إذا أراد نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو احتساء الشاي مع شخص آخر في روسيا من خارج المنتخب البرتغالي ، فقد يكون هذا الشخص هو منافسه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي.
هكذا وضعت اختيارات المنتخبين البرتغالي والأرجنتيني لمقرات إقامتهما خلال بطولة كأس العالم 2018 بروسيا الغريمين التقليديين ميسي ورونالدو على مسافة قريبة للغاية من بعضهما البعض.
وطبقا لمعايير المساحات الشاسعة لروسيا ، فإن ميسي ورونالدو يعتبران في حكم الجيران حيث تبلغ المسافة بين مقري المنتخبين نحو 30 كيلومترا فحسب.
ويبرز رونالدو وميسي على رأس أفضل نجوم كرة القدم في العالم كما يتطلع كل منهما إلى الفوز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2018 باعتبار هذه النسخة هي الفرصة الأخيرة لكليهما في الفوز باللقب العالمي للمرة الأولى.
ويقيم المنتخب البرتغالي في قرية كراتوفو بالقرب من العاصمة موسكو حيث يستعرض رونالدو مع الفريق مهاراته الفنية والبدنية فيما يدور الجدل بشأن رحيله المحتمل عن صفوف ريال مدريد الإسباني.
وعلى مسافة قريبة للغاية ، يقيم ميسي الملقب ب"البرغوث" في منطقة برونيتسي ذات المناظر الخلابة حيث يتدرب مع منتخب بلاده.
وقاد رونالدو /33 عاما/ المنتخب البرتغالي قبل عامين للقبه الأول في البطولات الكبيرة من خلال كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا ولكن المونديال الروسي سيكون الفرصة الأخيرة له لقيادة الفريق إلى لقب كأس العالم للمرة الأولى لاسيما وأنه سيكون في السابعة والثلاثين من عمره عندما يحين موعد النسخة التالية من المونديال والتي تستضيفها قطر في 2022 .
وفي المقابل ، لا يزال ميسي ، الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في 24 حزيران/يونيو الحالي ، يبحث عن لقبه الأول مع المنتخب الأرجنتيني.
وقال ميسي : "نرغب جميعا في نفس الشيء ، الفوز بلقب كبير مع المنتخب الوطني... كأس العالم حلمنا وحلم بلدنا بأكمله".
وفي المقابل ، بدا رونالدو أكثر تحفظا في تصريحاته ، وقال : "نعلم أننا لسنا الفريق المرشح للفوز باللقب. سنفعل نفس ما فعلناه في يورو 2016 . سنكافح حتى النهاية ونرى ما يحدث".
ولكن رونالدو نفسه لم يستطع الكفاح حتى النهاية في يورو 2016 حيث خرج مصابا بعد 25 دقيقة من بداية المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي وتابع ما تبقى من المباراة والدموع تنهمر من عينيه حتى استبدلت بدموع الفرح اثر فوز الفريق على الديك الفرنسي 1 / صفر في الوقت الإضافي.
وفي نفس الصيف عام 2016 ، أعلن ميسي اعتزاله اللعب الدولي بعدما خسر نهائي بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في نسختها المئوية بالولايات المتحدة.
وكان هذا هو النهائي الثالث الذي يخسره ميسي مع المنتخب الأرجنتيني في البطولات الكبيرة في ثلاث سنوات متتالية حيث خسر نهائي كأس العالم 2014 أمام نظيره الألماني صفر / 1 في الوقت الإضافي ثم خسر نهائي كوبا أمريكا 2015 في تشيلي و2016 في الولايات المتحدة وكان هذا بركلات الترجيح في المرتين وأمام نفس الفريق (منتخب تشيلي) .
وكان هذا أمرا كثيرا على ميسي الذي خسر مع الفريق أيضا نهائي كوبا أمريكا 2007 .
ولكن ميسي استجاب لمحاولات إقناعه بالعودة للمنتخب وعدل سريعا عن قرار الاعتزال الدولي.
وأعلن ميسي بعدها بأسابيع أنه سيقود منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 . وأوضح البرغوث أن كرة القدم الأرجنتينية لديها ما يكفي من المشاكل. وأضاف : "لا أود أن أتسبب في مزيد من المشاكل لها".
ولم تكن مسيرة المنتخب الأرجنتيني في تصفيات المونديال سهلة على الاطلاق وإنما شهدت العديد من العثرات كما تأجل حسم بطاقة التأهل إلى الجولة الأخيرة التي فاز فيها الفريق على نظيره الإكوادوري بثلاثة أهداف (هاتريك) لميسي.
وتوج ميسي مع فريقه برشلونة الإسباني بأربعة ألقاب في بطولة دوري أبطال أوروبا وتسعة ألقاب في الدوري الإسباني فيما فاز رونالدو مع فريقه ريال مدريد بأربعة ألقاب أيضا في دوري الأبطال وبلقبين في الدوري الإسباني بخلاف فوزه بلقب دوري الأبطال مرة واحدة مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي فاز معه أيضا بلقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات.
وفيما فرض ميسي وبرشلونة هيمنة واضحة على الدوري الإسباني ، كان رونالدو والريال على موعد مع إنجاز أوروبي بإحراز لقب دوري الأبطال في آخر ثلاثة مواسم على التوالي.
ومنذ فوز كاكا بالجائزة في 2007 ، اقتسم ميسي ورونالدو لقب أفضل لاعب في العالم على مدار عقد كامل.
كما اقتسم النجمان الكبيران ميسي ورونالدو المشاكل مع سلطات الضرائب في إسبانيا.