شارك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقطع فيديو يحوي ألفاظاً نابية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أسابيع قليلة من ادعاء الأخير أن الاثنين أجريا نقاشا "ودياً" بشأن مفاوضات الأسرى والسياسة السورية.

ونشر ترامب مقطع الفيديو عبر منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، ويظهر فيه الخبير الاقتصادي جيفري ساكس، حيث اتهم الأخير نتنياهو بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وتدبير "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، وفقاً لما نقلته صحيفة "جارديان" البريطانية.

وفي الفيديو، قال ساكس، خلال إحدى الفعاليات، إن نتنياهو اتبع استراتيجية ممنهجة منذ عام 1998 للقضاء على حركة حماس وحزب الله اللبناني من خلال استهداف الحكومات الداعمة لهما في العراق وإيران وسوريا.

وأضاف ساكس، خلال الفعالية: "نتنياهو أدخلنا في حروب لا نهاية لها، وبسبب قوة كل هذا على السياسة الأمريكية، فقد حقق هدفه"، في إشارة إلى نفوذ جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.

وبحسب الصحيفة البريطانية، لم يتضح فوراً هدف ترامب من الترويج للفيديو. لكن الرئيس المنتخب، وفقاً لـ"جارديان"، لديه تاريخ من إعادة نشر مقاطع الفيديو والصور التي تنتقد سياسات المؤسسة في واشنطن.

لكن إعادة النشر هذه تأتي وسط جهود دبلوماسية كثيفة تجريها مصر وقطر والإدارة الأمريكية الحالية من أجل التوسط في اتفاق لوقف النار من شأنه أن يتضمن إطلاق الأسرى المحتجزين في غزة.

• فريق الأحلام

تأتي إعادة نشر ترامب لتعليقات ساكس في وقت شكل فيه ما يصفه المستوطنون الإسرائيليون بـ"فريق الأحلام" من المؤيدين المتشددين الأمريكيين.

وقد اختار ترامب لمنصب وزير الخارجية، السيناتور مارك روبيو، الذي يعارض وقف إطلاق النار في غزة ويدعو إسرائيل "لتدمير كل عنصر" من حماس.

كما رفضت النائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك، التي اختارها سفيرة بالأمم المتحدة، ما يأتي من الأمم المتحدة باعتبارها "بؤرة لمعاداة السامية"، وذلك لانتقاد الأمم المتحدة قتل إسرائيل للمدنيين في غزة.
أما من اختاره ترامب لمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، فقد رفض المصطلح الدبلوماسي الشائع فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال هاكابي في زيارة عام 2017 لإسرائيل: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية"، فضلاً عن قوله سابقاً: "لا يوجد شيء اسمه فلسيطيني".

كما يوجد بيت هيجسيث، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الدفاع، الذي "أثارت وشومه التي تحمل رموزاً مرتبطة بالصليبيين الدهشة في الدوائر الدبلوماسية".

وترامب نفسه كان قد صرح بأنه سيكون هناك "جحيم يُدفع ثمنه" إذا لم تطلق حماس سراح رهائنها قبل توليه منصبه.

• نتنياهو وتنصيب ترامب

في السياق ذاته، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مساعد بارز قوله إنه من غير المرجح أن يسافر نتنياهو إلى واشنطن من أجل تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا في 20 يناير.

وكان من المتوقع أن يجري نتنياهو الرحلة، وفقاً لما قاله مسئولون إسرائيليون خلال الأسابيع الأخيرة، لكن باستثناء أية تغييرات في اللحظة الأخيرة، لن يفعل ذلك.

ولم يتلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أية دعوة للحضور.