العاصفة دانيال تبيد درنة.. كيف تحولت إلى أطلال في ثوان؟ (فيديو وصور وتسلسل زمني) - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العاصفة دانيال تبيد درنة.. كيف تحولت إلى أطلال في ثوان؟ (فيديو وصور وتسلسل زمني)

أحمد علاء
نشر في: الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 - 9:24 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 سبتمبر 2023 - 12:29 ص

«انتهت الحياة في لحظة، وأبيدت الأشياء في ثوان».. مشهد كابوسي ذلك الذي عاشته ليبيا ولم تستيقظ منه جراء العاصفة دانهال، تلك الحالة المناخية المتطرفة التي قتلت الناس ودمرت البنايات، بل قتلت مدينة بأكملها، بكل ما فيها.

حلت العاصفة دانيال، وعلى حين عَجَل، باغتت الليبيين والتهمت أراضيهم ونزعت أرواحهم وطمست أحياءهم، وخلّفت وراءها خسائر بشرية، ليس من المستبعد أبدا أن يكون من المستحيل إحصاؤها.

من بين الأهوال التي عاشتها المدن الليبية، جاءت مدينة درنة على وجه التحديد، لتسجل مآسي مروعة، أسفرت - وفق تقديرات حكومية - عن اختفاء ما بين 25% و40% من أنحاء المدينة، ما قد يدفع السلطات لإخلائها كلية بعدما أصبحت غير قابلة للسكن.

لماذا كل هذا في درنة؟
قد يسأل سائل، لماذا حدث كل هذا الذي حدث؟، ولماذا تكبدت درنة تحديدا كل هذه الكلفة المروعة على النحو الذي يجعل حالها ووضعها وشوارعها وسكانها بعد العاصفة ليس كما قبلها.

المأساة بدأت بعيدا.. هناك في اليونان
"شرح نصي مصور" يمكن أن يشرح ما حدث، وجاءت البداية على بعد 4544.6 كيلو متر من السواحل الليبية، وتحديدا عند السواحل اليونانية، أين تشكلت العاصفة دانيال في طورها الأول، كما تُظهر هذه الصورة الملتقطة بالأقمار الصناعية، وبثتها قناة الجزيرة.

في الخامس من سبتمبر الجاري، بدأت العاصفة دانيال تجتاح سواحل اليونان، فيما وُصفت بأنها العاصفة الأقوى في البلاد منذ 93 عاما، بعدها توجهت العاصفة صوب السواحل الإفريقية للبحر المتوسط.

ليبيا محطة دانيال الأولى
وبينما كانت العاصفة تشق طريقها، كانت ليبيا محطتها الأولى، وتحديدا المناطق الشرقية من بنغازي، ثم تحركت شرقا صوب منطقة الجبل الأخضر.

كانت العاصفة مصحوبة بأمطار غزيرة تجاوزت 400 مللي، وهي كمية لم تشهدها ليبيا منذ 40 عاما، فاجتاحت السيول مناطق الجبل الأخضر بالكامل مثل درنة والبيضاء والمرج وشحات وسوسة.

الأهوال التي عاشها اللليبيون في ذلك الوقت لم تكن النهاية، لكنّها كانت البداية لما يمكن تصنيفها بأنها واحدة من أسوأ الكوارث البشرية في التاريخ الإنساني.

انهيار سدّي درنة.. الكارثة تشق طريقها
الكارثة الحقيقية في درنة تتمثل فيما أحدثته السيول أولا بسد وادي درنة الذي يبلغ ارتفاعه 40 مترا، وسد درنة الثاني، فقد انهار السدّان تواليا جراء ضغط المياه، وغياب الصيانة المطلوبة على مدار السنوات الماضية، ما جعلهما غير قادرين على تحمل مثل هذه الظروف الاستثنائية.

الطين يزيد البلة.. لفظا ودلالة
في تلك اللحظة، لم يكن قد الأسوأ قد حدث بالفعل، فانهيار السدين قاد إلى اندفاع كميات ضخمة من المياه، وما زاد الطين بلة أن المياه نفسها كانت مصحوبة بالطين نفسه، فجعلت قدراتها التدميرية مضاعفة.

لهذا السبب بالذات، شوهدت مدينة درنة تحت الرماد وتحولت أغلب مبانيها إلى أطلال، واختفت أحياؤها السكنية تحت المياه، وفُقد آلاف المواطنين وسط تقديرات تقول أبسطها إن عددهم يبلغ ستة آلاف، في حين تحدثت أخرى عن أن تعدادهم قد يصل إلى 100 ألف.

الطبيعة الجغرافية لمدينة درنة ضاعفت من الكلفة التي دفعتها، لا سيما مع تأخر وصول الإغاثات إليه، فطرق المدينة جرفتها مياه الأمطار، ما جعلها معزولة بشكل كبير، ويصعب الوصول إليها.

إحصاءات رسمية للضحايا.. جزء من مأساة كبيرة

حتى كتابة هذه السطور، تقول الإحصاءات الرسمية الليبية إن عدد الضحايا وصل إلى 5300 قتيل، بينما لا يزال هناك الآلاف من المفقودين.

الآن، لا يعرف الليبيون ماذا تخبئ لهم الساعات المقبلة، ولا يُعرف أي إحصاء سيستقر عنده عدد الضحايا، فالتقديرات التي تشير إلى فقدان عشرات الآلاف، وقياسا لحجم الدمار الذي أحدثته العاصفة، وإتصالا بما أعلنته السلطات بأن أحياء سكنية أبيدت بالكامل، وأن ربع المدينة على الأقل اختفى كليا، فكل هذا يشير إلى دلالة واضحة، مفادها أن عداد القتل في ليبيا لن يتوقف قريبا، وأن الإحصاء النهائي ربما سيفوق ما يمكن أن يتخيله أحد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك