دخلة رمضان.. كيف استقبل أهالي دمياط الموسم في ظل الغلاء؟ - بوابة الشروق
الأحد 16 مارس 2025 3:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

دخلة رمضان.. كيف استقبل أهالي دمياط الموسم في ظل الغلاء؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
حلمي ياسين
نشر في: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 11:13 ص | آخر تحديث: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 11:13 ص

موسم المواسم، هي الفترة التي تسبق شهر رمضان المبارك حتى عيد الفطر من كل عام، تحمل تقاليد راسخة لا تتغير عند أهالي دمياط، عادات قاومت التطور العصري بكل مسمياته، لتبقي دليلا قاطعا على تماسك الأسرة المصرية، وفي القلب منها محافظة دمياط، ويمكن تلخيص هذه العادات والتقاليد في كلمة واحدة هي «الموسم» والذي يواجه هذا العام غلاء الأسعار بشكل كبير.

ويقول الكاتب والروائي فكري داود، ابن قرية السوالم بدمياط، إن الموسم، عادة قديمة جدا، متأصلة عند الشعب المصري، بدأت من الريف، وتتلخص بإرسال نصيب البنات من محصول الأرض، كموسم الأرز، ومن هنا جاءت التسمية «الموسم» نسبة إلي مواسم الزراعة، وستجدها في الصعيد، وفي النوبة، وأيضا في سيناء، وبالطبع في بحري، ولها عدة أهداف، منها إرساء التواصل بين البنت وعائلتها الجديدة، وإعطائها شعور بالعزة والفخر بأن لها عائلة وأهل لن يتخلوا عنها ولها حقوقها، أما الرسالة الأهم، فهي ما نأكل منه في البيت لا يمكن أن نأكله من غيرك.

وفي سؤال هل أثر ارتفاع الأسعار على ما يتم إرساله إلى بنات العائلات؟ قال داود، إن الريف لن يتأثر كثيرا بارتفاع الأسعار، لأن معظم منتجات «الموسم» متواجدة في القرية، من محاصيل زراعية، وطيور يتم تربيتها داخل الحظائر، ومواشي، وبالتالي معظم هذه المنتجات متواجدة، ولكن أهالي المدن هم الأكثر تأثرا بالأسعار، بداية من الأرز والخضروات واللحوم والطيور، ولكننا نتأثر في مواسم الحلويات، مثل مولد النبي، والأعياد، فمثلا كيلو المشبك الدمياطي سعره اليوم 85 جنيها، من 3 أعوام كان بـ35 جنيها، وقس على أسعار المشبك زيادة لكل أنواع الحلويات.

فيما يلخص الباحث في التراث الشعبي، محمد أبو قمر، العادات والتقاليد الخاصة بالموسم، في زيارة الأم أو الأب أو الأخ، إلى ابنتهم المتزوجة يحملون الأطعمة، إلي بنات العائلة المتزوجات، في عيد الفطر والأضحى، والمولد النبوي، وفي كل مناسبة يختلف فيها نوعية الطعام، ففي عيد الفطر يتصدر الكعك والبسكويت سلة «الموسم» يليه الترمس المملح في المنزل، والرنجة والفسيخ، وفي عيد الأضحى تتصدر اللحوم، بالإضافة إلى الأرز والفاكهة، وفي المولد النبوي، إرسال الحلويات بجميع أنواعها.

ويؤكد أبو قمر، أن هذه العادات في وقت ابتداعها لم تكن مكلفة على الإطلاق، لأنها كانت في متناول كل العائلات المصرية، وفي حدود إمكانياتها، ولكن الآن في عام 2024 تغيرت الأمور المادية وأصبحت هذه العادة تكلف كثيرا، وأصبحت مظهرية أكثر منها عادة لها أسس مجتمعية، وأخص هنا مواسم "المخطوبين" التي من الممكن أن تكون سببا رئيسيا في إفشال عدد كبير من الزيجات، بسبب الضغوط المادية التي لا يتحملها أحد الأطراف.

ويرى الدكتور وائل الصعيدي، معلم اللغة العربية في جامعة بكين، وابن قرية ميت أبو غالب بدمياط، أنه مهما زادت الأسعار لن تتأخر الأسر في تقديم كل مستلزمات «الموسم» فهناك حسابات أخرى، وأشياء يتم الاستغناء عنها في مقابل إرسال الموسم، وهذا لا يمنع أن هناك أسر لم تستطع تقديم الكمية التي تقدمها كل عام لبناتها، فاستعاضت بدفع نقود بدلا من الغذاء.

وفي الصين -بحسب الصعيدي- هناك عادة مشابهة لعادة «الموسم» فالصينيون يهتمون في الأعياد بأن يدفعوا أبناءهم لأكل الطعام بشكل كبير، بل يصورونهم وهم يأكلون بافتخار شديد ولافت للنظر، وذلك تعويضا لفترات سابقة، كانت الحالة الاقتصادية للصين سيئة، أيضا في مصر اهتمام كبير بالعائلة وضمان استقرارها، فهناك عائلات ترسل بدلا من مأكولات الموسم نقودا لبناتهم ولأحفادهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك