حققت حلقات مسلسل "الليلة واللي فيها" نجاحا لدى المشاهدين، انعكس على ترتيبه في محرك البحث "جوجل"، وأيضا تصدره التريند على منصات التواصل الاجتماعي.
يُعرض المسلسل على منصة "شاهد"، وتدور أحداثه في 6 حلقات داخل إطار من التشويق والغموض، وهو من بطولة زينة، ومحمد شاهين، وأبيوسف، وسماح أنور، وتأليف محمد رجاء، وإخراج هاني خليفة.
يضم العمل بعض النقاط الجريئة على مستويين، الأول الفكري وهو المرتبط بسيناريو وقصة المسلسل، الذي تدور حول "رشا"، امرأة متزوجة لديها مشكلة من الماضي تطاردها، وتؤثر على حياتها الزوجية، وهي اعتيادها الألم والإهانة أثناء العلاقة الجنسية، ولا تستطيع التصريح بذلك لزوجها، لأن هذا الأمر يرتبط بجانب من حياتها لا تريد التعامل معه، وهو جانب علاقتها بـ"طه" سائق والدتها، وتذهب لطبيب نفسي في محاولة منها لكي تنجو من أفكارها تجاه زوجها وذاتها.
أما المستوى الثاني يتعلق باختيار مغني الراب أبيوسف في أداء شخصية معقدة مثل "حاتم"، الذي يعاني من مشكلة نفسية بعد وفاة والدته بسبب إهماله لها.
وحاورت "الشروق" الكاتب محمد رجاء، مؤلف المسلسل، لمعرفة تفاصيل أكثر عن العمل.
قال رجاء، في بداية حواره مع "الشروق": "فكرت لأول مرة في قصة المسلسل عام 2014، وكانت مجرد معالجة، حتى طلب مني هاني خليفة مسلسل "قصير" للفنانة زينة، فوجدت هذه الفكرة مناسبة جدا ولم تستغرق وقتا طويلا في تطويرها وبداية كتابتها على 6 حلقات مكثفة".
• هل تم ترشيح ممثلين آخرين للشخصيات "رشا - حاتم"؟ ولماذا اُختير مغني الراب أبيوسف لأداء الدور؟
- الفنانة زينة من النجمات اللاتي يمتلكن قدرات عظيمة وطاقات لم تخرج بعد، وكنت أتخيلها في كل مشهد أكتبه كأني أسمعها وأراها، وكان لدي قلق قبل تسليم الحلقة الأولى والثانية من احتمالية تخوفها بسبب جدة واختلاف الشخصية عن المألوف، إلا أنني وجدتها متفهمة جدا طبيعة الشخصية وأبعادها النفسية، وقد غلبت حبها للفن والرغبة في تقديم الجديد والمختلف عن أي حسابات أخرى.
وشخصية "حاتم" كانت الأصعب في الترشيحات؛ لأنها خاصة جدا ومختلفة، وبالفعل تخوف منها أكتر من اسم، وكان علينا التفكير خارج الصندوق تماما، ووجدنا أن أبيوسف هو الترشيح المناسب، خاصة بعد أن وجد المخرج هاني خليفة لديه الرغبة في ممارسة التمثيل والقدرة على تجسيد هذه الشخصية تحديدا.
ومع الوقت جاءت جميع الترشيحات للشخصيات الأخرى مختلفة وخارج الصندوق، مثل النجمة الكبيرة سماح أنور، والفنان الكبير علاء مرسي، وهو ما خدم العمل في مجمله وخلق نوعا مختلفا وخاصا من المشاهدة، خاصة وأن كل الفنانين قد برعوا في أداء شخصياتهم بمنتهى الحب والصدق.
• هناك أكثر من تعاون مع المخرج هاني خليفة.. حدثنا عن علاقتكما الفنية؟
- بدأ التعاون مع المخرج هاني خليفة منذ أكثر من 10 سنوات عندما تحمس لتقديم فيلم "القاهرة مكة"، إلا أن الفيلم تعطل تنفيذه لفترة طويلة، وخلالها حدث بيننا تعاون وجمعنا أكثر من عمل، مثل "فوق مستوى الشبهات" و"الحساب يجمع".
وهناك أرضية مشتركة وتفاهم كبير بيني وبين المخرج هاني خليفة، وأعتقد أن كلانا متفق على ما يصح وما لا يصح في الفن، وأراه من أهم المخرجين وأكثرهم حبا وإخلاصا ودقة في عمله.
• مسلسل "الليلة واللي فيها" يميل للتشويق والغموض، ما سبب تقديمك لهذا النوع المختلف من القصص؟ ولماذا اخترت طرح قضية المسلسل الرئيسية "مشكلة البطلة النفسية الجنسية" في هذا الإطار؟
- بشكل عام، لا أحب تصنيف الأعمال حسب النوع، لأن المقياس الأساسي عندي هو أن أتبنى القصة التي أرويها من خلال السيناريو، والرواية هي من تفرض نوعها، وسواء كان العمل كوميديا أو تراجيديا تشويقيا أو أي نوع آخر، الجانب النفسي للشخصيات التي أكتبها هو دائما الأساس.
• هناك نقد وُجِه للمسلسل بدعوى أن "العمل ركز على الغموض وجريمة القتل وشتت المشاهد عن مشكلة المسلسل الرئيسية" ما رأيك في ذلك؟
- أحترم كل الآراء، كما كان لي الحق في كتابة الموضوع كما أراه بمنتهى الحرية. المشاهد له كامل الحرية في رؤية الموضوع كما يراه، وهذا هو المناخ الصحي للفن والتعاطي معه.
• هل تعتبر مسلسل "الليلة واللي فيها" منطقة شائكة من الدراما؟
- لا يوجد أي موضوع يصعب تناوله في أي عمل فني، المهم هو طريقة معالجته، وهل يمتلك صانع العمل وجهة نظر خاصة وشحنة يريد إيصالها للمتلقي لتجعله أكثر إنسانية ورحمة وتسامح، أم أنها مجرد عناوين فارغة.
• عُرض المسلسل في 6 حلقات فقط، هل مدة الحلقات القصيرة ظلمت دراما "الليلة واللي فيها"؟
- بالعكس، الدراما القصيرة والمكثفة هي طوق نجاة لكل من يرغب في أن يحكي قصته بدقة بعيدا عن كل العوامل القاسية التي تصنع فيها الأعمال الطويلة، والتي لها حسابات أخرى غالبا ما تظلم القصة، وبما أن الأحداث تدور في ليلة واحدة، فإن ذلك مناسب جدا لمسلسل عدد حلقاته قليل.