تقرير: الاقتصاد والسلم الأهلي أولويات قصوى في سوريا - بوابة الشروق
الأربعاء 12 مارس 2025 8:59 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تقرير: الاقتصاد والسلم الأهلي أولويات قصوى في سوريا

دمشق - قنا
نشر في: الأربعاء 12 مارس 2025 - 3:57 م | آخر تحديث: الأربعاء 12 مارس 2025 - 3:57 م

أكد محللون سياسيون سوريون أن هناك خطوات لابد من اتخاذها في سبيل النهوض بسوريا اليوم بما يتوافق مع رؤى وتطلعات السوريين، وأهمها وضع دستور جديد يضمن حقوق الجميع دون إقصاء، ويحقق العدالة الانتقالية.

وقالوا، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه يجب التركيز في الوقت الحالي على الاقتصاد والسلم الأهلي كأولوية قصوى للبلاد، وبناء نظام ضمان اجتماعي يراعي الجميع، مؤكدين أن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على مشاركة جميع السوريين.

فمن جانبه، أكد محمود الطن المحلل السياسي ،في تصريح لـ"قنا"، أن أفضل ما قد يحدث لسوريا في هذه المرحلة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية كاملة الصلاحيات، تضم اختصاصيين يعتمدون على الكفاءة لا المحاصصة، وتحظى بقبول واعتراف دولي.

وأشار الطن إلى أن دمشق أجرت بالفعل مشاورات مكثفة مع الدول الشقيقة والصديقة والحليفة حول هذه الخطوة، مما يعزز فرص تحقيقها على أرض الواقع، مؤكدا أن تشكيل مثل هذه الحكومة سيؤدي إلى إعادة فتح الاقتصاد وتنشيط الحركة التجارية وفق رؤية اقتصادية مستدامة، من شأنها تحسين الظروف المعيشية للسوريين بشكل تدريجي.

وأضاف أن بناء الثقة بين دمشق والعواصم العالمية قد يدفع دولا عربية وأوروبية صديقة إلى تقديم خطة دعم اقتصادي ما قد يشكل دفعة قوية لعملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى أنه مع تدفق الاستثمارات الأجنبية، ستشهد البلاد انتعاشا اقتصاديا تدريجيا، يسهم في تحسين مستوى المعيشة ويعزز الاستقرار العام.

من ناحيته، قال حسام طالب المحلل السياسي، في تصريح مماثل لـ"قنا"، إن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على مشاركة جميع السوريين، بعيدا عن الخلافات السياسية، مضيفا أن الرئيس أحمد الشرع يسعى إلى بناء سوريا حديثة قائمة على التعاون بين الداخل والخارج، مع ضرورة دعم الدول العربية والمجتمع الدولي، وتهيئة بيئة مناسبة لعودة اللاجئين، وسن قوانين اقتصادية جاذبة للاستثمار، نظرا لحاجة البلاد الملحة لإعادة الإعمار على جميع المستويات.

وحول الدستور الجديد، أوضح حسام طالب أن الفترة المقترحة لوضعه، والتي تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات، هي مجرد تقدير، مؤكدا أن توافق السوريين قد يسرع العملية، مما يسمح بإنجازه خلال أشهر، مشددا على أهمية تجاوز الماضي الأليم والتركيز على بناء مستقبل يحقق طموحات الشعب السوري.

من جانبه عبر مهند السريع الفنان والأكاديمي السوري ،في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، عن تفاؤله بالمستقبل، معتبرا أن السوريين اليوم يدركون أن وطنهم لجميع أبنائه، مضيفا أن المرحلة المقبلة يجب أن تتجاوز الفساد والمحسوبيات، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار للهوية الثقافية السورية، لأن الأمم تعرف بثقافتها، مشيرا إلى أن الوطن هو المكان الذي تحترم فيه كرامة الإنسان.

وسلط الصحفي أحمد الحسن مدير مركز القارات الثلاث للإعلام الضوء على تعقيدات المرحلة الحالية في سوريا، حيث أشار إلى أن الانتشار الواسع للاجئين السوريين في الخارج تسبب في تباين الأولويات بين مختلف الشرائح السورية، لافتا إلى وجود أولويات في مقدمتها تحقيق الشفافية في أنشطة السلطة الانتقالية الحالية، وأن يكون اختيار الأشخاص ضمن معايير واضحة.

وشدد الحسن، على ضرورة إخراج سوريا من حالة "غرفة الإنعاش"، مشيرا إلى أن الحديث عن الكماليات يأتي في مرحلة لاحقة، ويجب التركيز في الوقت الحالي على الاقتصاد والسلم الأهلي كأولوية قصوى.

وأكد أن السيناريو الأفضل لسوريا هو توظيف الإمكانات الواقعية بكفاءة عالية، مشيرا إلى أنه يدعم الاقتصاد الخدمي، وخاصة في الرقميات، نظرا لعوائده الكبيرة وعدم حاجته لمساحات واسعة؛ كما يدعو إلى استغلال خبرات السوريين في الخارج في حملة علاقات عامة لصالح هذا المشروع.

ويرى الحسن أن أهم مطلب شعبي حاليا هو إنهاء القناعة السورية المستندة إلى الانقلابات العسكرية منذ 70 عاما، والانتقال من نظام التغلب إلى نظام الانتقال السياسي لصالح المواطن، مختتما حديثه لـ"قنا" بالدعوة إلى التعامل مع المواقف الدولية بنظرة متوازنة، لا شك مطلق ولا ثقة مطلقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك