يعرض المتحف المصري بالتحرير، مجموعة من البرطمانان الكانوبيك مع سدادة برأس بشرية، حيث تعد البرطمانات القانوبية أحد أهم الأدوات المستخدمة في طقوس التحنيط في مصر القديمة.
وبحسب بيان المتحف، كانت تُستخدم البرطمانات القانوبية لحفظ أحشاء المتوفي استعدادًا للحياة الآخرة، ومن بين أبرز هذه البرطمانات، ذلك الطراز الفريد الذي تميز بسدادات برؤوس بشرية، وهو ما يميز القطع الأثرية المكتشفة من الفترة المتوسطة الأولى.
وأكد المتحف، أنه في العصور المبكرة، وتحديدًا في المملكة القديمة، كانت البرطمانات القانوبية تُصنع بغطاء مستدير بسيط، لكن مع تطور الطقوس الدينية والفنية، بدأت تظهر السدادات المنحوتة على هيئة رؤوس بشرية، والتي كانت تمثل أبناء الإله حورس.
وأكمل، وقد ظل هذا النمط سائدًا حتى المملكة الحديثة، وتحديدًا حتى الأسرة التاسعة عشرة، حيث تحول النمط السائد إلى استخدام رؤوس حيوانية بدلًا من البشرية.
وأشار إلى أن البرطمانات المعروضة تعدى إحدى أبرز الاكتشافات الأثرية التي تسلط الضوء على هذا التطور الفني، وهما برطمانان قانوبية يعودان إلى الأسرة الثانية عشرة في المملكة الوسطى، وتم العثور عليهما في مجمع هرم سنوسرت الثالث في دهشور.
هذان البرطمانان المصنوعان من المرمر، واللذان تم التنقيب عنهما بواسطة عالم الآثار جيه، دي مورغان عام 1894، يشكلان نموذجًا مميزًا لفن النحت المصري القديم، وهما الآن جزء من المقتنيات الأثرية المسجلة تحت الأرقام CG. 4025 و4026.
تمثل هذه البرطمانات دليلًا مهمًا على تطور الفنون والطقوس الدينية في مصر القديمة، وتبرز المهارة الفائقة للحرفيين المصريين في نحت الأحجار الصلبة بدقة متناهية، مما يجعلها من الكنوز الأثرية الفريدة التي تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة.