أثارت خسائر كتيبة النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي "لواء جولاني"، تلك الأسطورة التي حطمتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خلال العدوان الحالي عليها، صخبا وجدلا داخل إسرائيل، خاصة مع تزايد الخسائر التي تتكبدها يوميا على يد المقاومة الفلسطينية.
وبرز اسم "لواء جولاني" على نطاق واسع، بعد الإعلان عن مقتل ضباط وجنود اللواء خلال كمين في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، والذي كان أكبر ضربة مؤلمة لجيش الاحتلال منذ عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وروت صحيفة إسرائيلية كيف تعرض "لواء جولاني" بالجيش الاحتلال إلى "ضربة مؤلمة" حين وقع في الكمين، الذي نصبته كتائب "القسام"، وانتهى بعد معركة استمرت ساعتين ونصف الساعة بمقتل 9 جنود وإصابة آخرين بجروح، فيما اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "صعبة وقاسية".
لماذا أثارت كمائن وضربات المقاومة الفلسطينية للواء جولاني في حي الشجاعية جدلا وصخبا داخل إسرائيل؟
عن ذلك، قالت الدكتورة انتصار محمد، الباحثة المتخصصة في الشأن العربي، إن لواء جولاني الإسرائيلي يعتبر "رقم واحد" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى أنه يعتبر نخبة النخبة في إسرائيل.
وأكدت، في حديثها لـ"الشروق"، أن حي الشجاعية يعتبر من أهم وأقوى الأحياء الموجودة في قطاع غزة، وكان يقطن فيه القادة البارزون جدا الموجودون في صفوف المقاومة الفلسطينية.
وأشارت إلى أنه ولذلك، ففي 4 ديسمبر 2023، كان لوزير الدفاع تصريحات قوية جدا، كان يحفز بها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة جنود لواء جولاني، بضرورة استعدادهم لأنهم سيخوضون معارك شرسة جدا حتى يستطيعوا أن يدمروا كل الأنفاق الخاصة بحركة المقاومة "حماس"، خاصة في حي الشجاعية، وكان يحثهم على الشجاعة والتقدم في الحرب، مؤكدة أن خسارتهم المعركة كانت "لطمة كبرى على وجه إسرائيل وجيش الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت: ليس ذلك فقط، فلواء جولاني وهو لواء النخبة الإسرائيلي أصبح أكثر الألوية التي تلقت الخسارة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو اللواء الذي كان من أكثر ألوية جيش الاحتلال الإسرائيلي قوة وعنف في ارتكاب جرائم الحرب، فقد ارتكب جرائم حرب كثيرة ضد الإنسانية على مدار 70 عاما.
وأكدت الباحثة المتخصصة في الشأن العربي، أن فكرة مقتل عشر جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي من بينهم قائد الكتيبة في لواء جولاني أكد لإسرائيل والعالم مدى قدرة المقاومة الفلسطينية.