تعد مهنة الغطس من المهن الشاقة، والتي تتطلب استعدادات ومجهودات خاصة بشكل عام وفي شهر رمضان بشكل خاص، ويعمل في هذه المهنة بمدن جنوب سيناء السياحية العديد من الشباب، كون سياحة الغوص على أولويات البرامج السياحية للسائحين الوافدين إليها، للاستمتاع بالطبيعة البحرية الساحرة خاصة بمدن خليج العقبة، لاحتواء قاعه على عالم خلاب.
وقال أسامة محمد، مدرب غطس بمدينة دهب، إن مهنة الغطس بشكل عام شاقة، وتتطلب مجهود غير عادي في الأيام العادية، بينما تحتاج إلى تجهيزات واستعدادات خاصة في شهر رمضان حتى يستطيع الغطاس الحفاظ على الصيام، مشيرا إلى أن أغلب العاملين في هذه المهمة يعتمدون عليها كمصدر دخل أساسي لأسرهم، لذا يمارسونها خلال شهر رمضان الكريم وهم صائمين رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجههم خلال الغطس.
وأوضح أسامة، أن الغطاس في الأيام العادية يتعرض لضغط تنفس بالهواء الجاف، لذا يحرص على تناول السوائل الكافية، وفي شهر رمضان يواجه الغطاس تحديات الجفاف وانخفاض الضغط، لذا يجب شرب كميات من السوائل في السحور، وعدم التعرض للشمس والهواء قبل الغطس، خاصة الهواء كونه يؤثر على ضخ الدم بالجسم، وفلترة الجسم من الشوائب، ويحتاج الغطاس خلال عملية الغطس إلى سرعة ضخ الدم خلال تواجده تحت الماء بسرعة.
وتابع: كما يجب مراعاة توقيتات الغطس إلى حد ما، والبعد عن الفترات التي تكون فيها الشمس ساطعة بقوة، مما يساعد الجسم على الحفاظ على السوائل، وعدم تعرضه للجفاف، وإحداث سيولة في الدم، خاصة أن الهواء الذي يتنفسه الغطاس مفلتر من الشوائب والأتربة والدخان، وفي حالة التعرض للجفاف يشعر بجفاف الحلق وهو تحت المياه.
وأكد أنه على الرغم من مشقة هذه المهنة، إلا أن جميع العاملين بها يعشقونها، ويمارسونها على مدار العام، مع اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة خلال شهر رمضان للحفاظ على صومه، مشيرا إلى أن رياضة الغطس تعد من أهم المقومات السياحية بجنوب سيناء، ويضعها على قائمة برامجهم السياحية، وتناول السوائل بكميات كافية وقت السحور يحافظ بدرجة كبيرة على رطوبة الجسم، وثبات ضخ الدماء في الشرايين.
ولفت إلى ان تزامن قدوم شهر رمضان مع فصل الشتاء يجعل الأمر أكثر صعوبة، كونه يزيد من احتياج الجسم لطاقة أكثر نظرا لشدة برودة المياه في قاع البحر، مؤكدا أن الغطاس للمحترف لابد من اتخاذ جميع التدابير للحفاظ على حياته وحياة المرافقين له، وإتاحة أكبر فرصة لاستمتاعهم بالطبيعة البحرية الخلابة.