هل تخشى إسرائيل وجود فلسطين؟ في كتاب جديد لناشط حقوقي فلسطيني - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تخشى إسرائيل وجود فلسطين؟ في كتاب جديد لناشط حقوقي فلسطيني

منى غنيم
نشر في: الجمعة 14 يونيو 2024 - 5:51 م | آخر تحديث: الجمعة 14 يونيو 2024 - 6:18 م

الكتاب يتناول محطات النزاع التاريخي بين إسرائيل وفلسطين

صدر حديثًا للمحامي الفلسطيني والناشط في مجال حقوق الإنسان، رجا شحادة ، كتاب بعنوان «ما الذي تخشاه إسرائيل من فلسطين» صادر عن دار نشر "بروفايل بوكس" تناول من خلاله محطات النزاع التاريخي بين إسرائيل وفلسطين التي اختتمت بالهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، وهو مقسم إلى فصلين: الأول يستكشف تفاصيل الأحداث الرئيسية منذ عام 1948 وحتى الآن، والثاني يركز على أحداث الأشهر الستة الماضية.

وفي البداية، استشهد "شحادة" بموقف من التاريخ يعبر عن المنظور الحقيقي للشعب الإسرائيلي في رؤية الفلسطينيين، فقال إنه في في يوم 24 مارس من العام 2016، وصل الرقيب الإسرائيلي إيلور عزاريا، البالغ من العمر حينها 18 عامًا وهو عضو في الهيئة الطبية التابعة للجيش الإسرائيلي، إلى مكان حادث لإطلاق النار على شاب فلسطيني في مدينة الخليل بالضفة الغربية ، وكان الشاب - البالغ من العمر حينها 21 عامًا و يُدعى عبد الفتاح الشريف - ملقى على الأرض وقد تم إطلاق النار عليه بعد محاولته طعن جندي إسرائيلي، ولم يقدم "عزاريا" الإسعافات الأولية للشاب الفلسطيني، بل أطلق النار على رأسه على الفور.

وأثار قرار الجيش الإسرائيلي بعدها بمحاكمة "عزاريا" غضبًا وطنيًا هائلًا في إسرائيل، وتم الاحتفاء به على الجانب الأيمن باعتباره "بطلا شعبيا"، وأفادت التقارير حينها أن "60٪ من الشباب في إسرائيل رأوا أنه فعل الشيء الصحيح بقتل الفلسطيني، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصل بعائلته شخصيًا للتعبير عن دعمه فيما اقترف.

وتتبع الكاتب - الحائز على جائزة "أورويل" للكتابة السياسية - عبر صفحات الكتاب بعض العوامل المؤثرة على المجتمع الإسرائيلي الذي أشاد بتصرفات "عزاريا" في الماضي وتقبل الدمار الذي لحق بغزة بصدر رحب، وتناول أيضًا تفاصيل فشل اتفاقيات أوسلو؛ وتشديد احتلال الأراضي الفلسطينية - وهو احتلال “دائم” بكل الأدلة حسب قوله - وزيادة الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي والتي في الواقع تتداوى بوجود عدو خارجي مشترك لها ألا وهو الشعب الفلسطيني؛ والهيمنة المتزايدة للعناصر اليمينية المتطرفة داخل إسرائيل.

ورصد الكتاب أيضًا حالة الفشل المتزايد في التعاطف مع الشعب الفلسطيني؛ فوفقا لـ "شحادة" 90% من العرب في إسرائيل يتحدثون العبرية، ولكن أقل من 10% من الإسرائيليين اليهود يتحدثون العربية ــ وهو ما يؤثر أيضًا، في تحليله، على الشباب الإسرائيليين مثل "عزاريا": إذ كيف نفسر ذلك على المستوى الإنساني؟ هذا التجريد التام من الإنسانية في رؤية الجانب الإسرائيلي فلسطينيًا جريحًا لا يشكل أي خطر ومع ذلك يتم إطلاق النار عليه بدم بارد؟

وأوضح "شحادة" أنه صُدم من الحرب الأخيرة خاصة حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت ، منذ البداية أنه "لن تكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، وسيتم إغلاق جميع منافذ الحياة في وجه الشعب الفلسطيني"، وتباهى "نتنياهو" بأنه "سيحول غزة إلى جزيرة مهجورة".

وقال "شحادة": “لقد اعتقدت أن القادة السياسيين لا يتحدثون بمثل هذه التبجح ولكن مع استمرار وتيرة الحرب رأيت أنهم كانوا يقصدون كل كلمة قالوها، ولا يهتمون بالمدنيين الفلسطينيين على الإطلاق، بما في ذلك الأطفال"، وأضاف أن جميع سكان غزة مذنبين في نظرهم وكذلك في نظر معظم الإسرائيليين.

واقتبس تقريراً لليونيسف يقول إن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يتناولون حاليًا حصات غذائية شحيحة مرتين أو أقل يوميًا (المعروف باسم "الفقر الغذائي الشديد" أو المجاعة)، وأن 70% يعانون من الإسهال خلال فترة أسبوعين، كما تم طرد 85% من سكان غزة من منازلهم، وتم تدمير 70% من المرافق المدنية.

و أشادت صحيفة الجارديان البريطانية بالكتاب الجديد كونه حلل المجتمع الإسرائيلي من وجهة نظر فلسطينية، وكونه روى القصة الفلسطينية الحقيقية المليئة بالمفقودين، سواء الموتى أو اللاجئين الذين شُرِّدوا عن منازلهم، وقال "شحادة "إن الخسائر البشرية والمادية المرتفعة للغاية للحرب في غزة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن ما تخشاه إسرائيل من فلسطين هو وجود فلسطين ذاته.

وقد أعرب عن أسفه لأن القصة الفلسطينية لم تُسمع بعد منذ عن إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، وقال: "على الرغم من كل محاولاتنا للكتابة عن الوضع، يبدو أننا - نحن الفلسطينيين - لم نحدث أي تغيير في الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون إلى هذه الأحداث"، وأضاف أن هذا يشمل كتابه أيضًا فهو لا يعرف إن كان هناك جدوى حقيقية من كتابة هذا الكتاب أو جود تأثير له على العالم الخارجي.

ومع ذلك، واصل "شحادة" بحثه عن إجابة للسؤال الذي طرحه حول إيلور عزاريا: “من سيساعد هذا الجندي الشاب على استعادة إنسانيته المفقودة؟” وقدم تحليله البحثي عبر الكتاب رؤى للقراء الجدد حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ممن يرغبون في معرفة الجذور التاريخية وتطورات الأحداث حتى الوضع الراهن.

وفي الختام، قال "شحادة" أنه يدرك جيدًا إن السلام يتطلب ضغوطات حقيقية من الخارج، ولكنه يأمل في تحقيق السلام من الداخل أيضًا؛ من منطلق فترة الثورات الكبرى والربيع العربي التي أحدثت تغييرًا جذريًا في المنطقة لم يكن ليتوقعه أحد، وأضاف أنه يتمنى أن تنتهي هذه الحرب الشعواء، ليس بوقف إطلاق النار أو الهدنة، كما هو الحال في الحروب الأخرى مع حماس، ولكن بحل شامل للصراع المستمر منذ قرن من الزمان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك