الانتخابات الرئاسية الروسية 2024

من سيخلف بوتين؟ سؤال طرحته وسائل الإعلام الفرنسية، التي وصفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه السياسي الأكثر نفوذا على هذا الكوكب، فبعد ترشح العشرات للمنافسة في الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في 15 مارس المقبل.. فمن هم المرشحون الرئيسيون في هذه الانتخابات؟

قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، على خلفية المقابلة التلفزيونية التي أجراها بوتين، مع الإعلامي تاكر كارلسون، إن الصحفي الأمريكي كارلسون تعامل، بخشونة مع بوتين خلال الحوار"، موضحة أن بوتين كان يعتقد أنه سيستغل الحوار للتحدث مع الجمهور لصالحه قبل الانتخابات الرئاسية بنحو شهر.

من جانبها، قالت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية، إنه في خضم الحرب في أوكرانيا، التي بدأتها موسكو قبل عامين، سيتعين على الناخبين الروس أن يقرروا اسم الرئيس المقبل، من الجمعة 15 مارس إلى الأحد 17 مارس.

وأضافت المحطة الفرنسية أن "نتيجة التصويت لم تعد موضع شك، إذ تأكد بالفعل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيترشح لولاية خامسة".

وفقاً للمحطة الفرنسية، فإن 8 مرشحين قد تنافسوا خلال الانتخابات الأخيرة، في عام 2018، وهو العام الذي فاز فيه بوتين، بفارق كبير، متقدما بفارق كبير على المرشح الشيوعي (11.8%)، مشيرة إلى أن هذه المرة ينبغي للمعارضة النظامية التي يتسامح معها الكرملين أن تتقاسم بضعة أصوات، من دون قدر كبير من الطموح.

ولفتت إلى أنه "يمكن لخمسة أحزاب تقديم مرشحيها، دون الحاجة إلى تقديم توقيعات رعاية المواطنين (روسيا المتحدة، الحزب الديمقراطي الليبرالي، الحزب الشيوعي، الشعب الجديد، وروسيا العادلة)".

ونوهت بأن الشخصيات السياسية التي تستثمرها أحزاب أخرى، فيتعين عليها جمع ما بين 100 ألف و105 آلاف توقيع من المواطنين لتقديم أنفسهم، لافتة إلى أن هذا كان هو حال الليبرالي بوريس ناديجدين (المبادرة المدنية)، الذي رُفض ترشيحه في نهاية المطاف لعدم استكماله العدد المطلوب من التوقيعات.

وأكدت أنه كان على "المستقلين" أن يجمعوا ثلاثمائة ألف توقيع ـ وهذا هو حال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ولكن من هم المرشحين الأربعة الرئيسيين، الذين تم التحقق من صحتهم من قبل اللجنة الانتخابية الروسية؟.

وأشارت إلى أن "جمع أكثر من 300 ألف توقيع بمثابة إجراء شكلي لساكن الكرملين، موضحة أن فريقه يؤكد أن الرئيس جمع عشرة أضعاف ذلك".

ووفقاً للاستطلاعات، فإنه من المفترض أن يفوز فلاديمير بوتين، 71 عاماً، بسهولة بولاية جديدة مدتها ست سنوات، وهو ما سيسمح له بالبقاء في الكرملين حتى عام 2030 (أو حتى 2036 إذا كان لا يزال مرشحاً في المرة القادمة)، إذ تم انتخاب بوتين نسبة 76.7٪ من الأصوات في عام 2018، وهي نسبة متوقعة في الانتخابات المقبلة.

* المرشحون للانتخابات الرئاسية في روسيا

* ليونيد سلوتسكي (الحزب الديمقراطي الليبرالي)

على رأس الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي "حزب قومي ومحافظ"، يدير ليونيد سلوتسكي، 56 عامًا، حملته الانتخابية حول موضوع الشركات الصغيرة وملكية العقارات والأصول.

ويعد سلوتسكي، غير معارض تماما بل على العكس فهو يؤيد تصرفات بوتين بإستمرار، إذ أعلن في نهاية ديسمبر الماضي، وفقاً لوكالة أنباء ريا نوفوستي: "أحلم بانتصار عمليتنا العسكرية (في أوكرانيا)، وليس النصر على بوتين".

وتابع: "مهمتنا هي ضمان أن يكون انتخاب رئيس الدولة شرعيًا قدر الإمكان".

وقالت المحطة الفرنسية "فرانس.إنفو"، إن فلاديمير بوتين هو الرئيس الأكثر نفوذاً على هذا الكوكب".

وأضافت أن الحزب الليبرالي الديمقراطي، بترشيح ليونيد سلوتسكي، يهدف إلى احتلال المركز الثاني، وهو المركز المخصص تقليديًا للحزب الشيوعي، وهو ما قد يراه الكرملين أيضًا بشكل إيجابي، حسبما كتبت وسائل الإعلام المستقلة الناطقة بالروسية ميدوزا، نقلاً عن مصادر في الإدارات الإقليمية.

وأشارت إلى أن الحزب لم يثق به سوى 18% ممن شملهم الاستطلاع، مقارنة بـ 80% يثقون بفلاديمير بوتين، وفقًا لمركز أبحاث الرأي العام.

* نيكولاي خاريتونوف (الحزب الشيوعي)

تم اختيار نيكولاي خاريتونوف، البالغ من العمر 75 عامًا، للدفاع عن الترشيح التقليدي للحزب الشيوعي، وبما أنه حزب برلماني، فقد تم إعفاء هذا السياسي المخضرم من جمع التوقيعات.

وكان مرشحًا بالفعل قبل عشرين عامًا، في عام 2004 (13.8٪)، ثم أفسح المجال لجينادي زيوجانوف.

وكان هذا المهندس الزراعي السابق يدير مزرعة جماعية في منطقة نوفوسيبيرسك لأكثر من عشرين عامًا، قبل أن يشارك في إنشاء الحزب الزراعي، ثم ينضم إلى الحزب الشيوعي.

كما حصل نيكولاي خاريتونوف على رتبة عقيد في جهاز الأمن الفيدرالي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقُتل أبناء إخوتهم في القتال في أوكرانيا في يوليو الماضي.

وعلى وجه الخصوص، اقترح التأميم وإجراءات تشجيع الصناعة، وهذا الترشيح الباهت لا يشكل أهمية كبيرة، لأن الحزب الشيوعي يدعم في واقع الأمر سياسات الكرملين، ومن الصعب تصديق نجاح حملته الانتخابية، رغم أنها كانت تسمى "النصر"، بحسب المحطة الفرنسية.

فيما نقلت صحيفة نوفوسيبيرسك اليومية عن محلل روسي قوله: "لا أستبعد أنه هو نفسه يمكن أن يقوم بحملة لصالح فلاديمير بوتين مع تقدم الحملة".

وقال ذلك الشخص في نهاية ديسمبر، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الروسية "سوتا فيجن": "لا أستطيع أن أقول إنني أفضل من بوتين".

في كل الأحوال، تقتصر مهمة نيكولاي خاريتونوف على الفوز بالمركز الثاني، وتزداد المهمة حساسية حيث يبدو أن الكرملين يبحث عن موظف انتخابي جديد.

* فلاديسلاف دافانكوف (شعب جديد)

يعتبر فلاديسلاف دافانكوف، البالغ من العمر 39 عامًا، أصغر المرشحين سنًا، حيث كان حزبه، الشعب الجديد، قد امتنع في البداية عن التصويت أثناء التصويت على الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك؛ لكنه سحب تصريحه فيما بعد وأيد العملية العسكرية في أوكرانيا.

* الغائبون

وكان جريجوري يافلينسكي، وهو شخصية من المثقفين منذ التسعينيات، مؤسس حزب يابلوكو الليبرالي، قد أعلن في ديسمبر أن حزبه لن يقدم مرشحاً.

كما فشل الشيوعي سيرجي مالينكوفيتش في هذه المرحلة، وقد استسلم أندريه بوجدانوف، من حزب الحرية والعدالة الروسي الغامض، ولم يحصل الناشط البيئي أناتولي باتاتشيف، وهو مرشح مستقل، على 300 ألف توقيع مطلوب.

ولا يزال الناشط المناهض للفساد أليكسي نافالني، الخصم الرئيسي لفلاديمير بوتين، يقبع في مستعمرة عقابية، حيث يدعو إلى المظاهرات خلال الانتخابات.