• ظل يدعم أبوالفنون بالتبرعات رغم انشغاله بالسينما والتليفزيون

ظلت أغلب الأدوار التى علقت فى أذهان المشاهدين للفنان الراحل خالد صالح مرتبطة بالسينما والتليفزيون، لكن ما لا يعرفه الجمهور بالفعل هو دور الراحل فى المسرح، حيث صعد سلم النجومية من خلف ستاره، ولم ينس ذلك يوما، فكان دائم الدعم لأبوالفنون بالمال تارة والأفكار تارة أخرى.

مشوار الفنان الراحل مع المسرح كان محو ندوة تكريمه التى أقامها المهرجان القومى للمسرح فى دورته الثامنة بالمجلس الأعلى للثقافة فى دار الأوبرا المصرية، حيث احتفى الحضور بذكراه، بداية من وقوفه على خشبة مسرح كلية الحقوق، ومرورا بتكوين الفرقة التى عمل من خلالها لسنوات طويلة قبل أن يصبح نجما معروفا وهى «فرقة الحركة» التى شاركه الكفاح فيها الفنان خالد الصاوى والفنانة معتزة صلاح عبدالصبور، ونهاية برحيله.
وشارك فى الندوة عدد من أصدقاء الفنان الراحل والذين شاركوه فى بداياته المسرحية ومنهم المؤلف سيد فؤاد والفنانة معتزة صلاح عبدالصبور والمخرج طارق سعيد والناقدة أمانى سمير، وأدار الندوة أحمد خميس.
فى البداية تحدث المؤلف سيد فؤاد عن تاريخه مع خالد صالح، حيث وصفه بالقول «من النجوم الذين لم يفقدوا توازنهم بعد وصولهم للنجومية والشهرة الواسعة»، وأضاف: بدأت عملى مع خالد صالح سنة ١٩٨٤ فى مسرح كلية الحقوق، وعندما جئت لكى أمثل أمامه انبهرت بموهبته وتيقنت أنه ولد ممثلا عظيما، ولم يتدخل أحد فى تشيكله كممثل، حيث كانت لديه رؤية كبيرة واستيعاب رهيب للأدوار، وقد عملت معه فى مسرحية (انطونيو وكيلو بطة) التى كانت من امتع العروض فى حياتى، وارتجال خالد صالح ومعتزة عبدالصبور أضاف للنص كثيرا. وهذا النص المسرحى من أهم ادوار تاريخ فرقة الحركة».

وعن الفنان الراحل بعد تحقيق النجومية، قال سيد فؤاد «خالد لم يختلف على الاطلاق وهو معروف عما كان عليه وهو مغمور، فعلى العكس من اخرين كثيرين فقدوا توازنهم بسبب النجومية ومنهم محمد سعد مثلا الذى لم نعد نعرف كيف نتعامل معه، وهو كذلك كأنه لم يعد يريد التعامل مع زملائه القدامى، أما خالد صالح فلم يفعل ذلك».
وتحدث فؤاد عن الجانب السياسى فى حياة الراحل وقال «كان له شقا سياسيا قويا فى مراحل كثيرة، ومنها موقفه فى ثورة يناير، وموقفه فى اعتصام وزارة الثقافة، ولكنه لم يكن يحب الافصاح عن هذه الأدوار على الملأ أو يتحدث ليثير انتباه الإعلام، ولكنه كان يلعب دورا خفيا من تقديم للدعم وغيره أو قراءة بيانات».

وأكد سيد فؤاد أن كلية الحقوق ستقدم يوما فى ذكرى وفاة لخالد صالح، فضلا عن اسبوع آخر سيتم به عرض عدد من الافلام لخالد صالح وهى الافلام التى لم يشاهدها احد له وسيكون مقرها فى سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
ودافع سيد فؤاد عن عدم حضور خالد الصاوى لكثير من الندوات والفعاليات التكريمية لذكرى خالد صالح، مؤكدا أنه غير مستوعب لرحيل رفيق كفاحه وأنه مازال فى صدمة كبيرة من فقدانه.
فيما قالت الفنانة معتزة صلاح عبدالصبور إن دورى الراحل فى «هى فوضى» و«الريس عمر حرب» يعتبران من أهم أدواره فى السينما، فضلا عن أن له دورا مهما جدا فى مسرحية «مسافر ليل» من اخراج وليد الشهاوى، وهى المسرحية التى قدم بها شخصية ديكتاتور صعب ومزعج ورغم ذلك يظهر بشكل لطيف ويضحك رغم أن افكاره كلها شيطانية، وهذا دور عالمى ورائع واتمنى أن يوجد شريط مصور لهذه المسرحية تخليدا لفنان عظيم.

وقالت: أول مسرحية عملت فيها مع خالد صالح كانت شباب اوفيليا، وقد شجعنى كثيرا فى البداية ولا انكر فضله فى هذه النقطة بصراحة، ثم عملنا عدد من المسرحيات الأخرى تحت اخراج خالد الصاوى، وبصراحة طوال فترة عملى مع خالد صالح كنت اتفاجأ به وبأدائه بشكل كبير، لأنه كان يضيف للأدوار التى يجسدها بشدة، ورغم وصوله لمرحلة النجومية الا أنه يتغير انسانيا على الإطلاق وكان يتميز بتواضع وبحس رائع بغيره، وكان يحاول دائما أن يعطى للمسرح المستقل دعما ماديا وغيره من أشكال الدعم، والعام الماضى تكفل بكثير من تكلفة المهرجان القومى للمسرح والفرق الشابة، وأضافت «فقدناه فى مرحلة كان يستعد فيها لنجومية أكبر وأعرض».
فيما أكد المخرج طارق سعيد والناقدة أمانى سمير على أهمية ممثل بحجم الراحل وكيف أنه كان يشبه السفنجة التى تتشبع بالخبرات وأصول التمثيل بحق، ويقوم بإخراجها فى الوقت المناسب، وأنه قدم العديد من المسرحيات المهمة الرائعة ومنها «انطونيو وكيلو بطة» و«ثورة الزنج» و«ليلى والمجنون» وغيرها.