بين شوق واغتراب.. البرغوثي ورضوى عاشور قصة حب صامدة عبر الزمان - بوابة الشروق
الجمعة 18 أكتوبر 2024 6:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين شوق واغتراب.. البرغوثي ورضوى عاشور قصة حب صامدة عبر الزمان

سارة النواوي:
نشر في: الإثنين 15 فبراير 2021 - 6:27 م | آخر تحديث: الإثنين 15 فبراير 2021 - 6:27 م

غيب الموت الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي، أمس الأحد، عن عمر ناهز الـ77 عاما، حيث رحل في يوم عيد الحب تحديدا، بعد أن خلف لنا ذكرى خالدة، نسجها عبر سنوات عديدة مع معشوقته وزوجته ورفيقة دربه، الروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور.

- البداية على سلم الجامعة
بدأ اللقاء بين مريد البرغوثي ورضوى عاشور، على سلم جامعة القاهرة، بعدما استطاع الشاعر الفلسطيني أن يخترق قلبها، وتسللت نبرات صوت هادئة ناعمة تحمل بين ثناياها الحب والولع، حتى وجدت طريقها سريعا إلى قلبها وعقلها، لتلتفت الأديبة المصرية وتبصر من يأسر قلبها بعد وقت ليس بالكثير، وفقا لما جاء بكتاب "اللا مكترث".

استطاعت تلك النظرات التي لم تتعد الدقائق أن تنسج لنا قصة حب فريدة من نوعها، دامت أكثر من 50 عاما، ولم يحول بينهما شيء سوى الموت.

كانت أول ذكرى للقاء بينهما عالقة بذهن رضوى عاشور ودائما ما كانت تراودها وترويها، حيث تقول إن أول لقاء بينهما كان على سلم الجامعة حينما سمعت مريد وهو يلقي الشعر بين أصدقائه، ليخترق بأحرفه المميزة قلبها، حتى أنها في ذلك الوقت كانت تكتب الشعر ولكنها تركته بعدما سمعته، لأن الشعر أحق بأهله، حسب قولها.

بين رضوى ومريد قصة حب باقية رغم وقوع الفراق والرحيل، فقد قالت عنه يومًا: "غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال 30 عامًا، أن يمضي الزمن، وتمرّ السنوات، وتتبدل المشاهد، وتبقى صورته كما قرَّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى".

وهو قال لها: "أنتِ جميلة كوطن محرر وأنا متعب كوطن محتل"، وتستمر هذه القصة التي أنتجت لنا الكثير من العبر، والكلمات حتى بعد رحيل رضوى عن دنيانا في عام 2014، فما زال مريد البرغوثي يحيى ذكرى حبه لزوجته الراحلة رضوى عاشور في قصائده، ورسائله التي دائمًا ما يحرص على إرسالها لها.

- في حب رضوى
"رضوى" هي قصيدة حب كتبها مريد في حب الأديبة المصرية، نشرت في أوائل السبعينيات على 3 أجزاء، وكتبت لطيفة الزيات في ذلك الوقت المقدمة للقصيدة بعدما انبهرت بها "إننا قرأنا في الشعر القديم قصائد غزل لكننا لم نقرأ قصائد حب"، ليعلق البرغوثي قائلا "الناس تظن أن الكلام المعسول يساوي شاعر حب.. الكلام الحلو لوحدوا مايعملش حاجة".

- العقبات لم تكن عائقا لهما
بالرغم من قصة حب مريد ورضوى، إلا أن هناك الكثير من العقبات التي كانت تقف لهما بالمرصاد؛ ففي البداية رفض أهل الأديبة المصرية زواجها من مريد بشكل قاطع، ولكن والدها لم يلبث أن التقى بالشاب الفلسطيني حتى سقطت كل الاعتراضات أرضا، بعدما أيقن كل ذاك الحب والمسؤولية التي يحملها مريد لابنته الصغيرة، وفقا لما ذكر بكتاب "أقاصيص عشق، للكاتب محمد رفعت دسوقي".

لم تكن قصة حب مريد ورضوى كغيرها من القصص التقليدية، وإنما بحبها لمريد اتسع قلب رضوى ليحتوي العالم ويضم قضيته التي باتت جزءا من قوامها، وأصبح قلبها بمثابة وطن له بعد الشتات، فقد قال عنها مريد: "أصبحنا عائلة.. ضحكتها صارت بيتي".

- رغم الصعوبات.. علاقتهما لم تتزعزع
مرت علاقة رضوى مع مريد بالعديد من الصعوبات، ربما كان أشدها حينما أبعد البرغوثي عن مصر أثناء حكم الرئيس الراحل السادات، بسبب اعتراضه على زيارة السادات إلى إسرائيل، وبالرغم من أنه ظل خارج البلاد 17 عاما وهو ما أصاب الأسرة بشتات كبير، غير أن رضوى لم تكن لتيأس وظلت متمسكة برباطة جأشها لأجله.

"عودي يا ضحكاتها عودي"، هكذا كان يقول مريد حينما كان المرض يخطف ضحكات رضوى، بعدما أصيبت بورم في الدماغ، ولم تلبث أن تخرج من غرفة العمليات حتى تدخلها مرة أخرى، لينتصر عليها المرض في نهاية الأمر وترحل الأديبة المصرية في عام 2014.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك