تخوض المقاومة الفلسطينية أعنف الاشتباكات منذ الاجتياح البري خلال الـ48 ساعة الماضية بمحيط مربع المستشفيات غربي قطاع غزة، والذي يضم مستشفى الشفاء والرنتيسي والعيون والأطفال؛ وذلك مقابل تقدم بطيء من قوات الجيش الإسرائيلي التي تحاول دخول النطاق السكني من قطاع غزة لتجد مربع المستشفيات نقطة ضعف مناسبة.

وتستعرض جريدة "الشروق" تفاصيل سبب إصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي، على اقتحام مربع المستشفيات، وذلك وفقا لبيانات كل من فصائل المقاومة من جهة ووزارة الدفاع الإسرائيلية بالمقابل ومعلومات متداولة عبر وسائل الإعلام الفلسطينية عن مواقع الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال.

بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحه البري في قطاع غزة على 3 محاور بالشمال والشمال الغربي والجنوب الغربي وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، وكانت تلك المناطق أراض زراعية خالية من السكان يسهل على الدبابات التحرك داخلها لتحمي الجنود الإسرائيليين من مخاطر حرب العصابات.

بدأت المشكلة ببدء جيش الاحتلال الإسرائيلي، مرحلة تالية تهدف دخول عمق قطاع غزة في المناطق السكنية المكتظة بالبنايات التي يتعسر على الدبابات التحرك فيها لتترك الجنود عرضة للهجمات غير المتوقعة داخل البنايات.

حاول الجيش الإسرائيلي وفق بيان رسمي له التقدم نحو مخيم الشاطئ في 8 نوفمبر الماضي لدخول العمق السكني عبر شمالي غرب غزة ليخوض اشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة.

وأعلنت كتائب القسام وحدها عن تدمير 9 دبابات إسرائيلية وناقلتي جند وجرافة في يوم واحد على مشارف المخيم؛ ما يعني فشل القوة الإسرائيلية في اقتحامه.

حاولت قوة إسرائيلية أخرى في ما بعد دخول النطاق السكني عبر المحور الجنوبي في منطقتي الشيخ عجلين وحي تل الهوا وذلك وفقا لبيان للجيش الإسرائيلي وكان هدف العملية احتلال ميناء غزة.

ودارت اشتباكات عنيفة خلال 600 متر تقدمها الجيش عبر ذلك المحور وفقا للبيان الرسمي.

وأعلنت القسام إيقاع قوة مشاة إسرائيلية في كمين قاتل في حي الشيخ عجلين تبع ذلك النبأ عدة اشتباكات ثم تباطؤ في ذلك المحور.

يعيب المنطقتين السابقتين كأهداف للجيش الإسرائيلي بحسب المحلل العسكري اللواء فايز الدويري، أن المنطقتين مناطق مكتظة بالبنايات يسهل على المقاتلين التحصن فيهما وشن الهجمات الخاطفة.

وجد الاحتلال الإسرائيلي ضالته في مربع المستشفيات الذي يضم المستشفيات تحديدا وهي من الأهداف المدنية التي تؤوي النازحين ويصعب تواجد مقاتلين فيها تجنبا لتعرضها للقصف.

ومهد الجيش الاسرائيلي استهدافه لمربع المستشفيات بشكل إعلامي مع بث دعايا متكررة بوجود مقاتلين ومخازن أسلحة بمستشفى الشفاء.

وتجدر الإشارة لسهولة الوصول لمربع المستشفيات لوقوعه قرب الطريق الساحلي السريع حيث تستطيع الدبابات التحرك من المناطق الشمالية التي يتمركز بها جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث وقع الهجوم ليل الجمعة 10 نوفمبر عبر مناطق التوامان والكرامة وطريق الرشيد باتجاه مربع المستشفيات.

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عانى مقاومة شرسة وتعثر تقدمه باتجاه مستشفى الشفاء، إذ أفاد بيان إسرائيلي بالأمس ببلوغ القوات 300 متر بينها وبين المشفى ولم تصدر بيانات تقدم منذ ذلك الحين حيث تتواجد القوات شرقي المستشفى دون أن تحيطه بالكامل.