اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن استخدام روسيا المتزايد للطائرات الإيرانية بدون طيار "شاهد -136" يعكس القوة والضعف في آن واحد، مشيرة إلى أن موسكو تستعين بالدرونز الإيرانية بسبب نقص لديها في الصواريخ الموجهة.

وأوضحت الصحيفة، أن طائرات شاهد -136، ظهرت لأول مرة في الحرب بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من وصفها بأنها طائرات كاميكازي بدون طيار، إلا أنه من الأفضل اعتبارها صواريخ كروز صغيرة ذات قدرة تدميرية محدودة نسبيا نظرا لوزنها البالغ 50 كجم.

وأشارت إلى أن استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية، يظهر أن روسيا تعاني من نقص في الصواريخ الموجهة.

وقال مسؤولون غربيون يوم الجمعة الماضية، إنهم اتفقوا على نطاق واسع مع تقييم أوكراني أكد بأن موسكو استهلكت نحو ثلثي مخزونها، ولم يتبق منها سوى 124 من أصل 900 صاروخ إسكندر متوسط المدى. وأوضح أحدهم: "نعتقد أن هذا أمر صحيح، على الرغم من استحالة التحقق من هذه الاستنتاجات".

من جهته، قال الخبير العسكري من معهد الدراسات العسكرية البريطاني جوستين برونك، إن الطائرات بدون طيار "يصعب اعتراضها دائما" لكن سرعتها الجوية بطيئة مقارنة بصواريخ كروز، مما يعني أن الدفاعات الجوية ستتاح لها دائما فرصة التصدي لها، مضيفا: "في النهاية ، يقدمون وسيلة لروسيا لإحداث المزيد من الضحايا المدنيين والعسكريين في أوكرانيا، لكنهم لن يغيروا دفة الحرب".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن النجاح الدموي لهجوم الأسبوع الماضي الذي قتل ما يقدر بنحو 15 شخصا في ذلك اليوم وحده، بجانب هجوم اليوم الاثنين، يكشف أوجه القصور في الدفاعات الجوية لكييف.

وأضافت "جارديان": "ليس من الواضح لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا، لكن الولايات المتحدة ردت الأسبوع الماضي بالقول إنها ستسرع في تسليم أول اثنين من أنظمة الدفاع الجوي الثمانية "ناماز" (أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات) التي وعدت بها.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن المنفعه العسكرية من الوعد الأمريكي، أقرب إلى الصفر، ولن يكون لها أي تأثير نفسي ذي مغزى على السكان المدنيين بعد تصدر الهجمات على كييف عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات على أوكرانيا تثير الخوف، ولكنها تثير الغضب أيضا، لا سيما بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "لا داعي" لمزيد من الضربات المكثفة على أوكرانيا.

وأفادت بعض التقارير، صباح اليوم الاثنين، بأن روسيا ربما كانت تحاول جزئيا استهداف موقع للطاقة في العاصمة، على الرغم من عدم تأكيد التفاصيل الكاملة. ومع ذلك، وعلى نطاق أوسع، هناك مؤشرات متزايدة على أن روسيا تحاول استهداف الطاقة الأوكرانية وشبكات المرافق الأخرى مع بدء الشتاء و "موسم التدفئة" في البلاد.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن الطائرات بدون طيار مثل شاهد -136 أكثر فاعلية ضد مثل هذه الأهداف الثابتة مما هي عليه ضد القوات المتحركة، وسترغب روسيا بشدة في وقف تقدم أوكرانيا في ساحة المعركة على الأقل حتى يتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة في أواخر الخريف إلى نوع من التوقف.