باحث بريطاني يروي تاريخ النسوية من منظور الراقصات والممثلات في شارع عماد الدين - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باحث بريطاني يروي تاريخ النسوية من منظور الراقصات والممثلات في شارع عماد الدين

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 12 سبتمبر 2024 - 1:02 م | آخر تحديث: الخميس 12 سبتمبر 2024 - 1:02 م

يعد عالم المسارح والملاهي الليلية في مصر، خلال النصف الأول من القرن العشرين، عالماً ثرياً وجذاباً لكثير من الباحثين المصريين وغير المصريين، القاهرة أو الإسكندرية كانتا على مدار فترات طويلة مدن كوزموبوليتانية، وكان رفاييل كورماك، الباحث البريطاني أحد من سحرتهم هذه الفترة وجذبته إلى خباياها.

بعد عامين من صدور كتاب كورماك عن القاهرة بعنوان "منتصف الليل في القاهرة..نجمات مصر في العشرينيات الصاخبة"، باللغة الإنجليزية، تحققت أمنيته الأخرى وصدر حديثاً باللغة العربية عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع.

يقضي كورماك هذه الأيام وقتاً في مصر، التي يتردد عليها كثيراً منذ عام 2009، وأصبحت جزء من حياته، غاص في أعماق فترة زمنية طويلة منها، ورسم شكلاً واضحاً لشوارع وملاهي ومسارح عماد الدين والأزبكية، وشبكات العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتفاعل كل ذلك مع المرأة كونها البطل الرئيسي للكتاب، واختار كورماك المرأة التي توصف أنها جزء من الهامش، أي لا تنتمي للطبقات العليا الأرستقراطية أو التي يتفاخر بها المجتمع، بل هؤلاء العاملات في الملاهي الليلية والممثلات والمغنيات وصناعتهن لتاريخ موازي للحركة النسوية المصرية.

"إنها صورة مفعمة بالحيوية للمرأة الموهوبة ورائدات الأعمال التي حددت إحدى الحقب في القاهرة، أكثر مدن العالم تعددًا للثقافات، كانت القاهرة في القرن العشرين نقطة جذب للطموحين والموهوبين، وخلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ازدهرت الموسيقى والمسارح وكانت نابضة بالحياة، وحددت ما يعنيه أن تكون مصريًا حديثًا، وهيمنت النساء على صناعة الترفيه المصرية وروجن لصناعة ترفيه حديثة بشكل لافت للنظر"، هكذا بدأ كورماك كتابه.

وقال أيضاً: "عادة ما يذكر تاريخ النسوية المصرية التقليدي أوائل القرن العشرين قائمة من الناشطات البارزات معظمهن إن لم يكن كلهن من خلفيات الطبقة العليا أو المتوسطة مثل هدى شعراوي ونبوية موسى وسيزا نبراوي والاتحاد النسائي المصري –كان لهن اسهاماتهن- لكنهن كان حذرات ألا يشعرن الرجال بكثير من الانزعاج...وخارج هذا العالم كان تاريخ آخر للنسوية المصرية يكتب في الملاهي الليلية والمسارح والكباريهات في القاهرة، وعادة لا ينظر إلى الحركة النسائية في مصر من منظور مغنيات التياترات وراقصاتها وممثلاتها، عاش هؤلاء على هوامش ما تسمى بالآداب العامة".

هذا الجزء تحديداً من مقدمة كورماك يوضح همه الأول من هذا الكتاب، والمحرك الرئيسي الذي جذبه من أطروحة الدكتوراه الخاصة به "عن مأساة سوفوكليس أوديب ملكا في المسرح المصري الحديث"، ودفعه نحو كباريهات وسط البلد والمترددين عليها، حيث يقول" لطالما انجذبت نحو وسط البلد قلب المدينة الحديثة بعيدا عن المركز التاريخي وتساءلت عن القصص الكامنة وكيف هو شعوري بالسير في نفس الشوارع قبل مائة عام؟".

يوجه كورماك هذا الكتاب إلى جمهورين مختلفين تماماً، لم يستطع ترتيب أيهما أكثر أهمية بالنسبة له، وفقاً لحديثه أثناء الندوة التي أقيمت حول الكتاب بمقر الكتب خان في 11 سبتمبر الجاري، حيث قال لـ الشروق: "هذا الكتاب موجه للمصريين والإنجليز على حد سواء، واعتقد أنه مهم لكلاهما"، ولكنه أعرب أيضاً عن سعادة بالغة عندما تمت ترجمة الكتاب باللغة العربية، التي يعتز بها كثيراً، للمترجم المصري علاء الدين محمود، باحث متخصص في دراسات الأدب المقارن.

وهو نفس المعنى الذي صرح به في وقت سابق خلال حوار لـ الشروق: "بدلا من دراسة السياسة، أردت تأليف كتاب عن الثقافة المصرية، وهذه الثقافة قريبة من قلب الكثير من المصريين ولكن في الغرب لا يعرف الناس الكثير عنها، لذا أردت أن أظهر للناس مساهمة مصر في ثقافة العالم".

وقال كورماك أيضاً : "أقدم في هذا الكتاب تاريخاً مختلفاً من النسوية، حيث كانت نساء عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مثل روز اليوسف وبديعة مصبني ومنيرة المهدية وأم كلثوم والعديد من النساء الأخريات، نسويات بالفعل، أحدثن تغيير في المجتمع، أظهرن أن المرأة يمكن أن تكون مستقلة وناجحة ومبدعة في وقت كان العديد من الرجال ضد ذلك".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك