وطنيات ثورة 1919 (16): «قوم يا مصري مصر دايما بتناديك».. أيقونة الثورة التي لخصت كل معانيها - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:48 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (16): «قوم يا مصري مصر دايما بتناديك».. أيقونة الثورة التي لخصت كل معانيها

حسام شورى:
نشر في: السبت 16 مارس 2019 - 2:57 م | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 2:57 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.

••••••••••••


قبل سيد درويش لم يكن هناك نشيد قومي متداول بين أفراد الشعب، وقد ولد أول نشيد مع تلحينه لـ«قوم يا مصري» في رواية «قولوله» من كلمات بديع خيري في عام 1919.

من منا لم يذكر هذا النداء الذي عبر لأزمان طويلة ليخترق حس كل وطني ينتمي لمصر، بعد أن لحنه «فنان الشعب» قبل 100 عام في ذروة أحداث ثورة 1919 ليلهب حماس المصريين للمطالبة بحقوقهم وحرياتهم.

ومسرحية «قولولو» قدمتها فرقة الفنان الكبير نجيب الريحاني، وكان من المفترض أن يتم عرضها في شهر مارس، إلا أن اندلاع أحداث الثورة في ذلك الحين أدى لتأجيل العرض إلى شهر مايو، وهي المسرحية التي قال عنها الريحاني في مذكراته المجهولة إنها «آخر مسرحية استعراضية قدمها».

وعبر الثنائي سيد درويش وبديع خيري عن هذه اللحظة المهمة في عمر الوطن، داعيًا الجماهير للنهضة والمشاركة: «قوم يا مصري مصر دايما بتناديك..خد بنصرى نصرى دين واجب عليك».
وتشير الكلمات إلى نفي زعيم الأمة سعد زغلول بـ«يوم ما سعدى راح هدر قدام عينيك»، وتحمل الأغنية كثير من هذه المعاني المبطنة والمقصود بها سعد مثل «نيلها جى السعد منه» و«يوم مبارك تم لك فيه السعود».

فكانت المقاومة من خلال الكلمات الوطنية في هذه الفترة، والتي غالبا ما تكون لبديع خيري أو ليونس القاضي، تتلاعب بالألفاظ حتى لا تقع تحت سطوة الأحكام العسكرية بعد أن قررت السلطات البريطانية بسجن وجلد كل من يتلفظ باسم سعد باشا، مثل « يابلح زغلول» و«زغلول وقلبى مال إليه».

وتستمر كلمات الأغنية في استفزاز جموع الشعب بتذكيره بجدودهم وأمجادهم السابقة لاستنهاض يقظتهم التي تفسد على المحتل مخططه :
عد لى مجدى اللى ضيعته أيديك
شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عضمة بتستجار
صون أثارك ياللى دنست الآثار
دول فاتولك مجد و أنت فوت عار
وتأخذ الكلمات منحى أكثر عاطفية وتعبر عنها الألحان:
شوفت أى بلاد يا مصرى فى الجمال
تيجى زى بلادك اللى ترابها مال
نيلها جى السعد منه حلال زلال
كل حى يفوز برزقه عيشته عال
يوم مبارك تم لك فيه السعود
حب جارك قبل ما تحب الوجود
ويعبر بديع خيري هنا عن الوحدة الوطنية محذرا من الفتنة:
ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود
دى العبارة نسل واحد مـ الجدود
يعود ليستنهض همة المصري:
ليه يا مصرى كل أحوالك عجب
تشكى فقرك و أنت ماشى فوق دهب
مصر جنة طول ما فيها أنت يا نيل
عمر ابنك لم يعيش أبدا ذليل

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك