الحج قديما.. كيف مر درب الحجاج المصريين بأربع مراحل زمنية مختلفة على مر التاريخ؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحج قديما.. كيف مر درب الحجاج المصريين بأربع مراحل زمنية مختلفة على مر التاريخ؟

منال الوراقي
نشر في: الأربعاء 12 يونيو 2024 - 10:32 ص | آخر تحديث: الأربعاء 12 يونيو 2024 - 10:32 ص

استقبلت المملكة العربية السعودية، حجاج بيت الله الحرام من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج في مكة المشرفة.

وأعلنت السعودية مطلع الشهر الجاري انتهاء تجهيز المخيمات وتزويدها بالاحتياجات الضرورية، في الوقت الذي تواصل فيه القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة الحجاج وضيوف الرحمن جهودها وفق الخطط التشغيلية.

ولكن، كيف كان طريق الحج المصري قديما؟

وفقا لما قاله الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، في مقال سابق له نشر في صحيفة "الشرق الأوسط" فطريق الحج المصري لم يسلكه فقط الحجاج من مصر، ولكن أيضاً من ليبيا وتونس والمغرب العربي والمسلمون في بلاد أفريقيا، وكذلك الحجاج من بلاد الأندلس.

وحسبما ذكر الدكتور علي الغبان، عالم الآثار السعودي، في دراسته عن طريق الحج المصري، فقد مر طريق الحج المصري بأربع مراحل زمنية متميزة.

امتدت المرحلة الأولى من الفتح الإسلامي وحتى منتصف القرن الخامس الهجري، حيث كان طريق الحج يسلك مسارين مختلفين داخل الجزيرة العربية؛ المسار الأول داخلي والآخر ساحلي.

وامتدت المرحلة الثانية من منتصف القرن الخامس الهجري وحتى عام 666 هجرية، فعلى مدار أكثر من مائة عام توقف استخدام الطريق البري، وكان الحجاج يركبون السفن إلى قوص جنوب قنا الحالية ومنها يسافرون بالقوافل إلى عيذاب على ساحل البحر الأحمر لكي يعبروا البحر بالسفن إلى الحجاز.

أما المرحلة الثالثة وهي التي شغلت الفترة الزمنية من 667 هجرية وحتى 1301 هجرية فتمثل العودة إلى إحياء الطريق البري القديم مرة أخرى.

وكانت العودة إلى إحياء الطريق البري بفرمان السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذى أوقف سفر الحجاج بحراً عبر عيذاب، حيث قام الظاهر بيبرس في ذلك العام بإرسال كسوة الكعبة المشرفة وقافلة الحج الرسمية بطريق البر.

وكانت الرحلة من القاهرة إلى مكة المكرمة تستغرق شهراً كاملاً، في هذه المرحلة، التي استمرت لأكثر من ستة قرون، وخلالها شهد الطريق البري كثيراً من التغيرات والإنشاءات المعمارية، وكذلك توسع محطات قوافل الحجيج على طول طريق الحج، وفي عام 1301 هجرية، خرجت آخر قافلة حج رسمية من مصر إلى مكة على الطريق البري.

ومثلت المرحلة الرابعة التطور الأخير الذي طرأ على طريق الحج المصري، وقد بدأ من عام 1302 هجرية إلى وقتنا الحاضر، ويميزه توقف استخدام الطريق البري أو طريق القوافل، وعاد الحجاج للسفر بحراً من السويس.

وخلال القرن العشرين بدأ السفر جواً إلى المملكة وهو الأكثر انتشاراً واستخداماً لحجاج بيت الله الحرام، وفق ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

وعلى الرغم من أن الحجاج توقفوا عن السفر بالقوافل براً إلى مكة والمدينة، فإن طرق الحج القديمة ظلت جزءاً من التاريخ الإسلامي والوجدان الشعبي، ولا تزال قصص الأجداد الذين حجوا بيت الله الحرام على ظهور الإبل تروى في الريف المصري شمالاً وجنوباً من قبيل إظهار مدى تعلق المصريين بشعيرة الحج إلى بيت الله الحرام.

ووفقا لعالم الآثار المصري، فقد كان من عادات الحج في مصر، ولا تزال موجودة إلى الآن في الريف المصري، أن يقوم أهل الحاج بتزيين واجهة المنزل قبيل عودة الحاج من الأراضي المقدسة، فيرسمون الكعبة المشرفة والجمال دلالة على قيام الحاج بالسفر بالطريق البري عن طريق القوافل، أو يرسمون سفينة إذا كان السفر إلى مكة قد سلك الطريق البحري بالسفينة، والآن نرى معظم الرسومات في الريف تتضمن رسم الطائرات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك