عن أخنوخ فانوس الذى كتب 430 بيتًا شعريًا فى الوحدة الوطنية - بوابة الشروق
الخميس 30 يناير 2025 11:31 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الأمة المصرية قادرة على النهوض من الكبوة الحضارية

عن أخنوخ فانوس الذى كتب 430 بيتًا شعريًا فى الوحدة الوطنية

اخنوخ فانوس
اخنوخ فانوس
عبد الرازق عيسى
نشر في: الأحد 18 مارس 2012 - 11:40 ص | آخر تحديث: الأحد 18 مارس 2012 - 11:40 ص

أدى انتصار اليابان على روسيا القيصرية عام 1904م إلى شحذ أذهان عدد من القادة والمفكرين والكتاب لاستلهام التجربة اليابانية الرائدة، وتقديمها لمصر باعتبارها ممثلة الأمم الشرقية الراغبة فى النهضة والتقدم، وصدرت عدة كتب فى هذا المجال أهمها الشمس المشرقة لمصطفى كامل، والأرجوزة العصرية لأخنوخ فانوس التى كتبها فى 430 بيتا.

 

 وأخنوخ فانوس (1856- 1918م) التحق بالجامعة الأمريكية فى بيروت، ثم عمل محاميا بأسيوط وكان مشاركا بالعمل الاجتماعى، عمل فى أرجوزته على المقارنة بين مصر واليابان لتكون الأخيرة عظة وعبرة لمن أراد أن يعتبر، وقدم نفسه باعتباره عاشقا لوطنه مصر وعليه واجب أن يدعو أبناء وطنه للتقدم وخلع الخمول والكسل والانتصار لعزة مصر وكرامتها، وأكد على لحمة الجامعة الوطنية التى تجمع أبناء الوطن الواحد.

 

 جعل أخنوخ فانوس الدين علاقة بين الإنسان وربه حتى يتسنى للأمة أن تحقق مجدها ورقيها من ذلك قوله:

 

  ومرجع الدين إلى الخلاق  والموعد الأخير يوم باق

  لو شاء ربى وحدة الأديان  لقامت الوحدة كالبنيان

 

 وهى ليست دعوة للعلمانية بقدر ما هى دعوة لاحترام عقائد الآخرين وبناء جو من الثقة المتبادلة مع الآخر، وواصل دعوته إلى أن الذى يصون ويقيم دعائم الوطن الاتحاد الراسخ الجذور وتحقيق الراعى العدل والمساواة بين الرعية، ويقول فى ذلك:

 

   لا شىء يحمى حوزة الأطان  إلا وئام يحكم البنيان

   لا شىء يحمى علم البلاد   إلا اتحاد راسخ العماد

   وأن يكون الملك العظيم   خير دليل مجدهم يقيم

 

ودعا فانوس فى أرجوزته لترك الدين للديان فهو الذى يحاسب الإنسان فى الآخرة، كما دعا لاحترام عقائد الآخرين وأن يتم التعامل بين المواطنين من مختلف العقائد والمذاهب وفقا للجامعة الوطنية وانطلاقا من هذا التصور يقدم نصائحه لأبناء وطنه جميعا مسلمين وأقباطا فعلى وحدتهم يتوقف نجاح الوطن وتقدمه وإيقاظه من سباته الذى ران عليه سنوات عديدة وأدى لتدهوره، والوحدة الوطنية تؤدى لنشر نور العلم والمعارف فى ربوع الوطن فقال:

 

   فاطرحوا الغفلة والأوهاما أن لكل غاية مقاما

   وفرقوا بين السماء والأرض وأقضى لكل حق إن تقضى

  فأسرعوا فى طلب المعالى من بابها يشرونه بالغالى

  وأفسحوا المجال للطلاب  فاندفعوا كالسيل فى الرحاب

  وانتشروا فى المدن العظيمة للفن والمعارف اللميمية

 

ودعا لترك المجادلات الدينية التى لا تؤدى إلى خير بل تزيد من الفرقة والعداء بين أبناء الوطن الواحد ومصر فى حاجة للالتفات إلى الإخوة المصرية القائمة على عنصرى الأمة مسلمين وأقباط.

 

 هيا إذن لتنفضوا الغبارا  وتكشفوا الخمار بل والعارا

وشمروا عن ساعد الجد ولا تلزموا الخمول والكسلا

وتجعلوا المصرية الإخاء وكل شىء دونها هباء

يقبل المصرى أخاه القبلة من خالص الفؤاد لا بالغلة

ليس من الحكمة أن تبتغى جامعة الأوطان للدين معا

كل بنى الأوطان فى تكافل من لا يقول هذا فى تغافل

 

 وفى النهاية نجد فانوس باختياره لليابان وما حققته من انتصار مبهر يؤكد على أمور فى غاية الأهمية أولها: قدرة الأمم الشرقية واليابان منها على النهوض والتقدم وبالتالى فالأمة المصرية سليلة الفراعنة قادرة على النهوض من الكبوة الحضارية التى كانت وما زالت تمر بها.

 

ثانيهما: إن هناك مطامع غربية دائمة تريد النيل من الشرق وعلينا أن نتنبه لها ونحذر منها فهى تسعى للتفرقة بين أبناء الأمة الواحدة

 

 قد سئم الشرق مطال الذل  ولم تعد من طاقة للحمل

وكل يوم تشتكى الأقوام   من مطمع الغرب حيث قاموا

أما ترى الشرقى باليابانى يفخر فخر الأخ لأخوان

فهذه من منبئات الغرب الشرق للشرقى لا للغربى

رحمك الله يا فانوس فكأنك تتكلم عن وقتنا الحاضر، وما أحوجنا إلى استلهام التراث.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك