسيتجه الجميع إلى التقسيط مع البنوك».

وأشار إلى ارتفاع أسعار الرسوم على المحاجر ما أدى لندرة دخول البلوكات الحجرية منها إلى المنطقة، موضحًا أن المستثمر اتجه إلى شرائها من الخارج فأصبح الاستيراد أكثر من التصدير، قائلًا: «الرسوم الخاصة بالمحاجر تقدر بـ850 ألف جنيه فى السنة، لذلك عزفت الناس عن المحاجر وبدأوا فى شراء البلوكات من تركيا أو إيطاليا، فالرسوم الزيادة على المحاجر تأتى ضمن معوقات إحياء الصناعة».

ونوه بأن المنطقة الصناعية بها أعمال تصدير، ولكنها انخفضت بنسبة كبيرة حتى أصبح الاستيراد فى الرخام أكثر من التصدير، مردفًا: «نقوم بشراء بلوكات من تركيا ونقوم بالعمل عليها ثم نصدرها إلى دول الخليج، وهذه العملية أرخص من الذهاب للمحاجر، متسائلا: أين منتجك المحلى؟ موجود كما هو فى الجبال بسبب رسوم المحاجر المرتفعة»، مطالبًا بتخفيض الرسوم المفروضة على المحاجر لتسهيل عملية التصنيع على المستثمر والمصنع. وأضاف أن المنطقة الصناعية بها 3800 مصنع وورشة ومعرض، ولكنها تفتقر حتى الآن إلى مدرسة فنى صناعى، قائلًا: «الوضع سيختلف لو تم إنشاء مدرسة للتعليم الفنى الصناعى فى المنطقة تقوم بتدريب وتأهيل الطلاب للعمل على الماكينات الحديثة».

وطالب بتخصيص مساحة أرض لبناء مدرسة يلتحق بها الطلاب بعد الإعدادية للبدء فى تخريج عمال مهنية متخصصة فى صناعة الرخام والجرانيت تصل بالمنطقة إلى التصدير والعالمية.

وتابع: «بعض أصحاب المهنة قاموا بتأجير المصانع والورش للعامل الصينى بمقابل مادى ضخم يتراوح بين 150 إلى 200 ألف فى الشهر، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، قائلًا: «المنطقة أصبح بها عمالة سورية وإفريقية وصينية، وعامل شق الثعبان المصرى اتسرح من المهنة وتركها»، موضحًا أن المنطقة تحتاج إلى مصانع تقوم بإنشاء المعدات والآلات المستخدمة بدلًا من استيرادها من الخارج بملايين الدولارات.

وتساءل: «لماذا لا تقوم الدولة بفتح تصدير البلوكات على الأقل 3 شهور فى السنة، بدلًا من الرسوم المفروضة عليهم، والـ9 شهور المتبقية من السنة تكون البلوكات من المنتج المحلى، موضحًا أن المنطقة الصناعية توفر ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وفى السياق، كشف القائم بأعمال رئيس الجهاز التنفيذى لمنطقة شق الثعبان، ماجد فوزى، عن رحلة تطوير المنطقة الصناعية العالمية للرخام والجرانيت، لتصبح مدينة عالمية.

وقال فوزى لـ«الشروق»: إن واجهة المنطقة الصناعية نفذت بعمق 5 كيلو، مشيرًا إلى أن المنطقة الصناعية العالمية لصناعة الرخام والجرانيت تضم 3 مناطق، وهى شق الثعبان وبدر الليثى والشيماء، والمخطط جاء لتطويرها على أعلى مستوى للارتقاء بالصناعة والدفع بعجلة التصدير إلى الأمام بين الدول المنافسة فى صناعة الرخام والجرانيت.

وأوضح، أن شق الثعبان هى المرحلة الأولى للتطوير، لأنها المنطقة الرئيسية، ونسبة الرخام والمصانع والمعارض فيها لا تقل عن 95%، بينما منطقة بدر الليثى تمثل 60% من نسبة الرخام، ومنطقة الشيماء بنسبة 35% ويغلب عليها الطابع الهاشمى.

ولفت القائم بأعمال رئيس الجهاز التنفيذى لمنطقة شق الثعبان، إلى التنسيق والتعاون مع حى طرة، لتصميم نموذج يتضمن إنشاء نصب تذكارى وبوابة عن طريق مصنّعى ومستثمرى المنطقة ومشاركة المجتمع المدنى، علاوة على تطوير الكيلو الأول من المنطقة لينطلق من طريق الأوتوستراد حتى منطقة المفارق، مؤكدًا الانتهاء من جميع المرافق التى تشمل الرصف والصرف الصحيب والمياه والكهرباء والاتصالات بنسبة 100% بالكيلو الأول بالمنطقة.

وأشار إلى رفع كفاءة الواجهات لـ88 مصنعًا ومعرضًا وورشة داخل المنطقة، مضيفًا أنه تم زراعة 400 شجرة بالكيلو الأول، ضمن خطة مستهدفة لزراعة 4400 شجرة داخل المنطقة، تحت إشراف وزارة البيئة ومحافظة القاهرة.

وقال فوزى، إنه تم إنشاء مصنع لتدوير المخلفات للاستفادة من السحالة ــ إحدى المخلفات الناتجة عن صناعة الرخام ــ وكسر الرخام الناجمة عن أعمال التصنيع، مؤكدًا حل مشكلة غلق طريق الأوتوستراد بالسيارات المحملة بالبلوكات الواردة من الجبال إلى المنطقة الصناعية، بتنفيذ طريق من آخر منطقة شق الثعبان حتى الطريق الأوسطى على طول 7 كيلو بواقع 4 حارات، لتسهيل دخول السيارات والتريلات والقضاء على مشكلة التكدس المرورى خارج المنطقة وعرقل حركة السيارت.

وأضاف أن المحافظة أنشأت ساحة انتظار للسيارات المحملة بالبلوكات على طريق مدخل الأوسطى بشق الثعبان، إضافة إلى إنشاء بوابة خلفية على الطريق الأوسطى، لتنظيم سير عمل المركبات داخل المنطقة الصناعية.

وأشار إلى أن طلبات التقنين عددها 2525 طلبا تم البت فيها بنسبة 75% بواقع 1794 طلبا، قائلًا: «التقنين يفتح مجالات أخرى تمّكن المستثمرين من التعامل مع البنوك لسحب أموال بضمان المصنع لشراء أجهزة ومعدات حديثة».

وقال إنه تم التنسيق مع هيئة التنمية الصناعية لتوفير السجلات الصناعية لتسهيل العمل على المستثمرين والمصنعين داخل المنطقة الصناعية، منوهًا بأن المنطقة الصناعية تضم نوعين من العمالة، فالأولى دائمة والثانية متغيرة، مؤكدًا أنه جارٍ إنشاء مكان خدمى على مدخل شق الثعبان لخدمة المنطقة الصناعية سيكون به بنوك وشهر عقارى ومعارض لجميع المستلزمات الخاصة بكل المستثمرين فى المنطقة.

فيما قالت رئيس حى طرة، جيهان جادو، إن الحى بدأ فى تطوير منطقة شق الثعبان ورفع الكفاءة بداية من تصميم بوابة للمنطقة الصناعية على نسق معمارى خاص بالمنطقة، يعكس طبيعة العمل داخل المكان، موضحة أن واجهة شق الثعبان حوالى 21 مترا عرض أمام المدخل الرئيسى للمنطقة من على طريق الأوتوستراد.

وأضافت جادو لـ«الشروق»، أن الحى صمم نصبا تذكاريا أمام البوابة، موضحة أن أعمال التطوير تشمل تغيير البنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف والاتصالات وتتم على مراحل، مؤكدة أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال البنية التحتية بالكامل وتطوير واجهات المصانع وتركيب أعمدة الإنارة.

وأوضحت أن المنطقة الصناعية عبارة عن 15 كيلو تم الانتهاء من الكيلو الأول، ويتبقى 14 كيلو جارٍ العمل عليها، موضحة أنه تم التصديق على أرض الميناء الجاف وجارٍ البدء فى التنفيذ؛ لتسهيل إجراءات التصدير أو الاستيراد، بدلًا من الذهاب إلى موانئ إسكندرية أو السخنة للانتهاء من الأوراق والإجراءات من داخل المنطقة لتسهيل العمل على المستثمر والمصنع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك