«واشنطن بوست»: تصريحات ترامب ضد قطر «تحول كبير» فى سياسة واشنطن.. و«جارديان»: تصعيد دبلوماسى غير عادى
تصدرت التحليلات المرتبطة بالأزمة العربية ــ القطرية مختلف الصحف الغربية الصادرة، اليوم، والتى أشارت إلى أن هذه الأزمة ربما تطول بسبب «الإشارات المتضاربة» التى أرسلتها الولايات المتحدة لدول المنطقة.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نشرت مقالا كتبه كل من روبرت مالى، منسق البيت الأبيض السابق لمنطقة الشرق الأوسط والخليج، وجون فاينر مدير تخطيط السياسات السابق بوزارة الخارجية الأمريكية.
وقال الكاتبان إن الأيام القليلة الماضية شهدت تغيرا كبيرا فى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، ظهرت فى تحول خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من دعوة قطر «شريك استراتيجى بالغ الأهمية» إلى وصفها بدولة راعية للإرهاب.
وأضاف الكاتبان أنه رغم مسارعة إدارة ترامب إلى «تخفيف حدة التوتر بين السعودية، وهى حليف أمريكى طويل الأمد، وقطر، البلد الذى يستضيف أكبر قاعدة عسكرية اقليمية لها»، إلا أن الرئيس الأمريكى «واصل صب البنزين على النار» بالقول، فى خطابه أمس، إن «دولة قطر كانت ممولة للإرهاب تاريخيا على مستوى عال»، فى إشارة إلى تأييده الحصار الخليجى على قطر.
من جانبها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرسائل المتضاربة التى بعثت بها الإدارة الأمريكية حول الأزمة القطرية الخليجية تهدد بإطالة أمد الأزمة.
وأوضحت الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم، أن «الإشارات المختلطة» نتجت عن اتهام ترامب لقطر بدعم الإرهاب، فى الوقت الذى دعا فيه وزير خارجيته ريكس تليرسون الدول الثلاث إلى تخفيف الحصار الاقتصادى المفروض على الدوحة، معتبرا أنه يضر بالمصالح الأمريكية فى المنطقة.
وفى بريطانيا، اعتبرت صحيفة «جارديان» أن اتهام ترامب لقطر بدعم الإرهاب، يعد «تصعيدا دبلوماسيا غير عادي» تجاه أهم الشركاء العسكريين لواشنطن فى الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن بن رودس، نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، قوله: إن «تصريحات ترامب حول قطر جاءت مربكة، وذلك لعدم وجود استراتيجية رسمية لواشنطن»، مشيرا إلى أن «كلمات ترامب المفرطة هددت من قبل عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم داعش الإرهابى، كما خاطرت بتصعيد الصراع مع إيران».
وأضاف بن رودس أن «هناك خطرا متزايدا على أهدافنا الأمنية الوطنية، وهناك خطر أيضا من تصاعد الصراع على جبهات كثيرة فى الشرق الأوسط.. من الخطأ دائما أن نفكر فى أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءا».
بدورها، ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن ترامب استخدم «نبرة حادة» فى خطابه الموجه إلى الدوحة، مشيرة إلى أنه رغم طلبه من قطر بالتوقف عن تمويل الإرهاب، إلا أن الدوحة لا تريد التخلى عن شىء فيما يتعلق بتمويل الإرهاب».
كما اعتبرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن ترامب يضيق الحصار على القطر بمزيد من الضغط، فيما نقلت إذاعة «أر.إف.اى» الفرنسية عن وزير الخارجية الفرنسى السابق، برنار كوشنر، قوله إنه «لابد ألا نأخذ كلام ترامب على محمل الجد»، معتبرا أن هذه الخطوة مناورة من ترامب لعزل إيران.
وفى روما، قال موقع التلفزيون الرسمى الإيطالى «راى نيوز» إن «كلمات ترامب النارية حول قطر من شأنها أن تجعل التصعيد بين دول الخليج يزداد، مما سيقوض من مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن هذه التصريحات قد تقوض المصالح الأمريكية فى المنطقة».