الجد بطل الصراع الأساسي مع الأمهات.. ولابد من تغيير فلسفة قوانين الأسرة
أوضحت رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان، أن قانون الولاية على المال لا يرتبط بقانون الأحوال الشخصية الحالي، مؤكدة أن تعديلات قانون الأحوال الشخصية لابد أن يصاحبها تغييرات في فلسفة القوانين المرتبطة بالأسرة.
وقال أبو القمصان، في تصريحات خاصة لـ"الشروق": "كنا نتحدث مع وزارة العدل، وأرسلنا للجنة المعنية بوضع مشروع القانون تصور شامل لقانون الأحوال الشخصية والوصاية، وكلاهما مفترض فلسفتهما واحدة تنطلق من التعامل مع الأسرة كوحدة واحدة لا يدخل طرف خارجي طالما طرفي الأسرة موجودين"، مضيفة: "لا نلجأ لجد أو عم او خال".
وكان مسلسل "تحت الوصاية"، من بطولة الفنانة منى زكي، آثار جدلا بعد عرض معاناة الأطفال عقب وفاة الأب وانتقال الولاية للجد دون الأم.
وتتبنى "أبو القمصان"، رؤية داعمة للمساواة بين الأب والأم، مطالبة بتعديل قانون الولاية على المال لتصبح مسئولية مشتركة بين الأم والأب في حالة وجوده، وتنتقل للأم حال وفاة الأب.
وشددت على أن قانون الولاية على المال لا يتعامل مع حالات فقد الأب فقط، ولكنه يؤسس قواعد الولاية على أموال الطفل بصفة عامة.
وفي حال انفصال الأم والأب، تقترح رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، أن تكون الولاية للطرف الحاضن: "لا نعالج قانون الولاية وحده الفلسفة الحاكمة للقانون شايفة الأسرة إزاي؟.. لابد أن تكون وحدة واحدة".
وأكدت أن قانون الولاية، على المال الذي يعود لأوائل الخمسينيات من القرن الماضي لا يقوم على سند فقهي في الشريعة الإسلامية، وربطته بالسياق الاجتماعي الذي صدر فيه القانون: "الستات ما بتصوتش في الانتخابات وكام واحدة بس اللي دخلت الجامعة".
وتستشهد أبو القمصان بتجربة السعودية: "عدلوا القانون في ٢٠١٩ وأصبح رب الأسرة الأب والأم، في قانون الأحوال المدنية بمرسوم رسمي، وفي حال النزاع اللي معاه الحضانة يتولى المسئولية عن الأطفال".
وأضافت "في الدول المتقدمة فيه حضانة مشتركة؛ لأن فلسفة القانون أن الأسرة وحدة واحدة لكن لازم معاه نظام حماية قوي للأسرة ومراجعة الأطفال ومتابعتهم".
وتعود أبو القمصان للوضع الحالي في مصر: "الولاية على المال للأب ثم الجد، تنتقل للأم فقط حال تنازل الجد".
وأوضحت: "العم دوره ضعيف، لكن في حالة تنازل الجد تحصل الأم على الولاية، لو العم دخل على الخط لابد أن يثبت فساد الأم، لكن بطل الصراع الأساسي مع الأمهات الجد".