الأعلى للثقافة واليونيسكو يحتفيان باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي - بوابة الشروق
الخميس 17 أكتوبر 2024 10:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأعلى للثقافة واليونيسكو يحتفيان باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي


نشر في: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 6:05 م | آخر تحديث: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 6:05 م

نظمت لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالية بمناسبة العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وذلك بمقر المجلس، اليوم الخميس، بحضور مقررها الدكتور محمد شبانة، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أسامة طلعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

وتأتى الاحتفالية في إطار التعاون مع عدة جهات وهي "الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وبيت التراث المصري، والمعهد العالي للفنون الشعبية، ومكتب اليونسكو بالقاهرة.

وضمت الاحتفالية برنامجًا متنوعًا بدأ في الساعة العاشرة صباحًا بعروض فنية شعبية لفرقة النيل التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في بهو المجلس الأعلى للثقافة.

كما تم افتتاح معرض للحرف التقليدية ببهو المجلس الأعلى للثقافة، يضم منتجات عدة قرى ومدن بمحافظات مصر، ومنها فوة وسوهاج والواحات البحرية والعريش، ويتضمن العديد من الحرف مثل التلى السجاد، والكليم ومطرزات أخميم والخيامية وأزياء والإكسسوارات النوبية؛ كما تضمن المعرض منتجات حرفية من إنتاج مركز الحرف التقليدية بالفسطاط التابع لصندوق التنمية الثقافية لأشغال النحاس والفضة والخزف والخشب القشرة والصدف.

من جانبها تحدثت الدكتورة نوريا سانز المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، مشيرة إلى أهمية التراث في مصر، حيث تشتهر مصر بحضارتها القديمة، لافتة إلى أنها غنية أيضاً بالتقاليد الحية التي تعكس الهُوية الثقافية للبلاد؛ فمنذ عام 2005 شاركت مصر بنشاط في جهود اليونسكو لحماية وتعزيز التراث الثقافي غير المادي.

وتم إدراج ثمانية مظاهر ثقافية مصرية في قوائم التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، والتي تعرض عمق التراث الثقافي المصري، مثل ملحمة السيرة الهلالية، ويروي هذا التقليد الشفهي هجرة قبيلة بني هلال من شبه الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا في القرن العاشر الميلادي، وتظل السيرة الهلالية جزءً حيويًا من التراث الشفهي المصري، حيث تحافظ على تاريخ وقيم لعبة التحطيب؛ فكانت لعبة التحطيب في الأصل فن قتالي، وتطورت الآن إلى لعبة احتفالية، وتعزز هذه اللعبة التفاعل الاجتماعي والاستمرارية الثقافية، وكذلك الدمى اليدوية التقليدية التي تعكس فن الدمى التقليدية في مصر وقوة سرد القصص؛ حيث تستخدم العرائس لنقل الدروس الاجتماعية والأخلاقية والحفاظ على التراث المسرحي النسيج اليدوي في صعيد مصر، ويمثل فن النسيج اليدوي في صعيد مصر تعبيرًا فنيًا يعكس الاستمرارية الثقافية؛ حيث يتم نقل مهاراته عبر الأجيال، مما يحفظ بدوره التراث الفني التقليدي.

كما تضمنت الاحتفالية ثلاث جلسات؛ حيث بدأت الجلسة الأولى في الحادية عشر صباحا وجاءت بعنوان: (آليات الاستلهام والتوظيف في فنون الأداء الشعبي)؛ حيث تحدثت الدكتورة سمر سعيد؛ عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، موضحة أن المجتمع المصري لا يرقص لمجرد الرقص فالرقص في مجتمعنا لا نراه إلا في المناسبات والاحتفاليات عكس بعض المجتمعات الأخرى التي قد نراها بمجرد أن تسمع موسيقى تقف وتتمايل دون تفكير.

وأشارت إلى الشعب اليوناني وحبه لموسيقى زوربا؛ فالرقص لدينا ليس أسلوب حياه، وعن سؤال قالت إنها تسمعه كثيرا لماذا لا يوجد لدينا رقصة قومية واحدة؟ فأجابت موضحة أن الزخم والتنوع الفطري والموروث في الرقص الشعبي متنوع، بل وشديد التنوع فالرقص النوبي غير الرقص السواحلي غير الرقص في سيناء وهكذا.

وتابعت: "فإذا أقمنا مثلا احتفالية شعبية بها عددًا من الرقصات التي تعبر عن ثقافتنا ورقصاتنا سنجد هناك عدد كبير جدا من الرقصات تعبر عن المجتمع البيئي، وكذلك عن علاقة هذا المجتمع بالجغرافيا والمكان؛ فكيف لنا بعد كل هذا الزخم أن يكون لنا رقصة قومية واحدة؟!".

وقالت عن مصمم الرقصات: "يستلهم رقصاته من التراث ومن بيئته الشعبية لكي يخرج هذا المفهوم والإحساس على خشبة المسرح من خلال فرقته الشعبية، والشباب الجديد الآن ليس لديه أي فكره عن كيفية استلهام البيئة الشعبية لكي يضيف ويبدع ويكمل ما بدأه الأولين".

وتحدث الدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، وشرح مختصر لأقسام المعهد وما يقدمه من علوم في مجال الفنون والأدب الشعبي، كما تحدث عن طرح قدمه من قبل لتغيير اسم المعهد ليكون المعهد العالي للدراسات الشعبية.

وقال شبانة عن الثقافة وعناصرها، إن الثقافة وأشكال الاحتفاء الشعبي يرتبط دائمًا بوظيفة، كذلك يرتبط بالبيئة والمناخ والمناسبة الاجتماعية، مشيرًا إلى نظريته التي أسماها "النسخ الرديء"، والتي تحدث فيها عن إعادة إنتاج الأعمال الكبيرة العظيمة بشكل سيء يضر ولا يفيد، وقياسًا على ذلك نجد أن النسخ بأشكاله كل من الرقصات والأعمال الفنية التي أعيد إنتاجها بشكل أضر العمل الأصلي.

وعن فن الأراجوز تحدث الأستاذ ناصر عبد التواب مؤسس مدرسة الأراجوز بالمركز القومي لثقافة الطفل، موضحًا أنه كان قلقًا بشكل كبير بعد أن اكتشف هو ومحبي فن الأراجوز أن فناني الأراجوز في تناقص مستمر يومًا بعد يوم؛ فكان حلمه الكبير أن يزرع شتلات تمتد جذورها في كل أنحاء مصر حاملة عبق هذا الفن العظيم وأن يكون لكل مكان حكاء ينتمي لفن الأراجوز يعبر عن أحلام ومشاكل الناس في حيزه الجغرافي.

وقال إنه خلال عام 2019 أثناء رئاسة الأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف لمركز ثقافة الطفل حاولنا رمي حجر في المياه الراكدة، فجاءت فكرة إنشاء مدرسة للأراجوز، وفى عام 2020 أصبح عدد فناني الأراجوز 65 لاعبًا.

كما أشار إلى التنوع الذي حدث في خامات صناعة العروسة الأراجوز؛ فبدأنا في صناعتها باستخدام خامات الورق المضغوط والفلين بعد أن كانت تصنع من الخشب فقط، وفى مختتم حديثه أوضح أن العصى المستخدمة في عروض الأراجوز كانت ترمز إلى ضرب كل ما هو فاسد وقبيح، مؤكدًا أنه يفضل أن يستغني عنها في العروض لكى يقوم الأراجوز بمخاطبة العقل ويكون التقويم هو الوسيلة الأفضل من التعنيف.

وعقب الندوة جاء العرض الفني للأراجوز بمشاركة طلاب المعهد العالي للفنون الشعبية بالساحة الخارجية أمام المجلس، وذلك من الساعة الواحدة والنصف ظهرًا وحتى الثانية والنصف ظهرًا.

وشهدت جلسات المؤتمر مناقشة عدة محاور تحدث خلالها كوكبة من المتخصصين والأكاديميين في مختلف مجالات التراث الأدب الشعبي، وتناولت مواضيع مثل: "العادات والمعتقدات والمعارف في عالم متغير، ودور الحرف التراثية في تعزيز اقتصاد الثقافة".


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك