مَر عام على معركة طوفان الأقصى، وما تلاها من عملية عدوان غاشم من الجانب الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، وقد خلف هذا العدوان دماراً ضخماً وفقدان آلاف الأرواح وغيرهم من المصابين والمشردين والنازحين، ورغم كل ما فعلته إسرائيل تحت ما أطلقت عليه "حق الدفاع عن النفس" على أرض الواقع فهي مازالت ترى نفسها ضحية وتصور ذلك في استراتيجياتها الإعلامية وفي السينما أيضاً، حيث تعرض على شعبها في السينمات العبرية فيلم "الانتقام اليهودي 6".
بدأت السينمات الإسرائيلية في مدن إسرائيل (فلسطين المحتلة) قبل أيام من ذكرى 7 أكتوبر الأولى، عرض فيلم الانتقام اليهودي 6، ووضع تحت تصنيف عمري "متاح لجميع الأعمار"، لكي تروي قصة 7 أكتوبر من وجهة نظرها كالعادة في كل معاركها، التي تحاول فيها الظهور في مظهر الضحية المقهورة.
تدور أحداث الفيلم في مدة زمنية 70 دقيقة فقط، حول شخصية إيلي بوجر، وهو واحد من عملاء الموساد الإسرائيلي البارعين، يتم الاستعانة به للكشف عن الرأس المدبر لـ"طوفان الأقصى، من إخراج يهودا جروبيس.
ووفقاً للمعلومات المتاحة عن الفيلم عبر منصات السينما الإسرائيلية، يتم تجنيد إيلي بوجر من قبل الموساد للطيران والتعرف على "مسؤول حماس المدبر لأحداث 7 أكتوبر والمتورط في الإرهاب مع الإيرانيين".
وإيلي هو الإسرائيلي الوحيد الذي يعرف كيف يبدو رجال حماس، لأنه كان متورطا في حادثة سقط فيها منذ سنوات مجموعة من رفاقه، وقد أصيب في حادث آخر، وكان على إيلي، الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، أن يقوم بهذه المهمة بمفرده.
يوصف المخرج الإسرائيلي يهودا جروبيس بأنه سينمائي متطرف، حيث كتبت صحيفة "Ynet " الإسرائيلية عن الفيلم "يجمع يهودا جروبيس، صانع الأفلام للجمهور المتطرف، بين الأحداث الجارية والخيال في فيلمه الجديد عن أنشطة الموساد، ويحظى الفيلم، الذي تم إنتاجه باللغتين الإنجليزية والعبرية، باهتمام كبير في الولايات المتحدة ويعكس الموقف المتعاطف تجاه قوات الأمن في المجتمع اليهودي المتطرف".
ينتمي مخرج الفيلم إلى مجتمع بني براك، وهم مستوطنة إسرائيلية ضمن مقاطعة تل أبيب، نشأت مجاورة لقرية الخيرية الفلسطينية المُهجرة، وأغلب سكانها من اليهود الحريديم ( أي اليهود المتشددين دينياً).
ويحمل الفيلم اسم "الانتقام اليهودي 6" وتم إنتاجه كاستكمال لسلسلة أفلام أخرجها جروبيس عن الموساد الإسرائيلي في الماضي، وشارك في انتاج هذا الفيلم ديني ابنة المخرج، وشارك في كتابته ابنه دانيال، ويسعى صناعه لعرض الفيلم بكثافة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لتصريحاتهم، لكسب المزيد من التعاطف في المجتمع الأمريكي.
يهودا جروبيس، المعروف باسم "مخترع السينما الأرثوذكسية المتطرفة"، أخرج وأنتج أكثر من 100 فيلم في السنوات الـ 26 الماضية، لكن في السنوات الأخيرة، صمت صوت السينما المتشددة، بسبب إهمال صناديق الأفلام، والتوسع في استخدام منصات الإنترنت، لكنه يعود مرة أخرى محاولاً وضع سردية عن 7 أكتوبر تضفي الكثير من الشفقة على الشخصية الإسرائيلية لسرقة التعاطف من عيون المتفرجين.