واشنطن بوست تكشف تفاصيل مشروع روسي لتصنيع 6 آلاف طائرة درون بمساعدة إيران - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 4:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

واشنطن بوست تكشف تفاصيل مشروع روسي لتصنيع 6 آلاف طائرة درون بمساعدة إيران

هدير عادل
نشر في: الخميس 17 أغسطس 2023 - 7:20 م | آخر تحديث: الخميس 17 أغسطس 2023 - 7:20 م

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن وثائق روسية مسربة، كواليس الجهود الروسية لإنتاج 6 آلاف طائرة بدون طيار "درون" هجومية بمساعدة إيران، من أجل استخدامها في الحرب على أوكرانيا.

وأفادت الصحيفة بأن فريقا من المهندسين في مركز صناعي داخل روسيا مكلف سراً بمهمة بناء خط إنتاج سيعمل على مدار الساعة لإنتاج طائرات بدون طيار ذاتية التفجير، وهي الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها القوات الروسية في قصف المدن الأوكرانية.

وأوضحت أنه تم تكليف مسئولا متقاعدا من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بمسئولية أمن البرنامج، مشيرة إلى مصادرة جوازات السفر الخاصة بالموظفين ذوي المهارات العالية حتى لا يمكنهم مغادرة روسيا.

وبحسب "واشنطن بوست"، استخدم المهندسون في مراسلات ووثائق أخرى لغة مشفرة حيث تم الرمز إلى الطائرات بدون طيار بـ"القوارب"، ومتفجراتها بـ "مصدات"، بجانب الإشارة إلى إيران – البلد الذي يقدم سراً المساعدة التقنية – بـ"أيرلندا" أو "بيلاروسيا".

ونوهت بأن هذه الجهود ضمن صفقة أسلحة بمليار دولار مع إيران دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي، حيث يجرى العمل على بعد 500 ميل شرق موسكو في منطقة تتارستان. ويتمثل الهدف في بناء 6 آلاف طائرة بدون طيار محلياً بحلول صيف 2025 – وهو عدد كافي لتغيير مسار النقص المزمن لدى الجيش الروسي من المركبات الجوية غير المأهولة على خطوط المواجهة.

ورأت الصحيفة أن مصنع الطائرات بدون طيار الجديد حال نجاحه سيتمكن من مساعدة روسيا في الحفاظ على إمداداتها المتضائلة من الذخيرة الدقيقة، وإحباط الجهود الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، وتعزيز مكانة روسيا بشكل كبير في سباق الأسلحة المتعلق بالطائرات بدون طيار الذي يعيد تشكيل الحرب الحديثة.

وتشير الوثائق المسربة من البرنامج إلى أنه بالرغم من التأخيرات والعملية الإنتاجية التي تعتمد بشكل كبير على المكونات الإلكترونية الأجنبية، أحرزت موسكو تقدما منتظما تجاه هدفها بتصنيع نموذج من الطائرة بدون طيار الإيرانية "شاهد-136"، (طائرة بدون طيار هجومية قادرة على التحليق لمسافة أكثر من ألف ميل).

وتظهر الوثائق أيضا أن المهندسين في المنشأة يحاولون إدخال تحسينات لأساليب التصنيع الإيرانية القديمة، باستخدام الخبرات الصناعية الروسي لإنتاج الطائرات بدون طيار على نطاق أوسع مما حققته طهران ومع مراقبة جودة أكبر.

ويستكشف المهندسون أيضاً تحسينات بالطائرة بدون طيار نفسها، بما في ذلك جعلها قادرة على شن هجمات حاشدة والتي تنسق فيها الطائرات ضربة على هدف معين.

وقدر الباحثون في معهد العلوم والأمن الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، وراجعوا الوثائق المتعلقة بعملية الإنتاج بطلب من صحيفة "واشنطن بوست"، أن العمل في المنشأة في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة في روسيا متأخر عن موعده المقرر بما لا يقل عن شهر.

وخلص الباحثون إلى أن المنشأة أعادت تجميع الطائرات بدون طيار التي قدمتها إيران، لكنها لم تصنع بنفسها سوى هياكل الطائرات، وربما ليس لأكثر من 300 من المركبات الجوية غير المأهولة. وقالوا إنه من غير المرجح أن تفي ألابوجا بالموعد المحدد للطائرات بدون طيار البالغ عددها 6 آلاف طائرة.

ومع ذلك، قال ديفيد أبرايت، وهو مفتش أسلحة سابق بالأمم المتحدة ساعد في قيادة الفريق البحثي الذي درس الوثائق: "يبدو أن ألابوجا تسعى لقدرة تطوير للطائرات بدون طيار التي تتجاوز قدرة إيران".

وحصلت "واشنطن بوست" على الوثائق من أحد الأفراد المشاركين في العمل في ألابوجا، لكنه يعارض الحرب الروسية في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن هذا الشخص قوله آنه قرر كشف تفاصيل الجهود على أمل أن الاهتمام الدولي قد يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات، مما قد يعرقل الإنتاج وإنهاء الحرب بشكل أسرع.

وأضاف الشخص، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته بسبب مخاوف السلامة: "كان هذا الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله، على الأقل لوقف أو ربما خلق عقبات أمام تنفيذ هذا المشروع. لقد تمادى الأمر".

وتتضمن الوثائق، التي يعود تاريخها إلى الفترة من شتاء عام 2022 إلى ربيع عام 2023، مخطط للمصنع، وخطط فنية، وسجلات موظفين، واتفاقيات مقدمة إلى النظراء الإيرانيين وعروض مقدمة إلى الممثلين عن وزارة الدفاع الروسية بشأن وضع الجهود، التي يطلق عليها اسم "المشروع قارب".

وقال الفريق البحثي الذي يقوده ألبرايت والباحثة سارة بوركارد إن الوثائق "تبدو أصلية" و"تذهب لمدى بعيد في وصف مشتريات سلسلة التوريد، وقدرات الإنتاج، وخطط وعمليات التصنيع، بالإضافة إلى خطط تخفي وإخفاء إنتاج الطائرات بدون طيار، شاهد".

ووجد فريق البحث أن المشروع يواجه تحديات بينها "شكوك بشأن قدرته في الوصول إلى مستويات التوظيف المطلوبة"، لكنه نبه إلى أن روسيا قد تتمكن من التغلب على تلك الصعوبات.

وقال أبرايت إن الكشف عن السجلات يصعب الأمر على إيران الإدعاء بأنها لا تساعد موسكو في تطوير قدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار في ألابوجا.

ورفضت الحكومة الروسية وألابوجا الرد على طلبات الصحيفة للتعليق. كما رفض الكرملين التقارير التي تفيد بأنهم يتلقون مساعدة من طهران بشأن الطائرات بدون طيار، قائلاً إن روسيا تعتمد على أبحاثها وتطويرها الخاص.كما رفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الرد على طلب "واشنطن بوست" للتعليق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك