دعت خبيرة ألمانية في علم الجريمة الساسة إلى تخفيف حدة خطابهم في أعقاب الهجمات وجرائم القتل العشوائي التي وقعت في الأشهر الأخيرة.
وقالت عالمة التشريع في جامعة جيسن الألمانية، بريتا باننبرج، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه بدلا من استغلال جريمة ارتكبها أجنبي في إثارة نقاش حاد حول الهجرة، من الأفضل في النهاية إنشاء هياكل تضمن تحسين تقييم الشرطة للمخاطر فيما يتعلق بمرتكبي جرائم القتل العشوائي، موضحة أن العديد من هذه الجرائم يمكن تجنبها إذا تمكنت السلطات من معرفة كيفية تفسير القرائن والبوادر ذات الصلة بشكل صحيح.
وقالت باننبرج: "أنصح بضبط حدة الخطاب"، مشيرة في ذلك على وجه التحديد إلى رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي والمستشار الألماني المستقبلي، فريدريش ميرتس، موضحة أنه من المشروع أن يدعو ميرتس إلى إحراز تقدم في ترحيل المطلوب منهم مغادرة البلاد، ولكنه قد يكون تسبب خلال الحملة الانتخابية في "إثارة المهاجرين الذين لا يشعرون بأنهم في وطنهم هنا" من خلال "تصريحات شعبوية" حول الهجرة في مرحلة يعاني فيها المجتمع بالفعل من ضغوط كبيرة.
وذكرت الخبيرة أن من بين الأسباب المحتملة الأخرى لجرائم القتل العشوائي، التغطية الإعلامية القائمة على الإثارة لجرائم العنف، موضحة على سبيل المثال أن منفذي جرائم القتل العشوائي ومجرمي العنف من اليمين المتطرف يستوحون جرائمهم على سبيل المثال من الإسلامويين، مشيرة إلى أن جميع مرتكبي هذه الجرائم الذين يتصرفون بشكل فردي يسعون إلى "لفت الانتباه بأقصى قدر ممكن".
وفي سياق متصل، حذرت الباحثتان لدى مركز أبحاث علم الجريمة في جامعة كمنيتس للتكنولوجيا، روفينيا بيندر وكريستين فيبر، من أن التغطية الإعلامية القائمة على الإثارة أو المتعجلة يمكن أن تدفع الأشخاص الذين لديهم استعداد لارتكاب مثل هذه الجرائم إلى تنفيذها بأسلوب مماثل.
وذكرت باننبرج أن مثل هذه التأثيرات المحفزة تكون لها فعالية على الأشخاص الذين تراودهم بالفعل أفكار لارتكاب جريمة عنف، وقالت: "هؤلاء الأشخاص يظهرون بوادر بذلك خلال الأشهر الستة السابقة لوقوع الجريمة".
وأوضحت الخبيرة أن "شبكتها الاستشارية للوقاية من جرائم القتل العشوائي" تستهدف الأشخاص الذين لا يريدون الاتصال بالشرطة بأنفسهم بشأن ملاحظاتهم حول الأشخاص الذين يتصرفون بشكل مريب عبر الإنترنت أو في بيئتهم، أو الذين لا يشعرون بأن أفراد الشرطة يأخذونهم على محمل الجد.
تجدر الإشارة إلى أن هناك تباين في الإمكانات المتاحة لدى سلطات الشرطة في الولايات الألمانية للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية استثنائية. وفي المناطق الريفية على وجه الخصوص لا يكون الخبراء النفسيون متاحين على نحو سريع، وخاصة في الليل أو في عطلات نهاية الأسبوع.