الحريف.. جيل يسلم جيلا في كرة قدم الدورات الرمضانية بدمياط - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحريف.. جيل يسلم جيلا في كرة قدم الدورات الرمضانية بدمياط

حلمي ياسين
نشر في: الخميس 14 مارس 2024 - 2:58 م | آخر تحديث: الخميس 14 مارس 2024 - 2:58 م

ألهمت الدورات الرمضانية لكرة القدم، صناع السينما المصرية لإنتاج فيلم الحريف الذي أدى بطولته الفنان عادل إمام، وكتب السيناريو بشير الديك، ابن محافظة دمياط، وتأليف وإخراج محمد خان، الذي أخرجه عام 1983 ميلادية، وبعيدا عن قصة الفيلم والبطل المأزوم وعلاقاته، فهذه الدورات قدمت أجيالا كروية ولاعبين وصفوا بـ«الحرفنة» وذاع صيتهم في مدنهم وقراهم.

ورغم ما أفرزته هذه الدورات التي تقام في كل ربوع مصر، من مواهب يقدمون المتعة الكروية للجمهور، فإنهم بعيدون تماما عن فكرة اللعب في أندية مدنهم الكبيرة والعريقة، ولكنهم يقدمون المتعة الحقيقية لجماهير لا تحضر مباريات كرة القدم، وتهتم بمشاهدتها، وجاء «الحريفة» لينتزعوا الآهات والإعجاب من جمهور يعشقهم ويشاهدهم مجانا، في المكان والزمان المناسبين له، وهما وقت فراغه وفي العطلات.

وتنظم معظم أحياء دمياط، دورات كرة القدم في شهر رمضان، تبدأ من أول أيام رمضان وتنتهي في وقفة عيد الفطر المبارك، وهو مايعرف بـ "الدورات الرمضانية".

وتختلف مواعيد لعب هذه المباريات من مكان لآخر، ففي مدينة دمياط يتم اللعب قبل الإفطار، بعد صلاة العصر، ولها جمهور كبير يحضر هذه المباريات، للاستمتاع باللعب، واكتشاف المواهب التي لم تنقطع أبدا، ومشاهدة «حريفة» دمياط، ومعظم هذه الدورات تلعب الكرة الخماسية، على ملاعب أسفلتية في شوارع واسعة لا يقل عرض الشارع عن 10 أمتار، أو تتم في بعض المدارس.

ويقول حسن الألفي، منظم دورات رمضانية، إن أشهر دورات مدينة دمياط، هي دورة حي الأعصر، ودورة مدرسة الشيخ الخضري، ودورة مدرسة النصر، ودورة حي صلاح الدين، ودورة الشبان المسلمين، وكل هذه الدورات تقام على ملاعب أسفلتية وتنظم نهارا، ومعظم جمهورها ولاعبيها من عمال ورش الأثاث، الذين يتابعون هذه الدورات قبل الإفطار.

أما الفئة الثانية من هذه الدورات، فهي التي يتم تنظيمها على ملاعب النجيل الصناعي، ومعظم هذه الملاعب تقع في كل مناطق محافظة دمياط، ريفا وحضرا، مثل قرية شط جريبة والسيالة والسنانية، والشعراء، والبصايلة، والجواهرة، وشطا، وعزبة الصعيدي، وكفر البطيخ، وعلى طريق رأس البر دمياط، وفارسكور والزرقا وكفر سعد ، ودمياط الجديدة، وذلك لوجود مساحات أراضي واسعة.

رضا الجوادي، أحد الـ «الحريفة» كرة القدم، 45 سنة يصف ملاعب النجيل الصناعي الجديدة بأنها خطرة من ناحية الإصابات للاعبين، «فالنجيل الصناعي أخطر من الأسفلت، بل بالعكس الأسفلت الذي تربينا عليه أحن من النجيل الصناعي»، -بحسب قوله- مؤكدا أن هذه الملاعب أنهت حياة بعض اللاعبين الكروية، فالدقشوم والتربة الزلطية التي يتم وضع النجيلة عليه، مع "حذاء الكلبظات" يصنعون خطورة على اللاعب، بحسب قوله.

ويضيف «الجوادي» أن كل فريق له الحق في تسجيل 8 لاعبين، ويدفع 1000 جنيه، وزاد المبلغ هذا العام للضعف، وكل فريق أراد أن يضيف لاعبا بعد بدء الدورة بديلا للاعب، يدفع 5 جنيهات، وكل لاعب يحصل على إنذار يدفع فريقه 50 جنيها، وذلك للحفاظ على اللاعبين وتخفيف الخشونة، أما الجوائز فهي عبارة عن 10 أجهزة تليفزيونية حديثة، لكل لاعب تليفزيون وللمدرب والإداري.

أيضا كل فريق لا يلعب في دورة واحدة، بل من الممكن أن يشارك في 5 دورات في شهر رمضان، أما الأجمل هو تنسيق المواعيد بين هذه الدورات، والدورة تتكون من 16 فريقا أو 32 وهناك إعلانات على جانب هذه الملاعب تدعم الدورة.

أما بالنسبة لأسماء الفرق، فمعظمها بأسماء اللاعبين الكبار المعروفين في الحارات، مثل نعيم إبراهيم، والدهشان، وشريف الجندي، وصابر المطري، علاء خليفة، وأحمد خليفة، ورضا الجوادي، وأيمن الجوادي، وهذه الفرق هي التي تسيطر على حصد الدورات، أو بأسماء الحارات، مثل فرقة عزبة اللحم أو حارة البركة، أو صلاح الدين، أو الأعصر.

وتابع محمد الدهشان: «بالنسبة للأجيال فنحن نسلم جيلا إلى جيل، فأبي حكى لي أنه شاهد السنجق أشهر لاعب كرة شراب في مصر، وكان من بورسعيد، ولعب في دمياط في فترة الستينات، وكان قبلنا لاعبين كبار، توقفوا عن اللعب، ومنهم من توفي، مثل محمد أبو سمرة، وماهر المصري، وأحمد عبلة رحمة الله عليهم جميعا، وهؤلاء شاهدونا وشجعونا».

وتابع: «ونحن كلاعبين وصلنا إلى هذا السن، نلعب من بداية دور الثمانية، فبعض فرق الشباب تطلبنا للعب معها في النهائيات، للخبرة وللعب في وسط الملعب، ولكن وللحق هناك لاعبين صغار في السن يلعبون بشكل جيد، ويواصلون مسيرة "الحريفة"».

وهناك دورات محدودة تتم بعد العيدين "الفطر والأضحى" فمعروف أن إجازة ورش أثاث دمياط تمتد لمدة أسبوعين بعد كل عيد، وهنا يتم تنظيم دورات قصيرة لمدة أسبوعين، وهذه الدورات تكون أكثر مشاهدة لأن الجميع في إجازة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك