تأثرت مراسلة قناة «الجزيرة»، الصحفية جيفارا البديري، خلال حديثها عن صديقتها الراحلة شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام مدينة جنين ومخيمها، صباح أمس الأربعاء.

كانت «البديري» تنقل مجريات ما يحدث بعدما وصل جثمان «أبو عاقلة»، من مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله إلى المستشفى الفرنسي في القدس، وحاولت تمالك نفسها أثناء حديثها عن زميلتها الراحلة، قائلة إن «الحديث عن شيرين التي كانت تنقل لخبر فأصبحت بمقتلها الخبر، أمر صعب».

وقالت إن «الفلسطينيين يصفون جنازة أبو عاقلة، بأنها أطول وأكبر جنازة لفلسطيني على مدار عقود طويلة»، موضحة أن جثمان الراحلة موجود في ثلاجة الموتى، تمهيدًا لدفنها بمقابر العائلة، غدًا الجمعة.

وذكرت أن العشرات من الصحفيين يصلون تباعًا، فضلًا عن أن الجميع يبكي ولا يستطيعون القيام بعملهم الصحفي؛ بسبب حزنهم على الراحلة، لافتة إلى أن موكب نقل جثمان «أبو عاقلة» توقف في 20 محطة؛ لأن المواطنين الفلسطينيين بشكل عشوائي، يوقفون سيارة الإسعاف؛ لوضع إكليل من الزهور أو قول كلمة لشيرين.

ولفتت إلى أنها المرة الأولى التي يفتح فيها مقر الرئاسة الفلسطينية لعامة الشعب، مجددة التأكيد على تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعدم قبول إجراء تحقيق مشترك مع إسرائيل، وتحميل سلطات الاحتلال جريمة اغتيال شيرين.

وأوضحت أن «أبو مازن» منح الصحفية الراحلة وسام نجمة القدس، وهو أعلى وسام فلسطيني يمنح للإنجازات والتضحيات، معربة عن تقديرها لمحبة الفلسطينيين لزميلتها، وخروجهم بأعداد كبيرة لم تر في العديد من المناسبات؛ لتحية الجثمان.

ونوهت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أراد أن يظهر في الصورة بإغلاق حاجز قلنديا العسكري، بدعوى إلقاء الحجارة، قائلة إنهم أوقفوا سيارة الإسعاف التي تقل شيرين بطريقة همجية، وصادروا العلم الفلسطيني والكوفية التي تحمل دماء الصحفية الراحلة.

واستنكرت ما فعلته سلطات الاحتلال، متابعة: «كأننا نحمل سلاحا من نوع خارق، جنود الاحتلال حاولوا الدخول إلى ساحة المستشفى، لكن الشبان منعوهم، هناك حالة من الغضب الشديد وهتافات باسم شيرين والصحافة، ولم نشهد مشهدًا مماثلًا لذلك».

وأضافت أن مراسم دفن «أبو عاقلة» تبدأ عصر غد الجمعة، من كنسية الروم الكاثوليك في باب الخليل، مشيرة إلى وجود تخوف من العائلة وأهالي القدس، ألا تكون الجنازة وتمر بدون احتكاك مع الاحتلال الإسرائيلي.

واستشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة «الجزيرة» في مخيم جنين، أمس الأربعاء، بعد أن استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي برصاصة في الرأس، رغم ارتدائها السترة والخوذة الواقية، التي تحمل إشارة الصحافة.

وشارك رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الخميس، بمراسم تشييع جثمان الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من مقر الرئاسة في مدينة رام الله، بحضور رسمي وشعبي كبير.

واصطف حرس الشرف لتحية جثمان الشهيدة أبو عاقلة لدى وصوله إلى مقر الرئاسة، وحُمل على الأكتاف، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني وموسيقى جنائزية.

ووضع الرئيس إكليلا من الزهور على جثمان الشهيدة أبو عاقلة، والقى نظرة الوداع الأخيرة على جثمانها، الذي لف بالعلم الفلسطيني، لدى وصوله إلى مقر الرئاسة، قبل أن ينقل إلى المستشفى الفرنسي في مدينة القدس، حيث سيوارى الثرى هناك يوم غد الجمعة.

وحمل أبو مازن، في كلمة مقتضبة، ألقاها خلال مراسم التشييع، سلطات الاحتلال الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وقال إن «السلطات الفلسطينية رفضت ونرفض التحقيق المشترك مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن الأخيرة ارتكبت تلك الجريمة»، متابعًا: «لا نثق بهم وسنذهب فورا إلى محكمة الجنائية الدولية، لملاحقة المجرمين».