لم يكن يدري ساهر، الشاب الذي تقترب سنوات عمره من تمام الثلاثين عاما، أن صديقه الذي اختاره ليكون أخا له لم تلده أمه سيكون أخطر الناس على حياته؛ إذ تبدل الأمر بين عشية وضحايا بالصديق من قريب إلى عدو يمكن أن يقتل ويسفك الدماء لأهون الأسباب.
داخل قرية تل حوين التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، ونهاية الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، فوجيء الأهالي بالعثور على جثة ساهر مقتولا وسط أرض زراعية على أطراف القرية، فيما تبين إصابة المجني عليه بطلق ناري استقر بصدره ليرديه قتيلا.
بدأ رجال المباحث الجنائية تكثيف جهودهم وتفريغ الكاميرات المحيطة في القرية التي من الممكن أن تكون قد التقطت آخر مشاهد للمجني عليه، قبل أن يتبين أن وراء ارتكاب الجريمة صديق المجني عليه المدعو أحمد، صاحب السبعة وعشرين عاما الذي يعمل سائقا.
التحريات بينت أن المتهم قد نشب بينه وبين المجني عليه مشادة كلامية قرر على إثرها القاتل إزهاق حياة صديقه؛ إذ تربص به وأطلق صوبه عيارا ناريا من فرد خرطوش أودى بحياته بمكان العثور على الجثة.
والد المجني عليه أكد على أن المتهم كان قد دأب على التواصل مع ابنه المجني عليه ليلة ارتكاب جريمته، وذلك لأجل التقابل معه، وصبيحة يوم الواقعة طلب منه الحضور للإفطار معه، وبالفعل امتثل له المجني عليه وتقابل معه ليكون آخر من كان بصحبته قبيل وفاته على يديه.
تحريات رجال المباحث الجنائية في مركز شرطة الزقازيق أكدت على أن مشادة كلامية نشبت بين المجني عليه والمتهم حال تواجدهما سويا، قام على إثرها الأخير بإطلاق عيار ناري صوب المجني عليه فأرداه قتيلا قاصدا من ذلك إزهاق روحه على النحو المبين في التحقيق.
وتداولت محكمة جنايات الزقازيق القضية التي حملت رقم 39328 جنايات مركز الزقازيق لسنة 2023، لعدة جلسات، برئاسة المستشار وليد أنور إبراهيم، رئيس المحكمة، حيث وجهت النيابة العامة للمتهم تهمة قتل المجني عليه عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، بأنه وعلى إثر مشادة كلامية بينهما انتوى إزهاق روحه فأشهر بوجهه ما بحوزته من سلاح ناري (فرد خرطوش) مطلقا منه عيارا ناريا استقر بجانبه اليمن محدثا إصابته الواردة بتقرير مصلحة الطب الشرعي قاصدا من ذلك إزهاق روحه فأرداه قتيلا، وذلك على النحو المبين في التحقيق.
وقبل ساعات، أسدلت المحكمة الستار على القضية بإصدار حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد.