تعتزم الحكومة الألمانية، إقرار استراتيجيتها المرتقبة الخاصة بالصين غدا الخميس، حسبما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، اليوم الأربعاء.
وأوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر، أن من المنتظر أن تبعث الاستراتيجية برسالة مفادها "أننا راغبون أن نعيش في سلام وحرية مع كل الشركاء في هذا العالم ومع كل الدول في هذا العالم"، وأنه يجب تقليل أوجه التبعيات أحادية الجانب كدرس مستفاد من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكانت الحرب كشفت عن اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي وأجبرت الحكومة الألمانية على تغيير وجهتها في سياسية الطاقة في أقصر وقت.
ومن المنتظر أن تقلل ألمانيا كدولة مصدرة من اعتمادها الاقتصادي الكبير على الصين، كدرس مستفاد من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكانت الحكومة الألمانية، أقرت في منتصف يونيو الماضي استراتيجيتها الوطنية للأمن التي وصفت فيها الصين بأنها منافس ومنافس منهجي، وجاء في ورقة الاستراتيجية القول: "نلاحظ أن عناصر المنافسة والمنافسة المنهجية تزايدت خلال العامين الماضيين".
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي استخدم مصطلح "المنافس المنهجي" في وصف الصين منذ عام 2019، وهو يقصد بهذا أن جمهورية الصين الشعبية تحاول من المنظور الأوروبي مخالفة معايير راسخة للقانون الدولي أو تغييرها، وكذلك أيضا فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان.
يذكر أن هناك داخل الحكومة الألمانية مقاربات مختلفة فيما يتعلق بسياسة الصين حيث ينادي حزب الخضر ممثلا في بيربوك ووزير الاقتصاد روبرت هابيك بانتهاج سياسة أكثر صرامة مقارنة بالسياسة التي ينادي بها المستشار أولاف شولتس المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
واتضح هذا الاختلاف مؤخرا على نحو خاص في قضية استحواذ مجموعة كوسكو الصينية الحكومية على حصة في محطة حاويات بميناء هامبورج، وهي الخطوة التي تمت رغم اعتراض الخضر.