أنيس: العرض والطب والسماح بتمويل السلع غير الاستهلاكية وجني أرباح أدوات الدين وراء الارتفاع

توقع عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين، استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار خلال الفترة المقبلة فى حدود 5% وفقا لتصريحات مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في وقت سابق، نتيجة لزيادة الطلب على الدولار فى السوق المحلية مع سماح البنك المركزى للبنوك بفتح الاعتماد للسلع غير الاستراتيجية، بالإضافة إلى إغلاق المستثمرين الأجانب فى أدوات الدين الحكومية، المراكز المالية، وبالتالى شهدت العديد من عمليات التخارج لجني الأرباح بنهاية العام مما شكل طلبا إضافيا على الدولار.
وتوقع محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، استمرار ارتفاع الدولار خلال الفترة المقبلة ليغلق العام عند ما يتراوح بين 52 و53 جنيها، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء لارتفاع الدولار فى حدود 5%، وذلك نتيجة لضغط الطلب على الدولار فى الوقت الحالى مع سداد الالتزامات على الدولة، وفتح الاستيراد للسلع ومدخلات الانتاج، متوقعا استمرار الارتفاع خلال العام القادم أيضا لما يترواح بين 54 و55 جنيها.
من جانبه أرجع محمد أنيس الخبير الاقتصادي، أسباب ارتفاع الدولار لزيادة الطلب عليه فى السوق المحلية، مع سماح المركزى للبنوك بتمويل كافة الشحنات الاستيرادية غير الاستهلاكية، بالإضافه إلى قيام المستثمرين الأجانب فى أدوات الدين الحكومية (أذون السندات الخذانة) بإغلاق المراكز المالية، وبالتالى شهدت العديد من عمليات التخارج لجني الأرباح بنهاية العام مما شكل طلبا إضافيا على الدولار خلال الأسبوعين الحاليين قبل أجازة أعياد الميلاد، وذلك فضلا عن قوة وارتفاع الدولار عالميا مقابل سلة العملات الاجنبية بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
وأوضح أنيس، أن هذه الاسباب أدت إلى ارتفاع الدولار من مستوى الـ 48.5 التى كان عليها قبل فوز ترامب إلى المستويات الحالية عند 50.30 جنيه، متوقعا استمرار الدولار عند المستويات الحالية بنهاية العام الحالى، وخلال العام القادم أيضا خاصة أن السعر التوازني السليم للدولار يسجل نحو 48 جنيها حتى يناير 2025، مع وجود هامش حركة انخفاض أو ارتفاع بنسبة 5%.
من جانبها قالت سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر سابقا، إن الدلار ارتفع فى حدود ما يتراوح بين 2 و3%، ويشهد تذبذبا نتيجة لآليات العرض والطلب خاصة أن الفترة الحالية موسمية، حيث ارتفع الطلب عليه نتيجة لفتح الاعتمادات لاستيراد السلع والمواد الخام استعدادا لموسم شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى سداد بعض الالتزامات الواجبة على الدولة، فضلا عن التوترات الجوسياسية فى المنطقة.
وأرجع مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، ارتفاع الدولار إلى آليات العرض والطلب بما يتوافق مع مطالب صندوق النقد الدولي بمرونة سعر الصرف، بالإضافة إلى توقعات العقود الآجلة غير القابلة للتسليم تسعير الدولار عند 59 جنيها خلال عام 2025، متوقعا تداول سعر الصرف الدولار خلال الفترة القادمة ضمن الحدود الذي أشار إليها رئيس الوزراء بنسبة 5% صعودا أو هبوطا.
وقال مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في تصريحات الأسبوع الماضي، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تقلبات في حدود 5% خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الحكومة لن تكرر أخطاء الماضي، حين أدى تثبيت سعر الصرف إلى أزمات اقتصادية أجبرت البلاد على تعويم العملة وفقدانها 40% من قيمتها.
وكان البنك المركزي قد سمح في مارس الماضي بتحديد سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية وفقا لآليات العرض والطلب، ورفع أسعار الفائدة على الجنيه 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي، لتتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار بعد تطبيق سياسة سعر الصرف المرن، من 31 جنيها تقريبا للدولار إلى 50 جنيها، ثم عاود الارتفاع تدريجيا ليدور حول مستويات 46 و48 جنيها للدولار خلال الشهور الماضية.