اعتاد توني كازامياس، مسيحي مصري يوناني يعيش في مدينة دهب بجنوب سيناء، على مشاركة مواطني المدينة من المسلمين كل أعيادهم ومناسباتهم الدينية، حتى أصبح المواطنين ينتظرون قيامه بعمل مفاجئ خلال كل مناسبة دينية، لينشر البهجة والفرحة على الأطفال والكبار.
وتزامنًا مع احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، اشترى "توني" علب الحلوى التي اعتاد المسلمين على شرائها خلال تلك الذكرى العطرة، وتجول في شوارع المدينة ليوزعها على المواطنين، قائلًا لهم: "كل سنة وأنتم طيبين، وكل مولد نبي والمصريين مسحين ومسلمين متحدين".
وأوضح " توني" في تصريح اليوم، أنه اعتاد مشاركة المسلمين في المناسبات الدينية الخاصة بهم، وأيضًا القيام ببعض الطقوس الدينية التي يقومون بها في جميع المحافل الدينية مثل التضحية في عيد الأضحى، مؤكدًا أنه يحتفل بالمولد النبوي الشريف مع أهله من مواطني مدينة دهب، كون ذلك يشعره بالسعادة خاصة عندما يشاهد نظرات الحب والفرحة في عيونهم وخاصة الأطفال.
وأكد أن أهالي مدينة دهب ساعدوه في عمله كثيرًا، ولم يشعروه في يوم من الأيام بالفرق بين المسحيين والمسلمين، لافتًا إلى أن سيناء أرض التسامح وتلاقي الأديان السماوية، ويعد دير سانت كاترين خير دليل على هذا التسامح والتعايش بين مسلمي ومسيحي مصر، حيث يعيش رهبان الدير في حماية مواطني قبيلة الجبالية، إضافة إلى أن العهدة المحمدية هي أحد مقتنيات الدير الأثرية، وتوجد في متحف الأيقونات الأثرية بالدير، ويقبل على مشاهدتها الآلاف من المسحيين حول العالم خلال زيارتهم للدير.
وأكد أن احترام المصريين لكل الأديان السماوية يؤكد تدينهم ورقيهم وتسامحهم، مشيرًا إلى أن مشاركته لهم في الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة تشعره وتشعرهم بالسعادة، وتسهم في توثيق الروابط بينهم.
على جانب أخر، قال سامح بشندي، أحد مواطني مدينة دهب، إن "توني" يعد أخا لجميع مواطني المدينة، واعتاد مشاركة المواطنين في كل المناسبات الدينية، وتوزيع الهدايا على المواطنين وخاصة الأطفال، مشيرًا إلى أن توزيعه حلوى المولد النبوي تعد لفتة إنسانية تحمل معاني التسامح والتعايش.