أثار قرار محافظ الأقصر برفع أجرة سيارات السيرفيس على خط الكرنك إلى 4 جنيهات بدلا من 3 جنيهات حالة من الاستياء بين المواطنين، الذين رأوا أن القرار جاء ليضاعف معاناتهم اليومية دون حل فعلي لمشكلة عزوف السائقين عن إكمال خط السير إلى الكرنك.

أزمة قديمة ومحاولات للحل

جاء القرار في محاولة لمعالجة مشكلة إحجام السائقين عن إكمال خط سيرهم إلى منطقة الكرنك، حيث يعتقدون أن الرحلة إلى هناك تتسبب في خسائر لهم نظرًا لاستهلاك البنزين والزيت بشكل أكبر. ومع ذلك، يرى المواطنون أن القرار لم يحل المشكلة، بل زاد من معاناتهم المالية

معاناة يومية وعدم التزام السائقين بالخط

رغم القرار الجديد، ما زال العديد من السائقين لا يلتزمون بخط السير المحدد، وأشار مواطنون إلى أن بعض السيارات ترفض التوجه إلى الكرنك تمامًا، ما يضطر الركاب إلى ركوب سيارتين للوصول إلى وجهتهم النهائية، وهو ما يزيد من التكلفة عليهم.

وقال عبد الحميد نجدي، أحد المواطنين في المنطقة، إنه رأى خلال الفترة الماضية أكثر من سيارة تحمل لافتة خط سير الكرنك مدون عليها الأجرة الجديدة، لكنها لم تقف لنقل الركاب؛ ومن المفترض أن تتدخل لجنة من المرور لتنظيم حركة السير والالتزام بالتعريفة.

وأضاف نجدي لـ"الشروق" أن السائقين لا ينقلون الركاب إلى الكرنك من المواقف الرسمية، بل يفضلون نقلهم من موقع محطة السكة الحديد، ما يعني أن الراكب يدفع 3 جنيهات من الموقف إلى المحطة ثم 4 جنيهات من المحطة إلى الكرنك، أي 7 جنيهات في المجموع، واصفا الأمر بأنه استغلال واضح.

الطلاب وأولياء الأمور في أزمة

الزيادة الجديدة في الأجرة أثقلت كاهل الأسر، خصوصًا من لديهم أبناء في المدارس أو الجامعات، حيث يرى رجب عبد الكريم أحد أولياء الأمور أن قرار المحافظ خاطئ تمامًا لأن من لديه أبناء في المدارس يحتاج إلى ميزانية إضافية فقط للمواصلات، فكيف يتم رفع الأجرة بهذه السرعة؟.

وأعرب عبد الكريم، عبر "الشروق" عن استيائه قائلا: "الطلاب الذين يذهبون لمراكز الدروس الخصوصية لن يتحملوا هذه الأجرة الجديدة، هل يعقل أن أدفع 4 جنيهات لمسافة قريبة؟!".

مطالب بحلول بديلة

وطالب عدد من المواطنين بإيجاد حلول بديلة، مثل تشغيل شركة نقل جماعي تضمن وصول السيارات إلى الكرنك دون تلاعب، وأيضًا تشديد الرقابة على التزام السائقين بالخطوط المحددة.

وأشارت ابتهال عبد الكريم إلى أنه رغم الزيادة، لا تزال الأزمة قائمة، حيث يرفض بعض السائقين استكمال الرحلات بعد أوقات معينة من اليوم، بالتحديد بعد الساعة الثامنة مساءً، لا توجد سيارات تذهب للكرنك مباشرة فمعظم السائقين يصرون على إنزال الركاب عند مزلقان السكة الحديد أو كوبري أبو الجود، ما يدفعهم لركوب سيارة ثانية ودفع أجرة إضافية، لذلك يتمثل الحل في رقابة صارمة أو تشغيل نقل جماعي منظم.

واستطردت عبد الكريم، لـ"الشروق" أنه في ظل هذه الأزمة، يناشد المواطنون الجهات المسئولة، وعلى رأسها إدارة المرور ومحافظ الأقصر، بالتدخل السريع لضمان التزام السائقين بالخطوط الرسمية، وعدم استغلال الركاب بالزيادات غير المبررة، مع توفير بدائل مريحة ومنظمة تقلل من الأعباء اليومية عن المواطنين.

وأكدت عبد الكريم، أن أزمة المواصلات في الأقصر، وخاصة في منطقة الكرنك، بحاجة إلى حلول جذرية توازن بين مصالح السائقين وحقوق المواطنين، حيث يأمل الأهالي في تدخل سريع من الجهات المعنية لضبط التعريفة ومنع استغلال الركاب، فضلًا عن التفكير في بدائل أكثر استدامة مثل النقل الجماعي المنظم.