مقتل زعيم التشكيل العصابي "محمد محسوب" واثنين من أعوانه
إصابة ضابط خلال المواجهات بعد استمرار تبادل إطلاق النار لثلاثة أيام
الداخلية تدفع بتعزيزات أمنية كبرى وتفرض حصارا مشددا على القرية وتغلق جميع المداخل والمخارج
استغلال الطبيعة الجغرافية للقرية أعاق عمليات القبض على المتهمين منذ 2011
تمكنت الحملة الأمنية بمديرية أمن أسيوط من القضاء على البؤرة الإجرامية بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم، والمكونة من المسجل خطر محمد محسوب و6 من أعوانه، من بينهم شقيقه ونجله، كما أسفرت العملية عن إصابة ضابط في قدمه.
وقامت قوات الأمن بمداهمة منازله الثلاثة عقب اشتباكات استمرت 3 أيام، بداية من السبت الماضي، حيث قامت بهدم المنازل الثلاثة والأسوار الخرسانية التي كان المتهمون متحصنين بها.
وقال مصدر أمني لـ"الشروق"، إن قوات الأمن، برئاسة اللواء وائل نصار، مدير الأمن، واللواء محمد عزت، مدير المباحث، والعميد مصطفى حسن، رئيس مباحث المديرية، و28 تشكيلًا من قوات الأمن المركزي، تمكنت من القضاء على البؤرة، مع ضمان خروج النساء والأطفال بشكل آمن.
وكانت قرية العفادرة، التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، قد شهدت منذ أمس الأول اشتباكات عنيفة بين الشرطة والخارجين عن القانون، المطلوبين في قضايا عديدة، من بينهم محسوب وأعوانه، وذلك منذ صباح أمس السبت وحتى اليوم الاثنين، مما حول القرية إلى ساحة حرب، وأدى إلى تعطل المدارس والمصالح الحكومية.
وأضاف المصدر أن اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، قام بإخطار اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بخطورة استمرار العناصر الإجرامية المتورطة في تجارة المخدرات والأسلحة، واستحداث خصومات مع أهالي القرية، فقرر وزير الداخلية توجيه قوة أمنية من المباحث والأمن المركزي والأمن العام، ضمت اللواء مساعد أول وزير الداخلية للأمن المركزي، واللواء وائل نصار، مدير الأمن، واللواء عصام غانم، وكيل مباحث الوزارة، واللواء محمد عزت، مدير المباحث الجنائية، والعميد شريف أبو النجار، رئيس فرع الأمن العام، والعميد مصطفى حسن، رئيس مباحث المديرية، والعقيد محمود بدوي، رئيس فرع الشرق، وأكثر من 600 ضابط ومجند من الأمن العام والمركزي وقوات مكافحة الشغب.
وأوضح المصدر أن قوات الشرطة قامت بمحاصرة القرية وإغلاق جميع المداخل والمخارج، مع نشر القوات بين الزراعات وأشجار الفواكه التي تتميز بها القرية لطبيعتها الجغرافية. كما أشار إلى أن تبادل إطلاق الأعيرة النارية بين الشرطة والمطلوبين بدأ منذ صباح أمس السبت وما زال مستمرًا حتى ظهر اليوم، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم نجل محسوب وشقيقه وأحد أعوانه، بالإضافة إلى إصابة آخر من أعوانه.
تعود القضية إلى عام 2011، عقب ثورة يناير، حيث شهد مركز ساحل سليم انفلاتًا أمنيًا نتج عنه تكوين عناصر وبؤر إجرامية خطرة في عدد من القرى، من بينها قرية العفادرة التي يقيم بها المسجل خطر محسوب وأعوانه، الذين حاولوا اقتحام مركز شرطة ساحل سليم.
وعقب عودة الشرطة إلى طبيعتها، حاولت أجهزة الأمن القبض على المتهم بعد تجدد نشاطه وانتشاره في بيع الأسلحة والمخدرات بالقرية والقرى والمراكز المحيطة. ونتيجة لطبيعة قرية العفادرة الجغرافية، وانتشار زراعات الحدائق والفواكه في جميع أراضيها، فشلت عدة حملات أمنية في القبض على المتهم، الذي ذاع صيته بين قرى مراكز أسيوط.
وعقب تكرار إطلاق محسوب وأعوانه الأعيرة النارية بطريقة عشوائية، واندلاع خلافات مع إحدى العائلات بالقرية بسبب شراء منزل، قررت أجهزة الأمن اقتحام منازل المتهم وأعوانه ومحاصرتهم.